الرئيس الفلسطيني في تصريحات لرؤساء الصحف المصرية: نمر بمرحلة صعبة ونطالب إسرائيل بالالتزام بمواقف محددة

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أن القضية الفلسطينية تمر الآن بمرحلة صعبة ودقيقة, معربا عن أمله أن يتم التوصل إلي حل عادل لهذه القضية يفضي الي إقامة الدولة الفلسطينية علي أساس حدود1967

وقال أبو مازن إنني أتفقت مع أولمرت علي حدود الدولة وهي حدود67, وكدنا ان نتوصل الي حل, ووافقت علي التبادلية في حدود(9,1) بالقيمة والمثل, وطرح هو(5,6) ورفضت ولم نتفق وأضاف بالنسبة لموضوع القدس قلت له: الشرقية لنا والغربية لكم, وتابع وبالنسبة لموضوع اللاجئين قلت لاولمرت إنها من القضايا الخطيرة جدا وهناك حل لهذه القضية موجود بالمبادرة العربية للسلام, والمبادرة جزء لا يتجزأ من خارطة الطريق, غير اننا لم نستكمل هذه المفاوضات بسبب خروج اولمرت من السلطة.. ومنذ تولي بنيامين نيتانياهو رئاسة الوزراء لم نجر أي مفاوضات معه.
وقال لقد حصلنا علي التفويض من لجنة المتابعة العربية بالذهاب إلي ما يسمي بالمفاوضات غير المباشرة او التقريبية لمدة4 أشهر, وكنا نناقش قضيتين فقط هما الحدود والأمن, وطلبنا من واشنطن تقديم بعض الأسئلة إلي الجانب الإسرائيلي.. هل يقبلون بحدود67 ؟, وهل يقبلون بوقف الاستيطان بشكل كامل؟, لكن حتي الآن لم نحصل علي إجابة إطلاقا.
وأضاف إذا لم يكن هناك رؤية جادة فيما يتعلق بحدود67 ووقف الاستيطان فلا أستطيع الذهاب إلي المفاوضات المباشرة, وهذا هو الموقف الذي خولت به من قبل القيادة الفلسطينية, وهذا ما سأبلغه للدول العربية.
وكشف ابو مازن النقاب عن اجراء حوار للمرة الاولي مع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة(ايباك) الذي يعد حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية, علي الرغم من نصيحة بعض مسئولي الإدارة الأمريكية بألا أقابلهم وقالوا لي( لا تدخل بيت الضبع), وحتي في زيارتي الأخيرة للعاصمة الامريكية في9 يونيو الماضي, وأنا خارج من مكتب أوباما,, قالوا لي.. هل مازلت مصمما للذهاب إليهم ؟, وقلت لهم إنني مصمم, فقالوا( أعانك الله).
وقال ذهبت للقاء الذي وجهت الدعوة اليه, من قبل شخص مشهور يدعي داني ابرهام, وكان في استقبالي53 شخصية يهودية, وأمضيت معهم ساعتين كاملتين, سألوني هل هذا الحوار للنشر؟ فقلت لهم( نعم) وتستطيعون أن تسألوا عن أي شيء.. وسئلت27 سؤالا أولها كان( ما رأيك بالدولة اليهودية؟).. وكان رد الفعل التي أبلغت بها بعد ذلك… إننا سنبلغ الرئيس أوباما بأن هناك شريكا فلسطينيا, فهل هناك شريك اسرائيلي؟, وسنبلغ نيتانياهو بأنه أمام ثلاثةأمور.. اما تغيير الحكومة أو الاعتراف بحل الدولتين أو الذهاب للاستفتاء.وقال ابو مازن مازحا ان الاسئلة كانت اشبه باجتياز اختبار نجح فيه بنسبة100%.
وحول إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة قال أبو مازن عندما تصلني الضمانات المطلوبة وهي قبول حدود67 ووقف الاستيطان بطريقة مباشرة من رئيس الوزراء الاسرائيلي أو غير مباشرة عن طريق الرئيس حسني مبارك أو الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن أو الإدارة الأمريكية, سأذهب فورا للمفاوضات المباشرة, وأنا علي استعداد للقبول بوجود طرف ثالث للمراقبة بعد الحل مثل قوات حلف شمال الاطلنطي( الناتو), ولن أقبل بأن يكون ضمن جنود الناتو يهود, ولن أقبل بان يعيش بيننا في الاراضي الفلسطينية إسرائيلي واحد.
وردا علي سؤال عما إذا كان يتعرض لضغوط للدخول في المفاوضات المباشرة قال الرئيس أبو مازن إنني أتعرض لضغوط لم أتعرض لها في كل حياتي السياسية.
وحول ما تردد بأن الجانب الفلسطيني سيعلن إقامة الدولة الفلسطينية من طرف واحد إذا فشلت المفاوضات, نفي الرئيس الفلسطيني بشدة هذه الأنباء وقال نحن لم نقل يوما من الأيام إننا سنعلن الدولة الفلسطينية من طرف واحد, لكن قلنا إذا فشلت الجهود سنذهب إلي الجامعة العربية, ونحن منذ عامين نعمل مع لجنة المتابعة العربية. وحذر من أن السلطة الفلسطينية قد تنهار إذا لم يحدث أي تقدم في مسار السلام, وإذا واصلت الدول العربية عدم الالتزام بدعم السلطة ماديا للوفاء بالتزاماتها, وبالتالي يمكن أن تنهار وتعم الفوضي في الاراضي الفلسطينية.
وحول ملف المصالحة الفلسطينية قال إذا وقعت حماس علي الوثيقة المصرية سنجري فورا انتخابات تشريعية ورئاسية, ومن ينجح بالانتخابات مبروك عليه, لكن للأسف الوثيقة لم توقع من حماس, وهناك أفكار إذا وقعت حماس لتشكيل حكومة تكنوقراط لكي تأتي بالأموال التي قررت بشرم الشيخ لإعمار غزة, لكن للأسف التوقيع مرفوض من قبل حماس علي الوثيقة, والمهم ان الوثيقة عرضت علي حماس قبل أن توقع عليها فتح ووافقوا علي محتواها, وعندما وقعنا علي الوثيقة رفضوها بحجة تعديل بعض البنود فيها.
وأشار أبو مازن إلي إن عزام الأحمد رئيس وفد فتح للمصالحة التقي بقادة حماس في لبنان ودمشق, وقال ليس من المحرم أن يلتقي بهم أي فتحاوي في أي مكان, وطلبت من عزام الاحمد الذهاب الي غزة برفقة شخصين فرفضوا, وهم لا يريدون المصالحة لان إيران تمنعهم من ذلك. وقال الرئيس عباس إذا رأيت أن زيارتي إلي قطاع غزة ستسهم بشكل إيجابي في تحريك المصالحة سأذهب وسأزور غزة فورا, لكن حتي الآن لا أعلم إذا كانت هذه الزيارة ستسهل الأمور أم ستعقدها وأكد أنه لا يمكن ان يكون هناك حل بدون عودة غزة إلي الضفة الغربية, وان تكون ارضا واحدة وموحدة, فالانقسام حجة قوية لإسرائيل, وبدون غزة لايمكن إقامة دولة فلسطينية.