مقالات الأهرام العربى

السلام

سلام الشرق الأوسط، يمر بأزمة حقيقية.. ليس سببها تعنت نيتانياهو فقط.. وما نتج عنه من محاولات التيار اليمينى الإسرائيلى الحاكم، التهرب من التزاماته الدولية، واتفاقياته مع العرب، لإقرار سلام شامل مع دول الجوار، يحقق لهم استرداد أراضيهم المغتصبة، وحقوقهم العادلة، و يحقق لإسرائيل السلام الذى حلمت به، ويحفظ أمنها، ليس بالقوة العسكرية وحدها، ولكن بموافقة حكومات وشعوب المنطقة، وعبر اتفاقيات سلام تضمن بقاءها بدون صراع عسكرى.

أزمة السلام ليست نيتانياهو، فهو شكلها الظاهر فقط، ولكن الحقيقة أن إسرائيل تتراجع عن اتفاقيات السلام، واكتشفت أن مأزق أو تحدى السلام، أصعب على كيانها ـ غير المستقر داخليا ـ من الصراع العسكرى.

فأعادت حكومة نيتانياهو منطقة الشرق الأوسط إلى ماقبل اتفاقيات السلام، وعادت الحرب الباردة التى لم تتوقف إلى أوجها.. واختار الإسرائيليون تجميد المفاوضات مع السوريين، واللعب باللبنانيين، والاستفراد بالفلسطينيين، والهجوم على المصريين، ومحاولات مع الأردنيين، وتحول الشرق الأوسط فى مرحلته الراهنة، إلى وضع غير مستقر، ويهيمن على شعوبه شعور العداء السافر ورفض السلام.. وعدنا إلى المربع رقم »١« فى الصراع، والتطورات القادمة، ستكون أكثر من كاشفة لجميع الأطراف.

ولكن الحقيقة المهمة، التى يجب أن ننتبه إليها جميعا، أن قرار الحرب والسلام فى منطقة الشرق الأوسط، يجب أن يكون قرارا عربيا.

فالشرق الأوسط، منطقة عربية، ونحن أصحابها، وبذلك يجب ألا تستدرج قوانا الحية فى الصراع، إلى ما تريده إسرائيل.. فإذا كانت إسرائيل أو القوى المحركة لهذا المجتمع، تشعر أن السلام خطر عليها، وأنها مثلها مثل قوى الشر لا تتعايش إلا فى أجواء الصراع والاضطرابات، فيجب ألا نسمح لها بجذب المنطقة إلى ماتريده.

فالشعوب العربية اتخذت قرارا بالسلام، ولذلك وجب علينا عدم التردد فى شن حرب السلام على كل الجبهات، وألا نتوقف ونسمح للقوى التى تتراجع، بأن تفرض لغتها الجديدة، والقوى العربية فى حاجة إلى التماسك على كل جبهاتها، وأن تعى أن قرار السلام العادل لن يتحقق بين أطراف المواجهة الفعلية للصراع، ولكن بين كل القوى العربية، والعدو المتربص بحقوقها، وإذا كان للصراع العربى ـ الإسرائيلى فى السابق جبهتان..  الأولى  فى دول المواجهة، والثانية فى كل الدول العربية..

فإن التحول  الراهن  جعل  العرب هم ساحةالمواجهة الأولى والمباشرة، وليسوا أطراف الصراع فقط، وهذا يستلزم أن تأخذ جميع البلدان العربية، ـ سواء كانت دول المواجهة أو الدعم ـ قضية المواجهة والصراع فى مرحلة السلام مع إسرائيل، والقوى التى تؤيدها.. قضية يومية تبحث على أنها قضية خاصة بكل بلد عربى.

وعلينا جميعا أن نرفض التعامل مع عدو منحناه السلام والأمن، وطالبناه بحقوقنا العادلة، فيرفض ويساوم، ويجب أن تمتد مقاطعتنا، ليس للعدو فقط الذى يرفض سلامنا وحقوقنا، بل إلى كل من يؤيده فى تعنته ومسلكه هذا، وعلينا  جميعا أن نكشف الجميع فى حركة دائمة ومستمرة أمام الرأى العام العالمى المؤيد للسلام والاستقرار…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى