وداعا.. همام شهيد المرور الفاشل

هل نبكي زميلنا محمد همام الذي اختطفه الموت في يوم الجمعة, علي كوبري أكتوبر, وهو في طريقه للصلاة بين زملائه في
الأهرام, في نفس اليوم الذي نشر فيه مقاله الممتع, والجميل, أم نبكي مع أطفاله وزوجته, الذين غيب الموت عائلهم عنهم, وهم أكثر حاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضي, ليعيشوا في كنف شبابه وقوة عطائه؟!
أم تبكي علي أنفسنا لأننا نعيش في بلد, أصبحت شوارعه وطرقاته غير آمنة, وتستدعي تدخلا خارجيا, لإنقاذنا من أيدي شرطة المرور, التي أصبحت قدوة سيئة للمارة وللشوارع ولقائدي السيارات لعجزهم عن مواجهة مشاكل المرور, فتحول الشارع القاهري الي نموذج فذ للفساد وسوء التخطيط, والرغبة في التدمير واللامبالاة.
كل هذا يجعلنا نقول لهم بكل بساطة إن كل ما تقومون به من بناء وعمل وإصلاح سوف يضيع في الشارع الذي يعبر عن الفوضي والفساد واللامبالاة.
هل وصل هذا الجهاز الإداري إلي قمة السقوط, فبات بلاعين قادرة علي قراءة المؤشرات والاستجابة للأحداث, أم أنه مات وتبلد حسه؟! وإزاء هذا لانملك إلا الدعاء لله أن يتدخل وينقذنا, ولكن كيف ينقذنا والمرور ليست له منظمة دولية تضع مواصفات ومقاييس للتدخل الخارجي!!
محمد همام العزيز الراحل.. ثق بأننا سوف نتذكرك طويلا, ولن ننسي أطفالك الأعزاء وأسرتك الكريمة.. فعزاؤنا فيك صعب وغال.. أيها الصديق الراحل سوف نذكر حواراتك الجميلة في نصف الدنيا والتي جعلت منها في الفترة الأخيرة مجلة ذات مذاق خاص كانت زوجتي تسبقني أسبوعيا لتشير إلي ذكائك وقدرتك علي سبر غور محدث, واستنطاقه حتي يخرج للناس حكمة الأيام وعبرة الأحداث. محمد همام الصحفي الراحل.. كأن الزمن والرحيل أراد أن يجعلا من يوم رحيلك حادثا جلا.. حتي تعيش في الذاكرة الحية, نموذجا معبرا عن معاناة حيل. ظلم واضطهد طويلا.. ومبعث الظلم أن هناك من يقفون ضد العمل إذا جاء من غيرهم كأنما يريدون أن يقولوا إن الدنيا توقفت عند أقدامهم فقط ولكنك استطعت بجدارة فائقة, أن تثبت وجودك الصحفي في فترة وجيزة, واستطعت أن تسابق الزمن قبل اليوم الموعود.. فحفرت بإصبعك وذهنك مكانا في ذاكرة الأحياء