مقالات الأهرام العربى

علية العيوطى على مقهى فى الشانزليزيه

وداعاً الأمير فيصل بن فهد

الغياب حق وحقيقة، لكنه يحفظ للإنسان دوره ومكانته وتاريخه، وقد هزتنا جميعا فجيعة رحيل الأمير فيصل بن فهد المفاجئ وهو فى عنفوان أدائه وقوة دوره وفعاليته، بعد أن عاد من أوليمبياد العرب فى عمان، حيث أعطى فى خطابه الافتتاحى تأصيلا للرياضة العربية والتقادء الشباب العربى، بعيدا عن خلافات السياسة ومشاكلها، وعاد الأمير إلى بلاده سعيدا بثمار غرسه فى حقل الرياضة العربية وحماية شبابها، ضمانا لمستقبلهم، فاختطفه الموت، ليرحل أمير الشباب شابا، وكأنما القدر قد ادخره حيا وراحلا للشباب وللمستقبل، ورغم قسوة الرحيل وغياب الشخصية،

فإننى أعتقد أن الأمير فيصل، الفكرة والدور، لن يغيب أبدا، فقد غرس غرسا مثمرا باستمرار، بل إن ما غرسه سينمو ويترعرع عبر الأيام والسنين، رغم رحيل صاحبه، فإن استمراره راجع لأصالة فكرته وعمق دوره، ولعل غيابه يبرز لنا الحاجة إلى أمثاله، ويكفى أن الأمير بنى عمله وتاريخه بعيدا عن أنه ابن ملك وحفيد ملك.

فوجئت وأنا أجلس على مقهى فى شارع الشانزليزيه فى باريس ـ أتحدث فى الاقتصاد مع رئيس جمعية العاشر من رمضان د. محمود سليمان، وزميل صحفى ـ بأن إلى جوارنا يجلس صلاح دياب رجل الأعمال، وفجأة ظهرت شخصية مصرية تُعد محط الأنظار والاهتمام، وهى السيدة علية العيوطى، وبصحبتها سيدة أخرى، وجلست فى المقهى، وانتقلنا إلى الحديث معها وسؤالها متى تعود إلى مصر وتواجه التحقيقات الجارية؟،

ونسألها ونستفسر عما يحاط حولها من التساؤلات، وكيف خرجت من مصر؟ ولذكرى أيام قديمة، ولاهتمامنا الشديد بقضية القروض ودور السيدة علية العيوطى وزوجها فيها، ركزنا تساؤلاتنا وكانت إجاباتها معروفة ومكررة، عن أن ما حدث خلافات أسرية وحقد الأخت الصغرى د. منى العيوطى عليها، واستغلالها لحب والدها، وأن عيسى العيوطى والدها يعانى كبر السن، وعدم القدرة على مواجهة الضغوط، ووافقت على أن تجرى حوارا معنا شرط أن نشير إلى أنها فى المستشفى، ورغم رفضى هذه الفكرة، إلا أننى كنت أود محادثتها، وأن أنصحها مخلصا بالعودة إلى مصر، ومواجهة التحقيقات.

وبعيدا عن القضية وملابساتها، فإننى أود أن تبعد الصحافة عن تزوير الحقيقة، وأن تتم المحاكمات بعيدا عن الرأى العام، لأننا نريد أن نعرف حقيقة ما يجرى، وكانت تلك تساؤلاتى فى الأسبوع الماضى عن حقيقة حبس النواب، وتأثير قضية القروض، وطلبت من البنك المركزى أن يكشف الحقيقة ومعدلات السداد، لكى يستنير الرأى العام، حول ما يحدث، وهل هؤلاء النواب جادون فى سداد التزاماتهم أم لا؟ ولم يحدث رد، وكأننا نطحن فى الهواء.

ولم أكن أريد أن أشير إلى لقائى مع السيدة العيوطى ـ الذى تم بمحض المصدفة على المقهى ـ رغم أن زملائى أشاروا إلى أننى معى »خبطة صحفية«، ولم تكن من وجهة نظرى »خبطة«، لكن ما نشر حول هذه القضية وعن مرضها وصورها المفتعلة فى المستشفى، جعلنى أشعر بأننى حجبت الشهادة، وفى حاجةإلى تبرئة ضميرى، وأن أنشر أننى شاهدتها ومعى زملاء آخرون فى الشارع وعلى المقهى،  لكى يتعظ الآخرون، ويعرفوا أن هناك ضميرا يجب أن يحكم أقوالنا وأفعالنا حتى نصل إلى الحقيقة كاملة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى