الأهلي فوق الجميع.. الشعار والمضمون

الانتخابات والديمقراطية عمليتان صحيتان للمجتمعات, ولا يمكن لأي مخطط للتطور والنمو أن يتجاهل تأثيرهما علي كل المستويات, شعوبا, وأندية, وجمعيات, وغرفا تجارية وصناعية.. إلخ.
ولكي ندرك مكانتهما الكبري وتأثيرهما السحري, فإنهما تصح مقارنتهما من حيث الأهمية للمجتمعات, مع عملية الزواج للأفراد, ولكم أن تدركوا المعني, فإنه كلما صحت عملية الانتخابات وفعالية النظام الانتخابي, ازدادت صحة المجتمع ليست فقط النفسية والسلوكية, بل المادية في مختلف جوانبها, مثلما تتأثر صحة وعقل الفرد في مؤسسة الزواج, ويتفاعل داخلها في تحقيق ذاته واشباع رغباته الحسية والنفسية, ولذلك يحرص معظم خبراء السياسة والقانون والإعلام والاستراتيجية في كل العالم, علي تنمية أساليب الانتخابات وزيادة فعالية ودور مؤسساتها واحزابها, وقوتها وشفافيتها, وحدة التنافس داخلها, حتي يحققوا للمجتمع الصحة النفسية والمنعة والمكانة التي يتمتع به الفرد سواء أكان رجلا أم امرأة في مؤسسة زواج صحية قادرة علي الإنجاب المؤثر وبناء مستقبل الأسرة والمجتمع. من هنا, فقد كان أعضاء النادي الأهلي فاعلين ومؤثرين في انتخاباتهم الأخيرة يوم الجمعة17 ديسمبر بتقديمهم انتخابات مؤثرة في حدة تنافسها وفعاليتها, مما جعلني أبادر إلي تهنئة أعضاء النادي الأهلي علي انتخاباتهم الراقية, وتهنئة حسن حمدي رئيس النادي الأهلي ومجموعته الذين حققوا نصرا مؤزرا يستحقونه.
وقد أثبت النادي الأهلي أنه مؤسسة راقية من مؤسسات المجتمع المدني في مصر, وصاحب قدرة علي الفرز والاختيار, وتقديم أفضل ابنائه القادرين علي تحمل المسئولية, والحفاظ علي ناديهم كمجتمع رائد ومتميز في مصر, فلم يخلطوا الأوراق بين دور النادي كمؤسسة تربوية لبناء العقول والأجسام ومؤسسة الاحزاب ودورها السياسي, كما حاول البعض من أجل مكاسب انتخابية رخيصة أن يخلطها.
لم يرتفع حسن حمدي بانتخابه فقط, رئيسا مستحقا للنادي الأهلي, بل بأسلوبه وأخلاقه وسلوكه الانتخابي, حيث لم يلجأ إلي المهاترات والمناظرات, ولم يضع شعارات في غير مكانها, وقدم نفسه لناخبيه بتواضع جم وسلوك حضاري, فحصد الأصوات, وأثبت وعيه وقدرته, فتجاوب ناخبوه معه, لأنه عرف معني وخصائص وظيفة رئيس النادي, وأنها لا تتعارض مع خبرته وكفاءته المهنية كمتخصص في عالم الإعلانات والإدارة, وكان لتراكم أدائه تأثير سحري علي ناخبيه, فانتخبوه هو وقائمته بنسبة100%, وفي مثل هذا المناخ كان يجب ولايزال علي منافسيه أن يعترفوا بأخطائهم, ويتقدموا للفائزين بالتهنئة والاحترام حتي تتكامل الصورة ولا يصبح بيننا عواجيز للفرح كثيرون.
تجربة النادي الأهلي أثبتت قدرة المجتمع المدني ووعيه, وأنه أصبح لديه حصانة ضد من يلعبون بكل الأوراق, ويجمعون بين الأضداد, ولا يحسنون تقديم أنفسهم لناخبيهم, بل يسيئون للآخرين ويقللون من شأنهم بدون أسباب موضوعية, مستغلين ما قد يملكونه من قدرات سياسية في شكلها الظاهري, من حيث القدرة علي الكلام بكل اللغات, دون إدراك لمعانيه ومضامينه علي أرض الواقع.
شكرا لأعضاء النادي الأهلي, فقد أثبتوا أننا مجتمع يملك مهارات التفرقة بين الحزب والنادي والنقابة, وان لكل مكان موضعه وخصائص متميزة لقادته, وان الخلط لا يستفيد منه إلا الضعفاء أو المشتاقون إلي أن يكونوا في صورة الأحداث دون القدرة علي الفعل أو تبوء المواقع بقدرات وكفاءات خلاقة.
إن في مصر مجتمعات قادرة علي بناء ديمقراطية حقيقية وفعالة في كل مكان, بشرط أن تتخلص من شوائب الماضي وكل تفاعلاته وتنظر للمستقبل بثقة.