الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات في حديث إلي أسامة سرايا: نقدر مكانة مصر في منظومة الأمن القومي العربي بأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية الإماراتيون سباقون في التوجه إلي مصر للزيارة والسياحة والتعليم والاستثمار نتمسك بخيار التسوية السلمية للنزاع علي الجزر الإماراتية الثلاث مع إيران الابتعاد العربي عن العراق أدي إلي انفراد بعض القوي الإقليمية به ومحاولة عزله

أجري الحوار في أبوظبي-أســـامة ســـرايا: شارك في الحوار-ثابت أمين عواد: | |||||
حملت اوراقي الي القصر الرئاسي بـ’ البطين’, متفائلا بسخونة الحوار لاسباب عدة اهمها ان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة, يتحدث لاول مرة للصحافة المصرية وقلما يدلي بحديث الا عند الضرورات, حتي يبصر الرأي العام بالأحداث وتطوراتها, الأمر الذي يرفع من ايقاع هذا الحوار ويزيد من حيويته.. وحملت اجابات رئيس الإمارات ماتم التوصل إليه من صيغة توافقية خليجية لاقامة منظومة استراتيجية لاستخدام الطاقة النووية في شأن معالجة الملف النووي الايراني.. الاجابات تناولت أيضا استثمار تفاعلات الأزمة الاقتصادية الراهنة والتحولات التي تشهدها اسواق العمالة والتوظيف في معالجة الخلل في التركيبة السكانية وضبط سوق العمل, وتطوير شروط استقدام العمالة.. والتنوع الذي تتكون منه امارات الدولة, والذي قد يراه البعض سيؤدي الي التنافس, تم تسخيره لتحقيق اتحاد قوي تتكامل فيه الموارد وتتوالد الفرص, ويستفيد من المزايا النسبية في كل امارة, وبناء مؤسسات الدولة وتطويرها.. امام تراجع اسعار النفط, تنبهت الإمارات مبكرا الي اهمية التعامل مع الأزمة وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.. توجيه الوفرة والفوائض النفطية التي شهدتها دول اوبك, قبل الأزمة الاقتصادية الحالية, الي تنمية الموارد البشرية.. فالأزمة الاقتصادية تشد الجميع الي الانتباه والمتابعة, حيث الاسواق لم تكشف بعد عن كامل ابعادها وتطوراتها, ونحن مازلنا في بداية الطريق.. كانت فرصة امامنا ان نلتقي بالشخص الاهم والاكثر محورية في متابعة الأزمة وتطوراتها الشيخ خليفة بن زايد الموجود في قلب الأزمة, في امارة’ ابوظبي’ اغني امارات الاتحاد.. وبعد4 سنوات علي توليه مقعد الشيخ زايد آل نهيان, وعقب لقائه مع الرئيس مبارك, في حوار مباشر سألته, خلاله,12 سؤالا اجاب عنها بشفافية وتلقائية.. بادرته بالسؤال الاهم عن الاقتصاد والاسواق, ومستقبل المنطقة العربية والعالم في ظل الأزمة الاقتصادية وتداعياتها.. كما سألته عن علاقته بمصر ورئيسها.. ومتي يزورها, والتعاون المستقبلي بين الدول العربية.. فقال الشيخ خليفة بهدوء وثقة..’لانستطيع ان نقول اننا لم نتأثر بالأزمة.. الجميع تأثر.. والفارق سيكون في التفاوت بالتأثير والخروج منها قبل الآخر.. ويجب ان يكون هناك تعاون عالمي في الخروج من الأزمة.. ونحن في الامارات نبهنا إليها قبل غيرنا..اخذنا احتياطاتنا لنحمي انفسنا من الخسائر.. ولكن البترول اسعاره تدهورت كثيرا جدا.. ونحن نتوقع تأثيرات الأزمة المالية علي اسعار البترول برغم دخول الشتاء وتزايد الاستهلاك.. وعن العلاقات مع مصر فانها تتزايد, وقد قلت للرئيس مبارك اننا لانحتاج الي دعوة لزيارة مصر.. وهذا نص الحديث.. ولعل في هذا تفسير للطبيعة الخاصة التي ميزت علاقته( رحمه الله) بشقيقه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك, الذي نكن له كل التقدير والاحترام.. ليس فقط لما نلمسه من فخامته من حرص لتنمية ما بين البلدين والشعبين الشقيقين من علاقة, بل أيضا لما له من دور كبير علي صعيد العمل العربي المشترك, وتأمين أسباب المنعة للنظام العربي, بمواقفه المشهودة ومبادراته المحمودة, نصرة للحقوق العربية, وتنقية للأجواء, وجمعا للصف, وبحثا عن السلام والوئام. وخلاصة القول, أن الذي بيننا ومصر من تعاون وتنسيق في كل المجالات, هو نصرة للأمة العربية, وتعزيز للعمل العربي المشترك القوة الكامنة ‘ الاهرام’ خلقت الحرب في العراق وتطوراتها واقعا جديدا في المنطقة, كيف يتم تقييم هذا الواقع من زاوية العلاقات العربية العراقية, ومن زاوية العلاقات العربية الإيرانية؟ ومن هذا المنطلق, فإن هناك حاجة ماسة لدفع الموقف العربي نحو مزيد من الإيجابية في التعامل مع الأوضاع الخطيرة التي يمر بها العراق الشقيق, بمساندة شعبه, وحكومته, للخروج من دائرة العنف, وتشجيع جميع مكونات الشعب العراقي وأطيافه علي الانخراط في العملية السياسية, التي تستهدف الحفاظ علي هويته العربية, ووحدته, وسيادته, واستقلال أراضيه. ولاشك أن الابتعاد العربي عن العراق, أدي إلي انفراد بعض القوي الإقليمية بقدرة التأثير في الساحة العراقية, بهدف عزل العراق عن محيطه العربي. ومن خلال هذا الفهم لمخاطر أبعاد العراق عن دائرته العربية, ومن منطلق الإحساس بالمسئولية القومية, بادرت الإمارات إلي شطب كامل ديونها علي العراق, بهدف مساعدة الحكومة العراقية علي تنفيذ خطط إعادة الأعمار والبناء, وتحسين الوضع الأمني لها. كما أننا نعمل الآن علي استكمال فتح سفارتنا في بغداد, كجزء من التزامنا بالدعم السياسي والمعنوي للجهود المبذولة علي الصعيد الأمني, وتشجيع فئات الشعب العراقي علي نبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي. ونحن علي يقين من أن مبادراتنا ومبادرات مماثلة من دول عربية شقيقة أخري, سيكون لها تأثير واضح في مسار الأحداث في العراق, وستكون عاملا من العوامل المساعدة للحكومة العراقية في استعادة الأمن والاستقرار. أما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك, حول تأثير ما يجري في العراق علي العلاقات العربية ـ الإيرانية, فإننا نأمل ألا تكون العراق ساحة لاختبار تلك العلاقات, وأن يلتزم الجميع مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري, ولدينا إيمان كامل بأن عراقا آمنا ومستقرا هو في مصلحة الجميع, وفي مصلحة الأمن الإقليمي, وأن أي محاولة لاستثمار الاضطراب الأمني والخلاف السياسي في العراق, ستطال شروره الجميع. إننا بالرغم من تمسكنا بحقنا الثابت في الجزر, ننظر لإيران كجارة, لدينا معها تاريخ طويل من العلاقات والمصالح المتبادلة في مجالات عديدة, ونحن نعمل علي توظيف هذه العلاقات في دفع المساعي السلمية لحل النزاع علي الجزر, مدركين أن حل هذا النزاع بشكل عادل, من شأنه توسيع آفاق التعاون بين البلدين, وتحسين مناخ الأمن والاستقرار في المنطقة. أما الرهان علي فرض واقع معين علي الأرض, فهو رهان خاسر, ولن يؤدي إلي أي نتيجة, ذلك أنه لن يثنينا طول الزمن أو قصره, عن الاستمرار في المطالبة بحقوقنا المشروعة والعادلة في الجزر. إننا نأمل أن يشكل التفهم العربي والدولي للطروحات السلمية الإماراتية, عاملا مساعدا لإقناع إيران في الجلوس إلي مائدة حوار, تفضي إلي تسوية سلمية عادلة لهذه القضية. تدفق آمن للنفط وبالمقابل فإننا ندعو إلي مواصلة النهج السياسي والدبلوماسي, بعيدا عن أي تصعيد أو انفعال, وذلك للتوصل إلي اتفاق سلمي, يكفل الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. ‘ الاهرام: في الوقت الذي ترون فيه أن الأمن والاستقرار يتحقق من خلال علاقات جيدة متوازنة, واحترام متبادل للسيادة والمصالح, يري البعض أن الأمن يتحقق بتعزيز القدرات العسكرية, والتسابق نحو امتلاك الأسلحة المتطورة. هل ما زلتم عند رؤيتكم ؟ وكيف ترون الإستراتيجية الدفاعية لدول مجلس التعاون؟ قدرات بشرية محلية أما المستوي الثاني, فهو ذو أبعاد ثلاثة, البعد الأول: العمل علي تنمية القدرات البشرية المحلية, وتطوير أدائها عبر التدريب والتأهيل تطويرا نوعيا, يسمح بامتلاك وتشغيل وسائل التقنية الحديثة, التي تقلل من الاعتماد علي العمالة الأجنبية, خاصة العمالة الهامشية غير الماهرة. والبعد الثاني, العمل علي إشاعة ثقافة الاعتماد علي الذات, في كثير من الأعمال التي تركناها للعمالة الأجنبية, وهذا يتطلب مراجعة بعض العادات والمفاهيم, بهدف إعادة الاعتبار للعمل اليدوي والميداني, الذي كان من السمات الاجتماعية الواضحة في المنطقة. أما البعد الثالث فهو دفع الكلفة المالية للعمالة الوافدة, من خلال تطوير شروط الاستقدام والاستخدام للعمالة الأجنبية, إلي المدي الذي تصبح فيها تلك الكلفة مغرية للبدائل المحلية. إننا ندرك أن قضية التركيبة السكانية من التعقيد بحيث تتطلب وقتا وجهدا متواصلا, وتفاعلا مجتمعيا مع أي خطط حكومية. إلا أننا ونحن نتفهم هواجس ومخاوف البعض من هذه الناحية, نري أن التنوع في التركيبة السكانية للإمارات كان مصدر إثراء لتجربتنا التنموية, فقد أشاع روحا من التسامح, وأجواء من الانفتاح علي ثقافات وحضارات شتي. وأن ما ننعم به اليوم من أمن واستقرار, بالرغم من التنوع الكبير في التركيبة السكانية, دليل علي أن لدينا القدرة علي ضبط إيقاع العلاقات داخل المجتمع الإماراتي, من خلال احترام حقوق الإنسان, وضمان كرامته, وتوفير سبل العيش الكريم لكل من يقيم علي أرضه. | |||||