مقالات الأهرام العربى

« ست البرين »

التاريخ يصنعه الناس، ويحكى وقائعه صناعه، والمشاركون فى وقائعه ليجلوا الحقيقة، ويضعوا دروسه عِبرة للبشر، ليكون للإنسان سيرة وذكرى، والوقائع هنا تحكيها السيدة إقبال السادات، وهى تستحق هذا اللقب الرفيع بالانتساب إلى الرئيس الراحل أنور السادات، فهى زوجته الأولى، وأم بناته الثلاث الكبيرات، كما أنه الرجل الوحيد فى حياتها، فهى لم تتزوج فقط منذ انفصالها عنه قبل 50 عاما »عمرها الآن 83 عاما« متعها الله بالصحة وطول العمر، لكنها تحتفظ له بأجمل الذكريات، وتحكى عنه بحب، فقد مسحت السنون مرارة الانفصال، واحتفظت الزوجة الوفية ببطولة رجلها وحبه للوطن، وشخصيته الفريدة التى تجعله مميزا دائما، فقد كشفت الوقائع سرا كان الجميع يتساءلون عنه دائما أى جاذبية للرئيس أنور السادات تجعل الجميع يميزونه ويفضلونه، بل تجعله زوجا مرغوبا من الجميلات؟ فها هى السيدة إقبال السادات تصفه بعمق بأنه »الرجل الذى يمتلك كل حنان الدنيا«، وبأنه »الشخصية الأخاذة التى تدهشك بوطنيتها وعشقها للعسكرية المصرية ورموزها منذ فجر شبابه«، وكل من عرف السادات واقترب منه يدرك تماما أنه الشخص الذى من الممكن أن تجلس أمامه مستمعا لعشرات الساعات، ولا يصيبك الملل من الحديث، فهو يخلب اللب، ويشد الآذان، ويبهر العقول.

ويضاف إلى مآثر السيدة إقبال، أنها تناولت أخيرا فترة خصبة وحية ومجهولة من حياة الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، وأضافت إلى سجلنا وتاريخنا شخصية جديدة، أعتقد، بل أجزم بأنها ستغير خيال المؤلفين والكتَّاب، فقد تحدثت السيدة إقبال عن والدة الرئيس الراحل السادات »ست البرين« فصوّرتها وقدمت سيرتها التى تدعو للاحترام والإعجاب والحب، شرحت لنا عظمة الشعب والشخصية المصرية التى احتضنت والد ست البرين خيرالله »السودانى الشقيق« فى قرية ميت أبوالكوم، وزوجته السيدة »بمبة« المصرية الجميلة البيضاء بكل الحب، لينجبا لنا سيدة عظيمة جمعت أصالة ونبل الشعبين المصرى والسودانى فى شخصية الأم التى أنجبت القائد الذى عبر بمصر من الهزيمة إلى النصر، أى جمال وأى عظمة فى هذه القصة الأسطورية الرائعة..

»ست البرين« رمز للحب والعلاقة الأبدية بين الشعبين المصرى والسودانى، التى توجها الخالق، بإنجاب القائد الذى دخل تاريخنا بطلا  للحرب وصانعا للسلام، غيرَّ خريطة الشرق الأوسط، وحافظ لبلاده علىمكانتها ودورها التاريخى والريادى فى الزمن الصعب.

تحية احترام للسيدة إقبال التى أصبحت تجسيدا للمرأة النبيلة، وكل الحب والامتنان لست البرين، ابنة وادى النيل الخصب.

»الحص« و»الحريرى«

لم ينجح فى الانتخابات، لكنه أثبت أنه رئيس وزراء نزيه وديمقراطى، احترم إرادة الناخبين، وأعلى من شأن الديمقراطية، بالرغم من توجةيه النقد إلىالمالس السياسى، ذلك الاصطلاح الجديد الذى سيدخل فى قواميس ديمقراطيات عالمنا، لأنه السلاح المؤثر والفعال فى ظل غياب المؤسسات الديمقراطية القوية، والاعتماد على بنية أساسية للنظام الديمقراطى هشة ضعيفة، تجعل لصاحب الإمكانات المالية اليد الطولى فى إدارة  الانتخابات سليم الحص ـ رئيس وزراء لبنان ـ واجه صعوبات ضخمة ولا يمكن مقارنته بالآخرين، أصحاب الإمكانات المادية الكبيرة والمؤيَّدين إقليميا، بإمكانات مختلفة، لكنه شخصية أخلاقية رفيعة يجب الإشادة بها، لأنه من الشخصيات التى يبنى عليها النظام الديمقراطى، ولا يقلل ذلك من شأن الآخرين، خاصة شخصية رفيق الحريرى، فهو رئيس الوزراء السابق، والرجل القوى القادر على تقديم أفكار مبتكرة لتخليص لبنان من أزمته الاقتصادية، والناخبون يملكون دائما حسا سياسيا مرهفا للشخص الذى يختارونه، وانتخاب شخص وعدم انتخاب آخر، لايزيد من قدر الأول أو يقلل من شأن الثانى، لكنه يضع أولويات الناخبين فى المقدمة، ويجب أن نحترم كل من يعلى من شأن الديمقراطية ويحترمها، حتى نشجع الجميع على ممارستها واحترام قواعدها، لنختار من بينهم من يصلح للمرحلة الراهنة، ويملك رؤية وأفكارا مختلفة، وقد نحتاج إلى الذى لم نختره اليوم فى مرحلة أخرى، تلك قواعد النظام السياسى الديمقراطى.

نعمان جمعة

فى مصر اجتاز حزب الوفد اختبارا صعبا، كان الجميع يترقبونه، ليثبت أن هذا الحزب يستحق الاحترام منا، كما احترمه أجدادنا، فقد اختار الوفديون ـ بكل الحرية ـ زعيما جديدا لحزبهم، هو السياسى والدكتور نعمان جمعة ـ أستاذ الجامعة والمحامى ـ ووضعوا أمامهم المعايير والمواصفات السياسية التى تجعل لرئيسهم الجديد مكانة رفيعة، فاختيارهم تم على أسس ديمقراطية، وتحت رقابة كل عقول الأمة ومثقفيها، تحية للحزب الذى أثبت جدارته بمكانته كمؤسسة حزبية، فانتخابات الوفد أضافت إلى الجميع، وفى إطار الديمقراطية يكسب الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى