قمة الرياض لها رسالة تقول إنها بداية النهاية للحرب الأمريكية الغربية غير المعلنة على العالم العربى والإسلامى، وتحديداً السنى، التى انطلقت عشية الأحداث الإرهابية ٢٠٠١ فى نيويورك وواشنطن، التى قرر الفريق المتشدّد فى واشنطن مسئولية الحكومات والشعوب الإسلامية معاً عن مقتل ما يقرب من ٣ آلاف أمريكى، ويجب أن يدفع الجميع الثمن بلا تفرقة بين معتدل أو متطرف أو متشدّد أو إرهابى، والتى على أثرها اشتعلت حربا أفغانستان والعراق، ولم تتوقفا حتى مشارف دمشق، ومعظم البلدان العربية والأفريقية عانت بشكل مباشر وغير مباشر من هذه الحرب الطويلة والقاسية، ومنهم بالقطع الفلسطينيون الذين ضاعت قضيتهم، ودفعوا أفدح الأثمان مع أشقائهم السوريين والعراقيين واللبنانيين والمصريين والأردنيين بأنصبة متفاوتة، لكن الكل عانى، واستفاد من هذه الحرب الطويلة شركاء الإقليم بأنصبة متفاوتة، وقد حصل على أكبر الحصص الإسرائيليون، ثم الإخوة فى إيران، الذين تطلعوا إلى حرب مذهبية، بل سيطرة لمذهبهم السياسى الدينى السائد بعد الثورة الإيرانية، المعروف بـ«ولاية الفقيه»، والاستحواذ على المذهب الشيعى كاملاً وتحويله، أو توظيفه، لخدمة أهداف سياسية إيرانية فارسية، وأطماع فى العراق ثم لبنان وسوريا، وكانوا يتطلعون إلى الخليج فى اليمن والبحرين، ولم يتوقفوا عند الحدود السعودية، فقد هزّوا الإمارات، وأخافوا عمان، ووظفوا قطر، وهزوا مصر هزاً باستخدام التيارات الإسلامية المتطلعة إلى السلطة، وكذلك استفاد الأتراك، ولو نسبياً، ودخلت روسيا لتحقيق مصالح معينة وحققتها أو حصلت عليها من العالم الغربى.
وقف هذه الحرب الملعونة والسرطانية فى مصلحة الشعوب والبلدان العربية والإسلامية، والتفرقة بين الإرهابيين وعالمنا العربى والإسلامى فى مصلحة البسطاء والضحايا والمنكوبين الذين دفعوا حياتهم وحياة أبنائهم ثمن جريمة لم يرتكبوها، وسوف يُحسب للجيل الحالى من الحكام العرب والمسلمين أنهم أدركوا الحرب، وقرّروا وقفها والاعتراف بحقائق ومسئوليات مختلفة بأشكال متنوعة عن بروز فكر متخلف ومجرم استولى على جماعات منا بلا إرادة منا فى كثير من الأحيان، وأشاع الفوضى والخراب والإرهاب فى بلداننا قبل بلادهم، وأدى إلى مخاوف ترفض التعايش بين الشرق والغرب، وبين الأديان السماوية وغيرها، واختطفوا الدين السمح وحولوه إلى أداة للجريمة والإرهاب من أجل السلطة والنفوذ والتسلط ووقف الحرب بكل أشكالها وفتح صفحة جديدة مع الغرب، نتفق فيها معهم لمواجهة الفكر والتشدّد الرجعى، الذى ساد فى عالمنا، وأدى إلى ظهور القاعدة والجهاد والتطرف، وحتى تنظيم الدولة أو «داعش».