مبارك.. سنوات العطاء المستمر

من حقنا علي الرئيس مبارك أن يتقبل منا في هذا اليوم التهنئة بعيد ميلاده, تقديرا وعرفانا واحتراما لمسيرة عطاء مستمرة.. ولقائد انعقدت عليه آمال الأمة في لحظة من أشد اللحظات الدرامية في تاريخها.. معه عرفنا طريقنا وحددنا أهدافنا ولم نحد عنها يوما.. عرفت مصر معه منذ أيام الحكم الأولي الحرية والمصارحة والواقعية والوطنية الصادقة.. بالحرية أصبحنا شركاء في القرار وتوحدنا مع قضايا الوطن.
وبالمصارحة عرفنا حدود مشكلاتنا وما نواجه من أخطار. وبالواقعية اقتحمنا التحديات واحدا تلو الآخر.وبالوطنية الصادقة تمكنا من حماية مصر وصيانة أمنها ومصالحها وسط مسلسل طويل من الأزمات التي أحاطت بنا ولاتزال.
.. في هذا اليوم تشدنا الأحداث إلي ما كنا فيه يوم تنادي المصريون بمبارك رئيسا وقائدا للمسيرة.. كانت المشكلات قد تراكمت من كل اتجاه تهدد حياتنا في كل مفرداتها. تبدو تلك الأيام حلما مزعجا تجاوزناه به ومعه إلي آفاق رحبة وفرص واسعة للنمو والتنمية.
أحببنا فيه تاريخا وطنيا مشرفا, لم يفرط ولم يقايض علي مصالح وطنه وأمته..
أحببنا فيه الصبر علينا وعلي مشكلاتنا المعقدة. تحمل منا وعنا الكثير..
أحببنا فيه صلابته التي واجهنا بها مؤامرات المتربصين بأمننا وسلامتنا.
تعلمنا معه أن نواجه مشكلاتنا في حجمها دون تهوين أو تهويل, فكان النجاح حليفنا في تفكيك تلك المشكلات والوصول إلي حلول ناجعة لها.
كانت حريتنا خيارا لم يتراجع عنه برغم الشطط الذي استبد بالبعض منا. لم يقبل يوما بتقييد حرية حتي من أساءوا وتجاوزوا, وانتصر دوما لحرية التعبير والإعلام الحر المفتوح ودعا إليها وشجع عليها. جمعته العسكرية المصرية بكل طبقات المجتمع وكل فئاته من شمال الدلتا وحتي أقاصي الصعيد, فكانت حياته في المعسكرات والخنادق دروسا في فهم شخصية مصر والمصريين, وحين ولي أمرها لم تكن في مصر أرض لم يعرفها ومصريون لم يخالطهم.
لم تفارقه هموم المصريين وانتصر دوما للبسطاء منهم. قدم للعالم تجربة فريدة في إصلاح الاقتصاد دون أن يتحمل البسطاء التكلفة مثلما حدث في معظم بلدان الدنيا. وضع صعيد مصر وريفها في بؤرة اهتمام برامجه الاقتصادية, فانتقل بها خطوات علي طريق ييسر سبل العيش لفئات عانت سنوات من النسيان. أطلق طاقات مصر الاقتصادية, وحررها من قيودها التي استمرت زمنا, فخطا الاقتصاد المصري بسياساته خطوات وفرت لمصر الحماية من كثير من الأزمات. اقتحم بالمصريين الصحراء التي سجنت المصريين قرونا في الوادي والدلتا. وحقق للمصريين مكانة عالمية وفتح لمنتجات المصريين أسواقا في الشرق والغرب بعلاقات متميزة مع الجميع. ووضع بحزمه وصرامته نهاية للإرهاب الأسود الذي اختطف أرواح المئات من الأبرياء.
وفتح آفاق الأمل لمصر بإصلاح سياسي ودستوري يحميها من الفوضي ويضمن تطورها ونموها, جعل المواطنة ركيزته وأعطي المصري اختيار حاكمه بالاقتراع المباشر لأول مرة في تاريخه.
استعاد لمصر علاقاتها العربية بل جعل مصر محور العرب ومعقد آمالهم. وعمل بلا كلل من أجل حماية أمن المنطقة وكشف كل المتآمرين أمام الشعوب, فكانت مواقفه قارب إنقاذ للأمن القومي العربي في أوقات الأزمات الكثيرة.
تحية لقائد المسيرة الرئيس محمد حسني مبارك.. في يوم مولده. كل عام وأنت بخير وكل المصريين معك علي قلب رجل واحد في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بمسيرة عطاء بلا حدود.
osaraya@ahram.org.eg