قضية الساعة إنقاذ رمسيس.. عقبال القاهرة!

آن لهذا الجسم أن يترجل! أقصد تمثال رمسيس الذي تقرر إنقاذه فجأة قبل السقوط بنقله من بؤرة التلوث القاهرية المركزة والمعروفة في ميدان رمسيس ولأن الظاهرة الجمالية الفريدة الباقية من ماضينا في ذلك الميدان الذي يعبر عن الفوضي المصرية بوضوح وإصرار يومي وتحول التمثال مع مبني محطة مصر الجميلة لشكلين أو رمزين للماضي الذي عاشته مصر واختفيا في حياتنا المعاصرة!!
التمثال أنقذه أخيرا فاروق حسني وزير الثقافة وقرر ترميمه ونقله إلي المتحف الجديد بالهرم قبل أن يسقط في الميدان مغشيا عليه ليعلن علي الملأ فشلنا في إنقاذ القاهرة برغم المباني والكباري والإنفاق والمترو والمحاور والطريق الدائري وإنقاذ هذا الميدان العتيد وبقيت محطة مصر تنتظر قرارا شجاعا آخر لمن يحولها إلي متحف يحكي قصة العمارة والتنظيم القديم التي كانت, ولم تعد الآن الصور وبعض المباني القديمة والمتناثرة في القاهرة القديمة بلا حياة أو تنظيم تلك المدينة التي سمعنا عنها منذ القرن التاسع عشر وحتي منتصف القرن العشرين قبل أن تزحف عليها دولة الموظفين منذ الستينيات وحتي الآن وحركة الترييف الكبري بعد الهجرة الجماعية للفلاحين والصعايدة لفشل التنمية وغياب العمل في قراهم ومحافظاتهم لتصبح القاهرة الإسماعيلية ذات المباني الأوروبية والطرق المنظمة الهادئة والأحياء الراقية التي كان يحسدنا عليها العرب ويقصدها السائحون الأجانب فيروها عاصمة غربية راقية ذات طابع شرقي مميز فاطمي معطية مزيجا نادرا مبهرا تتحول بفعل السنين وغياب التنظيم لعاصمة مكتظة مبانيها خالية من أي جمال أو حتي تنظيم وشوارعها( جراجات) ورصيفها( بوتيكات) وأحياؤ
ها الراقية( عشوائيات) بل إن مقابرها الأثرية أحياء للتجارة المحرمة ومحاطة بشبكة أخري سماها البعض عشوائيات وهي تسمية ظالمة لأنها ليست عشوائيات وليست مدينة وليست قرية ولكنها شيء آخر ليس لها في القاموس تسمية واقترح علي محافظي القاهرة الكبري كما تسمي أن يعلنوا عن مسابقة لاختيار اسم لها وأرجو ألا يلومني أحد لأن الاسم مهم حتي يمكن توصيفها إذا كنا نفكر في العلاج!
القاهرة كل يوم نفكر ونري زحامها أصبحت تحتاج إلي قرارات صعبة لا يقدر عليها أي محافظ أو محافظون فهي أكبر وأصعب.
أحيا فينا أمل إنقاذها قرار نقل تمثال رمسيس وسوف يتجدد الأمل إذا أغلقنا محطة مصر ونقلنا مجمع التحرير وحولنا الأول لمتحف يوقف الهجرة إلي المدينة التي شاخت والثاني لمزار يعلن نهاية دولة الموظفين وتركيز الخدمات والمركزية المقيتة في العاصمة ثم نظمنا البناء والأحياء ببلديات للقري والمدن علي امتداد مصر نشارك جميعا في إدارتها ونتحمل مسئولياتها أعتقد أنه تغيير كبير وصعب وبالرغم من ذلك فإنه لا مانع من الأمل فالبعض يحاول مع الخطوة الأولي ولكنها مازالت مستعصية.