نجحت السعودية.. وفشلت إيران وقطر!

شكل موسم الحج 1438هـ، الذى انتهى منذ أيام بتميز فائق حتى بلا حادث عابر، رسالة قوية، ومتكاملة من السعودية، وملكها سلمان خادم الحرمين الشريفين، عن قوة العرب، وقدرتهم على محاصرة قوى التآمر والشر التى توظفها إيران وقطر، الشريك العربى فى هذه المؤامرة، متعددة الأطراف، تلك المؤامرة التى شملت إقليمنا فى مطلع الحقبة الثانية من الألفية الثالثة، والتى تصورت أنه من الممكن أن تعيد الإمبراطوريات التى عفا عليها الزمن، سواء الفارسية، أم الخلافة التركية أو الدينية ، للسيطرة على العرب، وسط شعارات وفوضى عارمة، شملت الشرق الأوسط والبلاد العربية كافة، مستخدمين تياراً متعفناً وأحمق، حاول أن يمرر حماقاته باسم الإخوان تارة، أو باسم الدواعش تارة أخرى، بعد أن انكشفت جماعة القاعدة التى فجرت العلاقات بين الشرق الأوسط والغرب، وزرعت أكبر فتنة فى التعايش بين العرب المسلمين والغرب بأحداث سبتمبر 2001 فى أمريكا.
كان موسم الحج هذا العام موفقا للغاية، لأنه تم بتوفيق من الله، وحسن تدبير وتنظيم من السعودية، واستطاع ما يقرب من ثلاثة ملايين مسلم أن يؤدوا الفريضة أو الركن الخامس من دينهم بسلاسة ويسر، بلا حادث أو مكروه واحد، أو حتى مرض أو عدوى صحية، تعكر صفو هذا الحدث الإسلامى الكبير، بينما كانت إيران وقطر تتربصان بهذا الحدث الكبير هذا العام، ولكن بالتدبير السعودى المتميز، وصل الحجاج الإيرانيون إلى 86 ألف حاج، ولم تستطع إيران أن توظف الحج هذا العام مثلما فعلت العام الماضى، وفشلت فى محاولات تسييس الحج، وسط اتهاماتها الباطلة بالتعنت من السعودية ضد حجاجها.
بل إننا نعتبر أن موسم الحج هذا العام قد كسر الجمود بين القوتين الإقليميتين، السعودية وإيران، الذى استمر طوال الفترة الماضية، فيما يعد أول اتصال دبلوماسى منذ نحو سنتين، بل إن البلدين اتفقا على زيارة كل من الوفدين الإيرانى والسعودى لتفقد المقرات الدبلوماسية فى الرياض وطهران، والتى ظلت مغلقة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عقب الاعتداء الإيرانى على السفارة السعودية بعد تنفيذ حكم قضائى، احتجاجا على إعدام نمر الباقر ( رجل دينى سعودى شيعى )، وحاولت قطر أن تسير على نفس المنهج الإيرانى بتسييس الموسم، واستخدام سلاح الحج للتأثير على القرار السعودى والعربى بمقاطعة قطر، بسبب الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب والتطرف والتأثير على استقرار المنطقة، وهو القرار الذى تبنته (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) منذ 5 يونيو الماضى، بمقاطعة قطر، وكشفها أمام الدول العربية والعالم بأنها من الدول الداعية للإرهاب والتطرف، بل إنها من الدول المحرضة والمتبنية لخطاب الكراهية عبر مؤسساتها الإعلامية، والتى أرادت أن تظهر بأن لها مظلومية لدى السعودية التى تحاول تسييس الحج، فظهرت قطر عارية من أى حجة عقب قرار خادم الحرمين باستقبال الحجاج القطريين على نفقته، وإرسال الطائرات السعودية إليهم، بينما انكشف تنظيم “الحمدين” الذى حاول أن يجعل موسم الحج هذا خاليا من القطريين، فوصل عدد حجاج هذا الموسم إلى رقم قياسى 1546 حاجا، وتم نقلهم على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة على طائرات الخطوط السعودية، وفتح معبر «سلوى» الحدودى البرى أمام الحجاج القادمين من قطر ودون تصاريح حج إلكترونية، وتم نقل الحجاج القطريين من كل المطارات السعودية فى الدمام والإحساء وجدة، ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين، فى رسالة قوية إلى أن العلاقات العربية – العربية لا تتأثر بأخطاء وجرائم بعض الحكام العرب.
ومثلما حدث مع حجاج قطر حظى الحجاج اليمنيون بنفس الرعاية، وهم يواجهون العدوان الحوثى – الإيرانى الظالم للشعب اليمنى الشقيق، وهكذا شهدنا هذا الموسم الصعب، الذى تستحق السعودية، حكوما وشعبا، التهنئة على ما أنجزته فيه، والذى تم وسط معارك واضطرابات إقليمية تشمل المنطقة، ولم تتوقف حتى الآن فى العراق وسوريا، من معركة داعش فى الموصل إلى الرقة، كما أن الأزمة السورية ما زالت مشتعلة، والحروب الطائفية لم تتوقف، بل امتدت إلى لبنان، وحزب الله وإيران يواصلان إشعال الحرب فى سوريا ولبنان بلا توقف، وكل أملنا أن يكون دعاء ملايين الحجاج الذين عادوا إلى بلادهم – حجاج دول الخليج وحدهم (32600 ألف)، وحجاج الدول العربية (383 ألف حاج) من الشام والمغرب ومصر، والآسيويون من غير العرب (مليون و42 ألف حاج) والحجاج الأفارقة من غير العرب (85 ألف حاج) وحجاج الأمريكتين (23 ألف حاج) – قد استجيب، فتتوقف الحروب والفتنة فى اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفى الخليج وبين السنة والشيعة، ويعم السلام والاستقرار بلا حروب أو فتن.