مقالات الأهرام العربى

مذبحة ستغير مصر

ما حدث فى مصر أثناء صلاة الجمعة (24 نوفمبر 2017) فى جامع الروضة، ببئر العبد شمال سيناء، سيظل نقطة سوداء فى بحر الإرهاب المخيف الذى هدد مصر فى السنوات الماضية.

ما حدث فى مصر جريمة بشعة، حصدت أرواحا بريئة طاهرة لم ترتكب شيئا، ذهبت إلى بارئها طاهرة، وهى ساجدة بين يدى الخالق، فمن استحل دماء الأطفال والشباب والشيوخ أثناء صلاة الجمعة ترك غصة فى قلب كل مصرى شباباً أو شيوخاً، امرأة أم فتاة؟

ليس من السهل اقتلاعها أو التخفيف من آثارها، برغم أن هذه ليست أول جريمة ضد الأبرياء، ونتمنى أن تكون آخرها، ولكن بالعقل نعرف أن الحرب ضد الإرهابيين والسفاحين ليست هينة، وليست قصيرة، فقد سكتنا زمنا طويلاً على هؤلاء وتجاوز الكثيرون عن أخطائهم وكوارثهم على أساس أنهم سوف يعرفون أخطاءهم، ويصححونها من تلقاء أنفسهم، أو أنهم من الممكن أن يدركوا طبيعة ما يتصورونه الدين، وهم تحولوا إلى حيوانات مفترسة مع الاعتذار للحيوان، فهو لا يقتل للقتل، ولكن يقتل عندما يجوع، والحيوانات المفترسة لا تقتل ساجداً ولكن السفاحين يتلذذون بالقتل، وينتشون بالدماء وينتعشون عندما يرون دماء الأطفال والخوف يسرى فى المجتمعات وبين الناس، وكذلك أستغرب جداً ممن يطالبون بالحوار مع هؤلاء الوحوش المفترسة كيف أفهم أن العقول التى تدعو لذلك هى عقول متواطئة أو على الأقل موافقة على ما يحدث، أفهم أن يطالبوا بعمل مستعمرات لتجميع هؤلاء السفاحين وعمل دراسات، ليفهموا كيف تكونوا

وما أفكارهم حتى نحصن البشرية والإنسانية من هذا التكوين الإجرامى، الذى خرج بأصحابه من الطور الإنسانى إلى العصور الغابرة التى كان فيها الإنسان يقتل أخاه ليعيش وهو غير مدرك لما يفعل.

جريمة بئر العبد، شبيهة بمن استحل دماء المسيحيين فى الكنائس وشبيهة بجريمة إسرائيل عندما ضربت مدرسة بحر البقر لتخيف المصريين، فكانت هذه الجريمة ودماء الأطفال هى إكسير الحياة للمصريين ليتحركوا ويضعوا حداً للعربدة الإسرائيلية، وأقاموا حوائط الصواريخ، وظهر الدفاع الجوى المصرى الباسل، ثم كانت حرب أكتوبر التى اقتلعتهم من سيناء، وأعتقد يقينا أن مصر سوف تقتلع الفكر والإرهاب والدواعش من سيناء ومن مصر كلها، ونحن جميعا سنكون قادرين أن نزرع فكراً جديداً وتعليماً مختلفا ورؤية عصرية وحقيقية للدين الإسلامى تكون منارة للمستقبل وثقافة للأجيال القادمة، وسوف نقتلع التعليم والفكر المتخلف الذى زرع فى مصر، وأفرز هؤلاء القتلة والسفاحين.
حادث جامع الروضة وشهداء قبيلة السواركة والصوفيين المتطهرين، الذين لقوا ربهم متوضئين ساجدين بدمائهم الطاهرة سنطهر بهم مصر من رجس الإرهاب ونقتلع من نفوسنا شرورهم ونفتح آفاقاً جديدة لمصر .. هذه ليست رؤية أو استقراء ولكنها حقيقة أشعر بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى