لماذا سباق الأهرام العربي ؟

سألني دبلوماسي إماراتي وصديق صحفي عن سباق الأهرام العربي للفروسية, الذي يجري علي أرض الحضارات وبين الأهرامات, ويشترك فيه شيوخ الإمارات المتحدة البارزون ويتقدمهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ووزير دفاع الإمارات, والشيخ هزاع بن زايد, والشيخ منصور بن زايد, و100 فارس مصري بارز, كلهم نجوم في عالم الفروسية والسباقات.
وكان السؤال: لماذا أطلقتم عليه سباق الأهرام العربي؟ ولم تطلقوا عليه اسم سباق مصر, وهو الاسم الأعم والأشمل, فقلت له صحيح أن اسم مصر الأغلي لدي الجميع ولا جدال في أنه لدي كل فرد منا, هو أغلي من أي اسم آخر, ولكن جاء اختيار اسم الأهرام لأنه مرادف لاسم مصر, ويشير إلي اعتزازنا بالأهرامات, وأنها جزء حي ودائم للحضارة المصرية منذ فجر التاريخ, وليس هناك اسم آخر يدل علي مصر دلالة قاطعة وحاسمة إلا الأهرام, وبما أن السباق ينطلق من الأهرامات, فيجب أن يحمل اسم الأهرام وهو بالتبعية وبحكم العلاقة الوثيقة,اسم آخر لمصر يدل عليه ولا يبتعد كثيرا, لكن الجديد هو أن الأهرام أصبح عربيا, وتلك حقيقة, فمصر عربية, وحضارتها القديمة ورثها المصريون الحاليون وهم عرب, كما أن الفرسان المصريين والإماراتيين والسوريين والسعوديين والأردنيين نجوم السباق جميعا عرب, والصبغة العربية بارزة, فالحصان العربي هو نجم سباقات القدرة والتحمل, فهذه هي السباقات الوحيدة التي يحتل فيها الحصان مكانة الفارس ويلتحم الاثنان ليصبحا جزءا واحدا بلا تمييز, ولا يفوز الفارس لكفاءته فقط ولكن أيضا لقد قدرته علي حب حصانه والتواصل معه,
واحتضانه لدرجة أنه يحس به وبنبضه وعرقه ويتفاعل معه كلية, حتي يستطيع أن يكمل السباق ويصل إلي نقطة النهاية بحيوية واقتدار نقطة البداية, وهو ما يميز سباقات القدرة والتحمل التي ابتدعها العرب الأقدمون وتعود اليوم هذه السباقات إلي العالمية برعاية فرسان الإمارات الذين يولونها كل الرعاية يضاف إلي ذلك أن السباق ترعاه في مصر مؤسسة الأهرام ورئيسها البارع إبراهيم نافع الذي يتحرك ويعمل في كل الاتجاهات لمصلحة بلاده, فلماذا لا يصبح اسم السباق الأهرام العربي وهو القاسم المشترك لمصر, وللأهرامات ولمؤسسة الأهرام ذات المكانة الرفيعة, فإذا اقترن بالأهرام اسم العروبة الغالي فأي قيمة أخري تطاوله مكانة, لذا وبالرغم من أن اسم سباق الأهرام العربي جاء علي اسم مجلتنا التي نظمت السباق, فإن الأولوية في الاختيار جاءت لمصر وللأهرام وللعروبة, إذن فهو الاسم الصحيح لهذه البطولة المتميزة أولا لمكانة الموقع التاريخية وقصة الحضارة التي تحكيها طوال مسار السباق, وثانيا لمكانة الفرسان ودورهم الإقليمي والدولي المتميز, وثالثا للمؤسسة الراعية الأهرام ودورها ونشاطها مصريا وعربيا ذلك الرائد الذي ليس له منافس.
سألت الدبلوماسي الرفيع, هل جاءت إجابتي كافية, فقال لي: إنها شافية وجعلتني أعتز بـ الأهرام العربي اسما ومعني يحمل في أعماقه اسم مصر والعروبة معا.. أشكرك.