سامي المنيسي
لم أعرفه طويلا, ولكنني عشت معه يوما واحدا فريدا في اتحاد الصحفيين العرب في لجنة الحريات عند افتتاح المقر الجديد للاتحاد بالقاهرة وبحضور رئيس الاتحاد النقيب إبراهيم نافع وأمين الاتحاد صلاح الدين حافظ, وكانت فرصة لكي أقترب من رئيس لجنة الحريات الصحفي الكويتي والنائب البرلماني سامي المنيسي الذي تلقينا منذ أيام خبر رحيله ببالغ الحزن والأسي باعتباره من رموز العمل الوطني والقومي والصحفي في الوطن العربي. وقد وصفه النقيب الأستاذ إبراهيم نافع بحق بأنه ركن بارز من أركان مسيرة اتحاد الصحفيين العرب في السنوات الماضية التي مثل فيها هذا الاتحاد منذ انتقاله للقاهرة ورئاسته الحالية ضمير العمل الصحفي العربي وقلبه النابض. ولذلك لم يكن غريبا علي نقيبنا أن يصفه بأنه زميل وصديق, له في القلوب محبة عميقة لما تميز به علي الدوام من أخلاق رفيعة وصراحة, وود وأخوة صادقة ربطته بجميع عارفيه.
ولما كنا نحن زملاءه باللجنة الدائمة للحريات.. يجب أن نذكر بالكثير من العرفان للراحل الكريم دوره البارز في حث الاعضاء الممثلين لكل الأقطار العربية بالعمل علي رصد التجاوزات والأخطاء التي ترتكب ضد الصحفيين وضد حرية الصحافة في أقطاره.. والإعداد لإصدار تقرير دوري عن حرية الصحافة في المنطقة العربية ؟
كان صوتا معبرا عن الحرية ولتجميع العرب وللالتحام بين الأشقاء وبرغم أنه خليجي وكويتي فقد لمست فيه الشجاعة للدفاع عن الأشقاء العراقيين الذين يتعرضون لظلمين معا.. ظلم نظامهم وظلم أشقائهم: وكان صوتا رائعا للتسامح والتجاوز. ولكنه كان قويا في الدفاع عن الحريات وإطلاقها.. فلم يكن غريبا أن يتفق عليه الجميع صوتا للحرية وللحريات في عالمنا العربي.. وممثلا بارزا لاتحاد الصحفيين العرب في مرحلته الراهنة والتي جعلته مؤسسة عريقة وقوية لحماية هذه المهنة المقدسة وتكريس دورها للدفاع عن مصالح الشعوب وحماية وحدتهم ومصيرهم المشترك.
رحل سامي المنيسي, وسوف نفتقده جميعا ونحن نستعد للمؤتمر العام لاتحاد الصحفيين العرب في عمان( الأردن) في أكتوبر المقبل. فقد كان يستعد ويعمل بهمة مع زملائه لإعادة الحيوية للجنة الدائمة للحريات ووضع خطة نشاط جديدة وجريئة.
كان يطمح في أن يصل بها إلي المستوي العالمي..
ولايسعنا إلا أن نقول كما ذكر بيان اتحاد الصحفيين العرب, رحمه الله رحمة واسعة وألهمنا جميعا الصبر وعوض أسرته الصحفية وجمعية الصحفيين في الكويت وعائلته وأبناءه خيرا واعاننا الله تعالي علي استكمال رسالته علي خير وجه تكريما لذكراه العطرة.
