مبارك يدعو بيرلسكوني إلي عرض خطته لدعم الاقتصاد الفلسطيني في مؤتمر المانحين بالقاهرة

مبارك يدعو بيرلسكوني إلي عرض خطته لدعم الاقتصاد الفلسطيني في مؤتمر المانحين بالقاهرة بيرلسكوني: نؤيد جهود مصر لتحويل وقف إطلاق النار إلي هدنة طويلة نابوليتانو: دول الاتحاد الأوروبي تعتمد علي النهج المصري في استعادة التهدئة مبارك يبحث مع جول في اسطنبول اليوم سبل احتواء أزمة غزة.
دعا الرئيس حسني مبارك إلي حشد التأييد الدولي للاقتراح الذي أطلقه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني بطرح خطة دولية ـ علي غرار خطة مارشال ـ تستهدف دعم الاقتصاد الفلسطيني, واستكمال مقومات الدولة وبنيتها الأساسية والمؤسسية, وأعرب الرئيس عن ثقته بقدرة إيطاليا ورئيس الوزراء بيرلسكوني علي حشد تأييد واسع النطاق لهذه الخطة, علي أن تكون نقطة البداية هي المؤتمر الدولي لإعمار غزة الذي تستضيفه القاهرة يوم الثاني من مارس المقبل, وتشارك فيه إيطاليا ضمن رعاته الرئيسيين.
وأضاف الرئيس مبارك ـ في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي عقب انتهاء مباحثاتهما أمس ـ أنه تناول خلال المباحثات نتائج الاتصالات التي أجرتها مصر مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, من أجل تثبيت وقف إطلاق النار, واستعادة التهدئة, وفتح المعابر, ورفع الحصار, بالإضافة إلي جهود مصر لتحقيق الوفاق الفلسطيني, وإعادة إعمار غزة. وأوضح الرئيس مبارك أن هذه الجهود كلها تنطلق من المبادرة المصرية التي طرحها يوم السادس من يناير الماضي, والتي حظيت بمساندة إيطاليا.
وشدد الرئيس في كلمته علي أن الجهود المبذولة للتعامل مع تداعيات الموقف في غزة ينبغي ألا تصرف أنظارنا عن قضية السلام باعتبارها الغاية النهائية لجهودنا جميعا.
وأكد بيرلسكوني تأييده لجهود الرئيس مبارك للتوصل الي وقف لإطلاق النار في غزة وتحويله الي هدنة طويلة الأمد, وكذلك جهوده لتحقيق المصالحة في الداخل الفلسطيني التي هي شرط أساسي لاستئناف عملية السلام. وقال إنه وعد الرئيس مبارك بحضور مؤتمر المانحين وسوف يشارك في المؤتمر بصفتين الأولي كرئيس لوزراء إيطاليا, والثانية كرئيس لمجموعة الثماني الاقتصادية الكبري. وقد عقد الرئيس محادثات قمة مع بيرلسكوني تناولت القضايا الإقليمية, خاصة قضية السلام في المنطقة, وعرض الرئيس ما انتهت إليه الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة. وامتدت المحادثات علي عشاء عمل تكريما للرئيس والوفد المرافق له.
وكان الرئيس مبارك قد أجري مباحثات مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو في مستهل زيارته إلي العاصمة الإيطالية روما, المحطة الثانية في جولته الأوروبية, وتم بحث سبل تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وجهود التوصل إلي تهدئة مستديمة لاستعادة المسارات التفاوضية بهدف إقامة الدولة الفلسطينية, وتحقيق الاستقرار الشامل في الشرق الأوسط. وقد تطرقت القمة المصرية ـ الإيطالية ـ وهي الخامسة منذ تولي نابوليتانو مسئولية الرئاسة في بلاده ـ إلي عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وقد أكد الزعيمان عمق العلاقات بين مصر وإيطاليا في المجالات المختلفة, سواء التجارية, أو الاستثمارية, أو الثقافية, أو العسكرية. وقد استمع الرئيس الإيطالي لعرض الرئيس مبارك لما انتهت إليه الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة, وجهود المصالحة الفلسطينية. وخلال المباحثات جددت إيطاليا دعوتها لمشاركة مصر في قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في شهر يوليو المقبل بمدينة كابري الإيطالية.
وأكد الرئيس نابوليتانو حرص إيطاليا علي مشاركة مصر في اجتماعات القمة, نظرا للدور الجوهري الذي تلعبه مصر علي الساحة الدولية.
وكان الرئيس الإيطالي في استقبال الرئيس حسني مبارك لدي وصوله إلي قصر كورينالي في العاصمة الإيطالية, حيث أجريت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمية, واصطف حرس الشرف تحية للرئيس, وعزفت الموسيقي السلام الوطني لكل من مصر وإيطاليا, وقد أقام الرئيس نابوليتانو مأدبة غداء تكريما للرئيس مبارك والوفد المرافق له.
وصرح السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عقب اللقاء بأن الرئيس الإيطالي عبر عن تقديره لجهود مصر في إقناع الأطراف المعنية بقبول وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكد نابوليتانو أن إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي تعتمد تماما علي النهج المصري لتثبيت وقف القتال, واستعادة التهدئة, وإعادة توحيد الصف الفلسطيني. وأشار إلي أن إيطاليا ستشارك في مؤتمر إعادة الإعمار بالقاهرة.
من جانب آخر, يلتقي الرئيس مبارك اليوم مع الرئيس التركي عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في اسطنبول, في المحطة الثالثة والأخيرة من جولته الأوروبية التي شملت أيضا كلا من فرنسا وإيطاليا.
وستتركز مباحثات الرئيس في اسطنبول حول التطورات في غزة, وجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية, وكان علي بابا جان وزير الخارجية قد أكد في وقت سابق أهمية زيارة الرئيس مبارك في إطار توحيد جهود البلدين للتوصل إلي حل دائم للقضية الفلسطينية.