مقالات الأهرام العربى

الحوار الهادىء والصاخب

قابلنى زميل صحفى كبير، وناقشنى باستفاضة حول ˜الأهرام العربىŒ وأهدافها، وطالبنى بأن نكون أكثر سخونة، ونجذب القارىء بشدة، ونسعى للمنافسة بالطرق والوسائل التى يلجأ إليها زملاؤنا، ولا نقول منافسينا.. وقلت له إننا نسعى إلى أن نكسب قراءنا بوسائل عديدة..

ولكننا نريد أن نقيم معهم ­قبل أى شىء ­علاقة صداقة مستمرة، ولانريد أن نجذب اهتمامهم بالأساليب التقليدية المعروفة، بالرغم من أننا لسنا ضدها، ولا نمانع من أن نلجأ إليها عندما تستدعي الأحداث.. ولكن الأهم والأولوية أمامنا، أن نقدم أنفسنا كأصدقاء.. وهذا يستلزم أن نكون صادقين ونتمتع بحساسية تتطلب الدقة، وأن نقدم خدمة حقيقية، تشكل شخصية صديقنا، أو قارئنا، وتساعده في أن يعرف العالم الذى يعيشه،

وأن نحاوره حوارا حقيقيا ممتعا، ولكنه فى  الوقت نفسه مفيد لا يضيع وقته، ونقول دائما إننا نعمل بالنيابة عنه، ونقدم له كل جديد فى عالمنا المعاصر، وقد حققنا هذه المعادلة الصعبة، بدون إثارة، وبكل هدوء، لم يمر عدد من أعدادنا بدون أن تنقل عناوكالات الأنباء العالمية التى  تقرأ كل شىء بدقة، وتختار الجديد، أو الأخبار التى نقدمها وننفرد بها، لكى تعيد بثها لشبكاتها فى مختلف أنحاء العالم وحتى نكون عمليين،

فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عددنا لأخير، كل ما قالته زوجات الإرهابيين على صفحاتنا، عن مناطق تحركهم، ووجودهم حاليا، ومراكز نشاطهم، وعملياتهم القادمة، وما نريد أن نسجله، أننا ننفرد دائما، سواء بقصصنا الإخبارية، أو أحاديثنا المنوعة، التى نحرص على أن تشمل كل مجالات الحياة من السياسة، إلى الاقتصاد والفكر والفن.. ولانقول عن أنفسنا إننا مجلة سياسية،

ولكننا مجلة عامة، تشغلها اهتمامات الإنسان العربى المعاصر، سواء كان رجلا، أو امرأة، أو شابا يتطلع إلى المستقبل، بالرغم من تنوع اهتماماتهم، ومع ذلك نسعي إلي العمق والدقة فى كل ما نتناوله، لأننا نعرف أن الإنسان المعاصر يتعرض يوميا إلى كل وسائل الإعلام، من صحف، وإذاعة، وتليفزيون، وفضائيات تغطى الكون، ويبحث عن الجديد.. الذى يكون ثقافته، ويصنع شخصيته، وهذا صعب جدا، ولكننا نعرف، بل ونتوقع أن من يحدد أهدافه يصل إليها دائما.

كما أننا استطعنا أن ندخل كل العواصم العربية، وأن نمثلها تمثيلا دقيقا، يتناسب مع التطورات التى تحدث فيها، ويكفى أن نذكر أننا قمنا بتغطية الانتخابات اليمنية عن قرب، واستطاع زميلنا ˜نصر القفاصŒ، أن ينفرد باسم رئيس الوزراء اليمنى الجديد، عقب الانتخابات، ويحدد اسم فرج بن غانم لمجلة أسبوعية قبل الصحف اليومية، ولكن الأهم، والذى نعتبره سبقا،هو آخر حوار لرئيس الوزراء السابق، و الذى قدم كشف حساب حكومته قبل التغيير، ورصدنا تطورات اليمن قبل وبعد الانتخابات.. وكذلك تابعنا تطورات الجزائر وأحداثها المأساوية.

وهكذا نستعد لكى ندخل إلى إيران، ومراسلنا ˜عامر سلطان Œفى طريقه إلى إيران، لكى يرصد لنا تطورات انتخابات الرئيس القادم، وكيف ستكون علاقة إيران مع العرب بعد الانتخابات.. ونستعد لكى نقدم التطورات فى العراق، عقب مرور عام على اتفاقية النفط قبل الغذاء والدواء، ونرصد الأزمة المعيشية والصحية للشعب العراقى.. ومتى يجتاز أزمته الداخلية؟

ونؤكد أننا نريد أن نصبح منبرا حقيقيا يعبر عن آمال وطموحات العرب فى العصر الجديد، وتطلعاتهم فى القرن القادم، وبأقلام كل الكتاب، بل والقراء العرب، وفى عددنا الأخير، طلبنا من القراء أن يعملوا معنا، وينقلوا لنا بأقلامهم ما يدور فى عالمنا العربى، وسوف نعامل القراء معاملة الصحفيين المحترفين ماديا ومعنويا.

ولعلكم تلاحظون أننا حرصنا على أن نسقط الجنسية القطرية عن كبار كتابنا، وأننا سعينا أن ينصهر الجميع فى بوتقة واحدة، وأكدنا وأظهرنا حرصا على الجنسية العربية.. ولم ننشر أننا حصلنا على أكبر رسام كاريكاتير سورى.. هو على فرزات، الذى يقدم عصارة الفكر العربى بأسلوب عالمى، أو أن هذا كاتب من تونس أو السعودية، أو لبنان أوالمغرب، وباقى الأقطار العربية، أو أن هذه كاتبة من البحرين، والأخرى من قطر، ولكن الجميع كانوا معنا عربا، يفكرون لكل الشعوب العربية.. فنحن نتعامل مع واقعنا العربى.. بهدف أننا نسعى لكى نقيم السوق العربية الواحدة، بحكم الأمر الواقع الذى نعيشه فعلا، فنحن جميعا نعيش فى منطقة واحدة، ونتكلم ونفكر بلغة واحدة، وتطلعاتنا المستقبلية، وآمالنا مشتركة، حقيقة لا مجازا، وأننا نعتقد أن ذلك يجب أن يحسب لنا، وسنرى زملاءنا ينقلون ذلك عنا، وسنكون سعداء لأن أهدافنا واحدة ومشتركة، ولن نحققها وحدنا، ولكن بتكاتف وتآزر الجميع، وأن يكون تفكيرنا مشتركا من أجل عالم عربى واحد نعيشه جميعا على أرض الواقع، وليس حلما نتطلع إليه.

وكل ذلك لا يعنى أننا حققنا ما نريد، فآمالنا صعبة، وتطلعاتنا كبيرة، ونحن فى بداية الطريق فقط، ونريد أن نذكر أصدقاءنا، أنه بالرغم من أن رصيدنا يرجع إلى عمر الأهرام القديم فى عالمها العربى، ولكن مجلة ˜الأهرام العربىŒ وليدة، مازالت فى الأشهر الأولى، وتتكلم بلغة عربية قديمة.. ولكنها تسعى لحوار بلغة العصر القادم، ومازال حوارا لم يتبلور بعد، فنحن نسعى لكى نكون مجلة للقرن القادم، تحتضن آمال وطموحات العرب.. كل العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى