مقالات الأهرام العربى

لماذا عاطف عبيد؟

سوف يُحسب للرئيس مبارك فى بداية ولايته الرابعة قراراته وخطاباته التى بعثت الأمل فى مصر، وأوضحت بجلاء قدرة البلاد على تجديد شبابها، وتقديم أجيال جديدة لإدارة مصر،  فالتغيير الذى أحدثه الرئيس وتحدث عنه منذ بدأ فى تقديم برامجه للولاية الرابعة، أظهر بوضوح أن الرئيس مبارك يتقدم برؤية متكاملة الأبعاد لتحديث مصر وربطها بالاقتصاد العالمى، وتطوير المؤسسات المصرية، بهدف خلق نظام ديمقراطى فعال، وتغيير شامل للنظام الإنتاجى، يعتمد على أكثر الأساليب تطورا تكنولوجيا، ويدشن المشروع القومى الحقيقى، المتمثل فى الحملة  القومية للتنمية التكنولوجية لكل أنماط الإنتاج، لندخل العصر الجديد بالمدخل الطبيعى له، وهو إنتاج حديث يصلح للتصدير بتكلفة منخفضة، وبجودة عالية، تصلح للأسواق العالمية، وتزيد من قدرة  مصر التنافسية، وإذا كان الرئيس قد ركز على زيادة الإنتاج، ورفع كفاءة الاقتصاد لزيادة الثروة الوطنية، فإنه لم  يغفل البعد الاجتماعى، وضرورة التوازن الدقيق بين التنمية والمسئولية الاجتماعية.

الرئيس مبارك اختار لبلاده قيادة جديدة لرئاسة الحكومة، هى د.عاطف عبيد، وهذا القرار أعاد إلى الأذهان إنجازات حكومة د. عاطف صدقى، وكرَّس رغبة مصرية عارمة فى إعادة عملية الإصلاح الاقتصادى إلى مسارها الطبيعى، بعد أن تخاذلت لفترة، وتجمدت القرارات نتيجة العودة إلى تكريس المركزية، التى وصلت إلى أن وزارات الإنتاج والخدمات تقريبا تمركزت فى يد رئيس الوزراء السابق، وخلقت حالة حادة من الصراع الوزارى والارتباك فى عمل الحكومة، وأظهر التغيير رغبة  الرئيس مبارك فى استكمال الإصلاح الاقتصادى، بل والانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما، وإذا رصدنا منجزات د. عاطف عبيد رئيس الوزراء الجديد ـ لظهر على الفور أمامنا أنه مهندس عمليات الإصلاح فى مراحلها الأولى، وشارك بفاعلية فى حكومة  د. عاطف صدقى، وهو مهندس حماية وإنقاذ أموال الشعب فى قطاع الأعمال العام، فقد أشرف على برنامج الخصخصة بكفاءة واقتدر وأمانة ونظافة يد متناهية، واتسم برنامجه بالشفافية، وشهدت بذلك المنظمات الدولية والمجتمع الدولى، ونجح فى إعادة بعث الروح وتجديد الإدارة فى الشركات الفاشلة، وتأهيلها للتخصيص، والأهم أن د.عاطف عبيد هو صاحب الأفكار الجديدة، والمبتكرة فى تغيير أساليب الإدارة،

وإدخال الإدارة الحديثة إلى الاقتصاد المصرى، فهو الذى أشرف وخطط لإنشاء أجهزة المعلومات وتحديث الإدارة الحكومية، فلم ينقذ الشركات المتعثرة فقط، لكنه خطط لإنقاذ الجهاز الحكومى المتآكل، بتحديثه، وخلْق وتنمية كوادر إدارية ضخَّها فى كل الوزارات والمحافظات، فعملت بكفاءة كأجهزة فنية للوزراء والمحافظين، وتم ذلك بهدوء وبدون ضجيج، وأنشأ أجهزة المعلومات لإدارة الاقتصاد ودواوين الحكومة، وقدم الشباب كفنيين وخبراء فى كل الإدارات الحكومية، ولم يكتف بذلك، بل كان وراء البرنامج المصرى للمعلومات والبيئة، فهو صاحب الأفكار والمجدد الاقتصادى، وكان وراء برامج  التدريب والتكنولوجيا والإدارة الحديثة، ورصيده فى برامج الإصلاح الاقتصادى  كبير، فقد تحمَّل وحده أعباء القطاع العام فى تأهيله وتحديثه، وانتقل به إلى التخصيص دون  أن يضار عامل واحد.

د. عاطف عبيد كان لحيويته وكفاءته ودوره  الكبير فى كل سنوات حكم الرئيس  حسنى مبارك، أثر كبير فى إخماد قوى الصراع والتنافس الوزارى من أجل تحجيمها وإبعادها باستمرار، وكانت قدرته على امتصاص الخلافات وإيجابياته الكبيرة أقوى دائما، وتنتصر باستمرار، فلم نره يوما حانقا أو متبرما، فهو يملك عقلا ورؤية تحليلية ونظرة مستقبلية متجددة،  تعطى دائما البصيرة والقدرة على التحمل وصياغة البرامج والسياسات المتطورة الحديثة.

أستاذ الجامعة الذى كان ومازال يأخذ الألباب فى المحاضرات ويستحوذ على حب وإعجاب طلابه، كان هو نفسه الوزير المجد، ذا العقل المبتكِر والأفكار المتجددة، هو اليوم الذى سيقود سفينة الحكومة المصرية، بفكر يؤمن بالتواصل مع الناس والحوار معهم، والاستماع إلى الرأى الآخر، بدون خيلاء أو غرور أو تعنت، وهو نفسه رئيس الوزراء الذى سوف يترجم طموح ورغبات القائد والشعب، بتحديث مصر المعاصرة والدخول بها إلى الألفية الجديدة، كدولة قوية ومجتمع  قوى مترابط، وتجعل مصر كلها بلدا للمبدعين والمنتجين من أجل مستقبل مشرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى