مقالات الأهرام اليومى

قضية الساعة ما لم يقله بيان الحكومة

بيان الحكومة‏,‏ أية حكومة‏,‏ هو برنامج سنوي تتعهد فيه الحكومة بما تقدمه للناس‏,‏ ويلتزم من خلاله البرلمان بمتابعتها ورقابتها‏.‏

وكنا نعتقد بأن برنامج الحكومة في عام‏2003‏ يجب أن يكون مختلفا‏,‏ وأن يقدم برنامجا جديدا للإصلاح الاقتصادي‏,‏ وليس برنامجا زمنيا للخروج من الركود الذي طال‏,‏ وأصبح كسادا‏!‏

أعني برنامجا يتحمل فيه الشعب المسئولية الاقتصادية‏,‏ وأن يكاشف رئيس الحكومة المواطنين بحقائق الأوضاع الاقتصادية والتخوفات المستقبلية علي الوطن‏,‏ وعلي الأجيال القادمة‏,‏ يكشف بكل شجاعة خطورة الزيادة السكانية وتأثيرها علي مستقبل وبنيان الوطن‏,‏ فالخطر سيكون أعلي إذا لم يتكاتفوا معه في إنجاح مشروع النوايا الذي تقدم به وزير الصحة‏,‏ بخفض عشرة ملايين نسمة من سكان مصر قبل عام‏2017,‏ أي أن المشروع يلزم كل امرأة بإنجاب طفلين أو أقل‏,‏ علي أن تسن عقوبات‏,‏ وتعطي حوافز مجزية وضع جدول تنفيذي لهذا المشروع القومي الخطير والمهم‏.‏

كان يجب علي رئيس الحكومة أن يكاشف الشعب‏,‏ باحتياجه إلي بناء وإصلاح حكومي‏,‏ يصل به في النهاية إلي حكومة من المحترفين والموظفين الأكفاء‏,‏ برواتب تتناسب مع عصرنا‏,‏ ومن هنا يستطيع هؤلاء أن يديروا برنامجا للإصلاح الاقتصادي بلا اهتزاز أو خوف‏,‏التخلص من الموظفين غير الأكفاء وإعطاء المتعطلين منهم أجورهم‏,‏ فيخفف من تأثيرها الضار علي كفاءة الحكومة‏,‏ وفاعليتها في إدارة برامجها الاقتصادية والاجتماعية‏.‏

كان يجب علي الحكومة أن تعترف باحتياجها إلي إعادة تقسيم الجمهورية جغرافيا‏,‏ وأن تقام مناطق اقتصادية جديدة تصبح مركزية كاملة في الحكم والإدارة خاصة في الاستثمار وتنشيط الاقتصاد وإدارة الخدمات‏,‏ وأن تحصل علي ميزانية مستقلة‏,‏ وتتحمل بالتزامات تحققها للبلد وللناس‏.‏

وإذا تم تشريع هذه المطالب بقوانين فنستطيع أن نفتح باب المنافسة بين المحافظات أو الأقاليم الجديدة لجذب المستثمرين وفي ضوء هذا علينا إعادة تقسيم المحافظات‏,‏ وملء الفراغ السكاني في بعض المناطق‏,‏ كي لا نظل مكتفين بالشريط الضيق حول النيل‏,‏ والذي لا يتعدي‏4,5%‏ من مساحة مليون ومائة كيلو متر علي أن يكون تقسيم المحافظة أو الإقليم الجديد‏,‏ يسمح بفراغ ظهير صحراوي حتي يمكن أن يمتد عمرانيا إذا ما توسع الاستثمار‏,‏ والقاهرة نفسها تعاني مشاكل جسيمة‏,‏ وتحتاج إلي التقسيم أكثر من أي محافظة أخري‏,‏ وإذا تم هذا الحلم فيجب أن يعطي المحافظون أو حكام الأقاليم قرارات أوسع‏,‏ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور الخدمات‏,‏ وتردي أوضاع البلديات بكل أشكالها‏,‏ بعيدا عن القاهرة التي أصبحت محافظة في حاجة إلي من ينقذها ليس من المشروعات التي تقام فيها‏,‏ ولكن بوقفها ونقلها إلي مناطق أخري‏,‏

لم تقل الحكومة‏,‏ كيف ستنعش الاستثمارات‏,‏ وكيف ستجذب رؤوس الأموال من الخارج‏,‏ وهل تملك مقومات جديدة لتحقيق هذا الهدف‏,‏ وسط ظروف دولية وإقليمية بالغة القتامة والصعوبة لمواجهة أرقام بطالة مخيفة تتفشي في ربوع الوطن‏.‏

لم تقل الحكومة كيف تشجع الشباب علي إقامة شركات للخدمات من الممكن أن تخفف من أزمة البطالة إلي حين‏,‏ فهم يحتاجون إلي كيفية التعامل والتشغيل بنظام حقيقي ودون فوضي‏.‏

لم تقل الحكومة هل تنشيء‏,‏ قري حديثة علي المليون فدان المكتشفة فجأة‏,‏ وكأنها آبار بترول وهل من الممكن أن نزورها حتي نفرح علي مستقبل مصر معها‏.‏

أشياء كثيرة لم تقلها الحكومة ويجب أن نتكلم عنها طوال العام القادم‏,‏ وكل يوم‏,‏ وأن نشارك الحكومة في العمل والتفكير‏,‏ فهي لن تنقذ مصر وحدها‏,‏ ولكن بمشاركتنا جميعا ولكن دعني اختلف معها في تقويم ممتلكات الدولة بنحو‏1390‏ مليار جنيه فبأي سعر حسبت‏,‏ وهل قيمت بالدولار بأسعار السوق الحالية أم بأسعار الغد أو الأمس‏,‏ ممتلكات الدولة لا تقويم بالأموال حتي ولو كانت تريليونات‏,‏ وليس المليارات‏!!‏ ولماذا التقويم هل للاقتراض من الخارج أو لضمان الديون الداخلية والخارجية‏,‏ أعتقد أن بيان الحكومة يجب أن يركز علي الاستثمار والإصلاح الاقتصادي والحكومي وتطوير أداء الدولة والحفاظ علي معدلات النمو الاقتصادي‏,‏ وقد حاول في هذه النقطة‏.‏ الله مع الحكومة‏..‏ ونحن معها‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى