مقالات الأهرام العربى

أوليمبياد بيروت

نجح الشباب العربي، ونجحت بيروت، وكتب لبنان أمام العالم شهادة ميلاد جديدة لدولة قوية، تعافت بعد حرب أهلية مدمرة، وكان الأهم أن اللبنانيين أثبتوا أمام الكاميرات العربية، وعبر الشباب، وفي الملاعب وبتنافس حار، أنهم عرب. وتحولت أوليمبياد العرب إلي أوليمبياد لبنان.. وأصبح العرس الرياضي احتفالا رسميا بالعودة الرسمية والشعبية إلي الساحة كعضو كامل.. خرج من حرب صعبة داخلية، أستهدفت كيانه وتصفيته، واعتداء خارجي إسرائيلي عاصف احتل الجنوب. وحاول بالعدوان الغاشم احتلال بيروت، ولكن صمود اللبنانين وشجاعتهم وتحديهم للمحتل وللحرب الأهلية.. أعاد وجه لبنان المشرق، ولم تكن مصادفة أن يكون أول مهرجان لعروس البلدان العربية.. مهرجانا عربيا ـ لتقدم  عمليا لكل من استهدف هوية لبنان.. وأنها جزء غال من عالمنا العربي ومحيطه الإسلامي والمسيحي ـ رسالة قوية عبر الشباب والرياضة، وبلغة المستقبل تحدثوا.. ولذلك كان التجاوب من المحيط الأطلسي إلي الخليج العربي علي أرض لبنان واضحا بلا مبالغة، وبالأسلوب السهل الجميل.

وإذا كانت الرسالة الأولي التي أستقبلها العرب.. كانت عن بيروت ولبنان.. فإن الرسالة الثانية كانت عن روعة البطولة، وروح المنافسة بين ٣ آلاف من الرياضيين.. مثلوا ٩١ دولة عربية، ووسط منافسات اتسمت بالروح الرياضية، وحلاوة المنافسة بين الأشقاء، لتدعيم أواصر المحبة واللقاء، لتثبت للعالم وللمراقبين أننا شعب واحد ومايجمعنا الكثير، وإذا كنا قد توقفنا أمام شيء في هذه الدورة، فإننا نأسف أن آثار حرب احتلال الكويت أو حرب الخليج الثانية مازالت باقية ولم تنته.. وأن الروح الرياضية لم تمتد بعد حتي لا تحرم العرب من العراق وشعبها الطيب.. الذي أساء إليه، ولايزال يسيء إليه نظام جر علي العرب وعلي شعب العراق خاصة الكثير من الخراب والدمار، وأضاع عليه الكثير من الفرص لكي يلحق بركب الدول الحديثة المتقدمة القادرة علي مواجهة المشكلات الصعبة، في عالم ما بعد الحرب الباردة، وسيطرة قوة واحدة علي مقدراته.

وإذا كنا نتطلع إلي ما يحدث الآن في العالم العربي من تنسيق، ومايسود بيننا الآن من ضرورة مواجهة تحدي السلام الصعب علي إسرائيل بروح جديدة، تساعد علي تقوية ظهر المفاوض الفلسطينى، وتدافع عن الحقوق السورية واللبنانية، فإننا نتطلع إلي أن يضع العرب قبل نهاية هذا القرن مناخا جديدا يتجاوز كل سلبيات الماضي وشكوكه، ويصنع عالما جديدا وبقواعد تعطي للعربي في منطقته كل الأولوية، وتتيح له حرية الانتقال والعمل،  وتسمح لرءوس الأموال والسلع والخدمات العربية، بحرية الحركة والعمل.. حتي تحقق مستوى معيشة يليق بالعربي وتاريخه، ويتناسب مع مواردنا وقدراتنا، حتي لا نهدرها في صراعات، أو لصالح المعتدين والمستغلين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى