مقالات الأهرام اليومى

جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي لـالأهرام‏:‏ أتمني أن تتحول دعوة الرئيس مبارك لإقامة السوق المشتركة إلي مشروع عملي

حديث أجراه‏:‏ أسامة سرايا
جاسم الخرافي
أكد جاسم محمد الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي أن زيارته التي تبدأ اليوم لمصر تهدف إلي مزيد من التعاون والتفاهم والحوار بين مصر والكويت اللتين تربطهما علاقات متينة وراسخة حكوميا وشعبيا‏.‏ وأشار ـفي حديث تنشره مجلة الأهرام العربي اليومـ إلي أن التعاون والتنسيق بين الوفود البرلمانية المصرية والكويتية دائم ومستمر سواء علي مستوي الاتحاد البرلماني العربي أو علي مستوي الاتحاد البرلماني الدولي‏.‏ وأضاف‏:‏ ومن هنا فإن زيارتي للقاهرة ولقاء الأشقاء في مصر وعلي رأسهم الرئيس حسني مبارك والدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وأعضاء المجلس هي أولا للتهنئة بمناسبة بدء فصل تشريعي جديد في الحياة البرلمانية المصرية‏,‏ وثانيا للتواصل والاستماع إلي أفكارهم وتصوراتهم بخصوص مزيد من تعميق العلاقات بين الشعبين الشقيقين‏.‏
وحول الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب المصري قال رئيس مجلس الأمة الكويتي إنني أتوقع أن يكون مجلس الشعب المصري بتشكيله الجديد أكثر قدرة وحيوية بما يضمه من كفاءات مشهود لها‏.‏ وكان الله في عون رئيس المجلس الدكتور فتحي سرور في إدارة مثل هذا البرلمان الذي اتضحت سخونته من أولي جلساته‏.‏
وحول العلاقات الكويتيةـ العراقية‏,‏ قال‏:‏ إن دولة الكويت والشعب الكويتي حريصان كل الحرص علي كل ما من شأنه تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب العراقي في ظل الحصار الاقتصادي‏..‏ لكننا نستغرب للغاية ما يردده البعض من ربط بين الحصار والكويت‏..‏ فالحقيقة هي أن الحصار مفروض بناء علي قرارات من مجلس الأمن الدولي وليس بناء علي رغبة الكويت أو غيرها‏..‏ وثانيا أن الكويت ومنذ سنوات طويلة لا تتوقف عن تقديم الدعم للشعب العراقي في الشمال والجنوب‏..‏ فالشعب الكويتي يدرك أن العلاقات مع الشعب العراقي لابد أن تستمر لأنه شعب شقيق ولأن ظروف التاريخ والجغرافيا لا يمكن أن تتبدل‏.‏

أما عن شروط قبول المصالحة مع العراق‏,‏ فقال رئيس مجلس الأمة الكويتي‏:‏ من وجهة نظري الخاصة أعتقد أن التزام العراق بتنفيذ مختلف قرارات مجلس الأمن الدولي وعلي رأسها إعادة الأسري والمرتهنين الكويتيين ومن جنسيات عربية أخري والاعتراف بالخطيئة الكبري التي ارتكبها ليس ضد الكويت الدولة الجارة الشقيقة فحسب بل ضد مصلحة الأمة العربية كلها هو الثمن المنطقي الوحيد المقبول لتحقيق مثل هذه المصالحة‏..‏ لكن أن يواصل النظام العراقي الاحتفال بما يسميه أم المعارك وأن تستمر محاولات تعبئة عقول المواطن العراقي بأكاذيب عن حقوق مزعومة في الكويت وهو ما نراه في الكتب المدرسية التي لاتزال مستمرة في غيها بعدم احترام السيادة الكويتية والاستقلال الكويتي فهذا أمر يؤكد عدم وجود أي رغبة لدي هذا النظام في تحقيق أي نوع من الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه‏.‏
وحول الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في ظل الانتفاضة الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية‏,‏ قال جاسم الخرافي‏:‏ منذ اندلعت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية أعلنت الكويت الرسمية والشعبية‏..‏ ومجلس الأمة بشكل خاص موقفها الداعم لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية‏..‏ وبذل الوفد البرلماني الكويتي إلي مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ـ الذي استضافته العاصمة الإندونيسية جاكرتا في أكتوبر‏2000‏ ـ جهدا طيبا حتي صدور قرار يدين العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة‏,‏ ونحن نعتقد أن هذه الشجاعة التي أبداها الشعب الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة نجحت في وضع المجتمع الدولي بأكمله في حال استنفار نتمني أن تنتهي بمنح الشعب الفلسطيني حقه في العيش في سلام داخل حدود دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف‏..‏ لأن أي حل لا يتضمن دولة مستقلة ولا يضمن عدم المساس بالمقدسات الإسلامية لن يكون حلا دائما‏..‏ ولأن محاولات فرض الحلول أثبتت دوما فشلها‏.‏
وأعتقد كذلك أن العرب يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضي إلي العمل الجماعي الذي من شأنه أن يعيد لهم قوتهم وحرصهم علي التوصل إلي حلول مشرفة لقضاياهم‏..‏ وأري ضرورة بذل الجهود في سبيل ربط المصالح العربية وتوحيد الكلمة العربية لدعم قضايانا من خلال لم الشمل وتوحيد الكلمة‏.‏

‏*‏ ماذا تري في قضية السوق العربية المشتركة التي كرر الرئيس حسني مبارك في أكثر من مرة دعوته إلي ضرورة الإسراع بإنشائها؟
‏**‏ يجيب‏:‏ إن الدعوة لإقامة سوق عربية مشتركة التي تبناها فخامة الرئيس مبارك هي لاشك دعوة طيبة‏..‏ وأنا أري أن هناك اهتماما كبيرا بها من جانب الاتحاد البرلماني العربي الذي أوشك علي الانتهاء من صياغة مشروع كامل لها‏..‏ وأرجو أن تتحول هذه الدعوة في أسرع وقت ممكن إلي مشروع عملي حتي يشعر المواطنون العرب بقيمته‏..‏ فمن العيب أن تكون الأمة العربية التي توحد بينها العقيدة والتاريخ والمصالح واللغة والعادات والتقاليد في مرحلة البداية لتحقيق السوق المشتركة في الوقت الذي اقتربت فيه الدول الأوروبية علي الرغم من العديد من نقاط الخلاف بينها وإرث العداءات والحروب القديمة من تحقيق الوحدة الاقتصادية الكاملة‏.‏

‏*‏ إن مجلس الأمة الكويتي المعروف بحيويته يضم عددا كبيرا من النواب المشاكسين‏..‏ كما أنه يضم تيارات سياسية متباينة‏..‏ فكيف هي العلاقة بين الرئاسة والنواب؟
يجيب‏:‏ نعم يتميز مجلس الأمة الكويتي بالحيوية والفعالية والقوة من خلال التجربة الديمقراطية الممتدة منذ عام‏1963‏ التي شهدت الكثير من موجات المد والجزر‏..‏ وعلي الرغم من عدم وجود أحزاب سياسية في بلادنا فإن هناك عددا من التيارات أو الجماعات السياسية التي لا يجمعها كيان محدد‏..‏ وهذه نقطة تفيد في دعم الديمقراطية من خلال التعرف علي وجهات نظر مختلفة في القضايا المعروضة‏..‏ لكن احترام الجميع لرأي الأغلبية‏,‏ وهو أساس الديمقراطية‏,‏ يجعل قوة المجلس وحيويته أمرا إيجابيا لا سلبيا‏..‏ فالهدف الأول للجميع هو تحقيق مصلحة الوطن والمواطن أولا وأخيرا‏.‏
لكن الحديث عن مشاكسة ومشاكسين هو حديث يحوي كثيرا من المبالغة فكل أعضاء المجلس من الكفاءات المشهودة التي تبذل كل جهدها في سبيل دعم تطلعات وطموحات المواطن الكويتي الذي هو في النهاية هدف ومبتغي أي عمل سياسي‏..‏ وأنا شخصيا لا أميل إلي المبالغة في سبيل استخدام الأدوات الدستورية المختلفة‏..‏ وأسعي دوما إلي الحلول دون وصول الأمور إلي حد التهجم والتجريح‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى