مقالات الأهرام العربى

الحرب الأمريكية..

يبدو أن اللوبى الإسرائىلى ـ الذى يحكم حالياً فى واشنطن ـ أعلن الحرب على العرب ، فنجد فى كل الاتجاهات هناك مقدمات عالية لتصويب النيران .. وضعوا الخطط للانطلاق لمرحلة جديدة فى التعامل مع العالم العربى.. خاصة مع القضية الفلسطينية، بالنسبة للقدس اعترف مجلس النواب بها عاصمة لإسرائىل ووافق على نقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة، وخصص الأموال. وعلى العرب والمسلمين والمسيحيين أصحاب المدينة، أن يقبلوا بالأمر الواقع. وتمادوا فى دعم تعنت نيتانياهو وأسلوبه الاستفزازى وتجميده للمفاوضات مع الفلسطينيين، ورفضه لالتزامات السلام وتعهداته الملزمة له ـ مع الحكومة السابقة، وقرروا تهديد مصر، وتخويفها بقطع المعونات، وتحميلها مسئوليات توقف مسيرة السلام ويواصلون إطلاق النيران فى كل الاتجاهات.. ويلجأون إلى نقاط الضعف العربية البارزة، سواء مع العراق أو ليبيا يطلقون عليهما مجلس الأمن وقرارات التخويف بشعارى »النظام العالمى« و»الشرعية الدولية« »اللذين أصبح العرب وحدهم هم الملزمون بتنفيذهما،

فروسيا ودول أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق ودول الكومنولث خرجت من سباق الحرب الباردة وأصبحت جزءاً من النظام العالمى، وأصبحت ـ فجأة ـ كل الدول العربية وشعوبها وحدها هى الدول الموضوعة تحت نيران المدفعية الدولية، ومراقبة القوات الأمريكية والإسرائىلية فى كل مكان، ولم يتوقف الأمريكيون ـ أو القوى الحاكمة فى واشنطن ـ متصورين أن الفرصة متاحة لاقرار أوضاع جديدة فى المنطقة يطلقون عليها لفظ السلام، أو أن المحاولة الجديدة هى فرض سياسات نيتانياهو على الفلسطينيين والعرب جميعاً بعقوبات أمريكية وبضغوط دولية، وبتهديد عالمى للقوى العربية، بأنها ستخرج على الشرعية الجديدة.

الوضع الصعب ـ والضغوط الإسرائىلية على الولايات المتحدة ـ تفهمه وترفضه كل القوى الراغبة فى السلام، حتى داخل أمريكا، فنجد أن هناك أصواتاً عاقلة ترفض العقوبات الأمريكية على العرب.. وتطالب بأوضاع  جديدة.. تسود فيها لغة العدالة.. فلا يمكن إقرار سلام.. تدخل الشعوب جزءاً رئىسياً فى تركيبته.. بدون أن تشعر الشعوب العربية بأنها استردت حقوقها المغتصبة.

والوضع الحالى والاتفاقيات، والسلام المرتقب لا يمكن تحقيقه بدون عودة القدس للعرب، وتقرير المصير للفلسطينيين، وموافقة النظام العالمى ـ الماثل أمامنا بقوته وبعقوباته ـ على قيام دولة فلسطينية عاصمتها المدينة المقدسة عند ملايين المسلمين والمسيحيين العرب. وأن تعود الأراضى السورية واللبنانية المغتصبة لأصحابها، وأن يقدم النظام العالمى اعتذاره للشعوب العربية المضطهدة، التى تعانى ويلات العقوبات، التى فرضت عليهم وراح ضحيتها ملايين الأطفال، والأهم والأخطر اغتيال المستقبل أمام شبابناً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى