الدعم باق ونبحث أنسب السبل لتوصيله إلي مستحقيه بدلا من إهداره في السوق السوداء الدكتور أحمد نظيف في اجتماع استمر3 ساعات مع رؤساء التحرير

الدعم باق ونبحث أنسب السبل لتوصيله إلي مستحقيه بدلا من إهداره في السوق السوداء الدكتور أحمد نظيف في اجتماع استمر3 ساعات مع رؤساء التحرير:
حزمة إجراءات للسيطرة علي نسبة الغلاء بعد انخفاضها إلي6% فقط ترشيد الدعم يبدأ بشكل تدريجي وفي سلعة واحدة بعد الانتهاء من الحوار المجتمعي
الحكومة لن تفرض أي حلول علي المواطنين وقادرون علي إيصال الدعم النقدي لكل من يطلبه أولوياتنا: الحفاظ علي معدل النمو الاقتصادي وإصلاح المعاشات والصحة وزيادة الاستثمارات ارتفاع الإنفاق الحقيقي للأسرة بنسبة4% وتوفير فرص عمل حقيقية لنجاح الإصلاح الاقتصادي تعمير الصعيد صناعيا بعد تطوير البنية التحتية وتوفير النقل وتوصيل الغاز.
في بداية حوار عام وشامل حول الأوضاع الاقتصادية, وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية, وتوفير الآلية المناسبة لتوصيل الدعم إلي مستحقيه, التقي الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أمس برؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة في حوارات متتابعة طوال يوم أمس.
وأكد الدكتور أحمد نظيف خلالها أن مصر تمر حاليا بمرحلة انتقال تواجه فيها عدة تحديات يفرضها النمو الاقتصادي, الذي تشهده البلاد. وأوضح أن الحكومة المصرية تملك الرؤية, ولديها الثقة والقدرة علي تنفيذ برنامج الرئيس مبارك الانتخابي, وتلبية تطلعات المواطنين.
وقال نظيف إن الرئيس مبارك وضع تحديات جديدة علي عاتق الحكومة, وأهمها علي الإطلاق استمرار معدل النمو الجديد بنسبة7% سنويا ولفترة طويلة مقبلة. وقال: إن الحكومة تملك الحلول المناسبة للتحديات الجديدة
وأشار إلي أن أبرز هذه التحديات استمرار معدل النمو, بما يكفل إصلاح نظم التأمينات والمعاشات والصحة والضرائب العقارية, وتحسين مناخ الاستثمار, وسرعة الفصل في القضايا.
وأوضح أن التحدي الثاني هو تطوير قطاع النقل, والتحدي الثالث استمرار النمو في قطاع الطاقة بنسبة10% سنويا, وأن التحدي الرابع يتعلق بتطوير التعليم ليتناسب مع سوق العمل. وأوضح رئيس مجلس الوزراء ـ في اجتماعه أمس برؤساء تحرير الصحف ـ أن المسار الاقتصادي في مصر يتم بطريقة جيدة, وأهدافنا تتحقق, وقد نجحنا في عملية الإصلاح الاقتصادي, وتوفير فرص عمل حقيقية, وتراجعت مشكلة البطالة إلي المرتبة الثانية بعد أن سبقتها قضية الأسعار, وانعكس النجاح الاقتصادي علي الشارع, فارتفع الإنفاق الحقيقي للأسرة المصرية بمعدل4%, وزادت المدخرات, وهو ما يعتبر بداية لإحساس الأسرة بثمار الإصلاح الاقتصادي.
وقال: إن صادراتنا ارتفعت إلي22 مليار دولار, والواردات38 مليار دولار, ونسعي إلي أن تصبح مصر مركزا متوسطا للمنطقة تعتمد علي موقع جغرافي متميز, وفرص متزايدة للنمو, مشيرا إلي أننا نتجه الآن نحو تعمير الصعيد صناعيا, وهو ما يتطلب تغيير البنية التحتية هناك, وتوصيل الغاز الطبيعي, وتوفير النقل. وتناول الدكتور نظيف ـ في حواره الموسع ـ الجانب الاجتماعي, مؤكدا أن الحكومة تركز الآن علي مسألة الأسعار, وتحقيق العدالة الاجتماعية, وأشار إلي أن التركيز حاليا بالنسبة لحكومته علي الخدمات مثل التعليم والصحة وخلافه, باعتبارها اهتمامات أساسية للمواطن.
واعترف بأن علينا أن ندرك أن عملية الإصلاح الاقتصادي بحد ذاتها ينجم عنها تفاوت في الأجور, إلا أنه أكد أن دور الحكومة الذي تضطلع به وتحرص عليه هو تحقيق العدالة الاجتماعية, وأن تراعي الفئات التي تأثرت من عملية الإصلاح, أو لم تستفد منها بصورة إيجابية.
ودافع نظيف عن رصيد حكومته, مؤكدا أنها من أكثر الحكومات التي رفعت دخل المواطن, وأشار إلي أن الأجور في الموازنة العامة للدولة قفزت من34 مليار جنيه إلي59,5 مليار جنيه في غضون السنوات الثلاث الأخير, كما أن الأسر التي تتمتع بمظلة الضمان الاجتماعي زادت من650 ألف أسرة إلي مليون أسرة, فضلا عن ارتفاع دخل الفلاحين, حيث سجل القطاع الزراعي نموا بنسبة3,5% سنويا.
وأكد نظيف أن الحكومة المصرية تضع مسألة غلاء الأسعار في قائمة أولوياتها, وكشف نظيف عن أن حكومته بصدد وضع حزمة من الإجراءات التي تستهدف ألا ترتفع الأسعار سنويا إلا بمعدل ما بين6% و7%.
وحرص رئيس مجلس الوزراء علي أن يبعث برسالة قوية للمواطنين, تؤكد أن الحكومة سوف تعمل بكل قوة علي عدم انفلات الأسعار والتحكم فيها.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدعم قائم وباق, ولا يوجد نقاش بشأن استمراره, وأن الحوار الدائر حاليا هو بشأن الأسلوب الأمثل لتوصيل الدعم إلي مستحقيه. وأوضح أن الحكومة لن تفرض علي الناس أي حلول بشأن أسلوب توصيل الدعم, ولكن الحكومة تدير حوارا مجتمعيا بشأن هذه القضية استجابة لدعوة الرئيس مبارك بإدارة مثل هذا الحوار.
وحرص نظيف علي أن يضع العديد من النقاط المهمة أمام المواطنين, وأكد نظيف أن نظام الدعم القائم حاليا يتسبب في إهدار4,5 مليار جنيه سنويا في رغيف العيش فقط, تذهب إلي جيوب التجار الجشعين, مع انفلات الأسعار, واحتقان الأسواق, فضلا عن استمرار الطوابير مع سوء رغيف العيش, وأشار إلي أن مصر تنتج220 مليون رغيف يوميا بمعدل ثلاثة أرغفة لكل مواطن.
وتناول نظيف دعم الطاقة, مؤكدا أنه وصل إلي50 مليار جنيه الآن, وهو ما يزيد بمقدار أربعة أضعاف علي معدل إنفاق مصر علي التعليم والصحة.
وقال نظيف: إن الأولويات الجديدة تطالبنا بتعليم وصحة أفضل, وأشار إلي أن المطلوب هو إنفاق12 مليار جنيه علي التعليم, و12 مليار جنيه أخري علي الصحة حتي يمكن تغطية جميع المواطنين بالضمان الصحي.
وأكد نظيف أنه لو جري تغيير الدعم إلي الدعم النقدي, فسوف يعطي الدعم لكل من يطلبه في البداية, وأشار إلي أن الحكومة قادرة علي إيصال الدعم النقدي إلي كل من يستحقه في المرحلة الثانية, بعد توافر قاعدة بيانات سليمة لديها.
وأكد نظيف أنه في حالة الاتفاق علي التحول من الدعم العيني إلي الدعم النقدي, فإن عملية التحول سوف تتم بشكل مرحلي متدرج, وفي سلعة واحدة, وسوف نقوم بعملية تقويم بعدها.