مقالات الأهرام العربى

البناءون والمدونون!

إذا تركنا أنفسنا فريسة للوعى الزائف، فسوف يذكرنا التاريخ بأننا كنا كالبسطاء الذين بهرتهم أضواء السوشيال ميديا، فأعطوا آذانهم وعقولهم إلى طائفة طالعة فى المقدر هذه الأيام.. يطلق عليهم المدونون، هؤلاء الذين يكتبون ويعلقون بلا وعى أو تقدير للكلمة، وتأثيرها فى حياة الناس ومستقبل الشعوب والأمم.
وبلغة الصحافة والإعلام، كان يجب أن يكونوا قيمة كبرى مضافة، وأداة للتطور والنمو والمحافظة على الوطن والحياة لكل الناس، لا أن يكونوا مضادين لأعلى قيمة إنسانية فى حياة الناس، والأمم والشعوب وهى حرية التعبير، ويجب ألا يترك أى بنّاء حقيقى مساحة التدوين إلى العاطلين والفاشلين الذين يمتهنون مهنة سامية، هى التعبير. فعلى من يكتب أن يصنع الضمير، ومستقبل حياة أمته والناس، قبل أن يحصد التصفيق والهتاف، ولعل هذه الميزة يجب أن نتحلى بها نحن المستهلكين أو متذوقى المهنة والكتابة أو التعليق.. يجب أن نعطى آذاننا واهتمامنا لما يغير الحياة نحو الأفضل وليس للمثير أو الهتاف أو صاحب الصوت العالى الأجوف، لكن للصوت العميق، والأحكم، وصاحب الخبرة، والمتحلى بقيم مجتمعاتنا، وصاحب الرؤى للمستقبل الذى يفيدنا ويساعدنا، وليس لمن يضحك علينا، ويضحك الأمم والشعوب على مستقبلنا.

كان صوت مصر قويا فى حضور رئيسها السيسي، أمام الرئيس الفرنسى ماكرون، عندما تحدث عن مستقبل وطننا، وأننا لن نترك أنفسنا لأصوات المدونين، يشكلون وعينا ومستقبلنا، ولكن آذاننا وعقولنا معلقة مع البنائين الحقيقيين، وأن الحكومة والحكم فى بلادنا لأصحاب الضمائر المخلصين الذين يبنون ويغيرون واقعنا.

أعتقد أن مفهوم وصوت السيسى القوى سوف يصلان إلى الغرب بكل أطيافه ومفكريه وسياسييه، يجب أن يستمعوا إلى المعلومات الدقيقة عن حقوق الإنسان الحقيقية، وأنها فريسة لأصوات جندت أنفسها لتهاجم مجتمعاتنا، وتهدد مستقبلنا وتدفعنا إلى الفوضى والاضطراب، وتنطلق بنا إلى الحرب والفشل، عبر المذابح، وإراقة الدماء، باستخدام الوعى الزائف، وترهن بلادنا لتسقط فريسة لصراعات سياسية على سلطة زائلة، بحثا عن دولة دينية عنصرية مقيتة، لكى ترضى أصوات الجماهير.

وساعة سقوطنا وانهيار مجتمعاتنا لن يقف أحد معنا، وسيتركونا فى مصير مظلم، نحن أدرى ببلادنا، ومستقبلنا يجب أن يظل مرهونا فى أيدى مؤسسات بلدنا والبنائين الحقيقيين، ويجب ألا نترك بلادنا فريسة لأهواء أصحاب الأصوات العالية والمتطرفين.

مستقبل البلاد مرهون بورشة العمل التى تجرى فى كل ربوع الوطن، تزرع وتصنع وتبنى بنية أساسية قوية، وتوفر الكهرباء والمياه والمسكن والمشرب لكل مواطن، وترعى البسطاء وأصحاب الاحتياجات الخاصة والضعفاء.

هذه هى مهمة الحكومات، وليس أمزجة المتطرفين والإرهابيين، فالإرهاب لم يعد فقط سلاحا وتفجيرا، لكنه تغييب للوعى وغياب للحقائق، ونشر للشائعات وتهديد للسلم والأمن المجتمعي.. مصر تتغير وسوف تواصل التغيير، وسوف تملك كل الأدوات للتغيير لتحمى وطننا، ولن تكون فريسة أوهام الإرهابيين أو مدونيهم فى الداخل والخارج، ولكن يكون مستقبلها مرهونا بأيدى مؤسسات وطنية، وجيش حديث وبنائين يعملون على كل الجبهات لتغيير واقع الحياة لكل مصرى ومصرية، لكل طفل وطفلة، لكل إنسان فى منطقتنا.

ولن نسمح لبلدنا أن يكون فريسة لأهواء المتطرفين والإرهابيين، وهواة الميديا الجديدة الذين يجعلون سلاحهم هدم البلاد، وتدمير المؤسسات، فنحن امتلكنا مستقبلنا، ولن نفرط فيه.

هذه رسالة سامية، وقيمة رفيعة، علينا جميعا أن نعض عليها بعقولنا وأيدينا، فالتغيير والتطور والبناء والنمو ليس عملية سهلة، لكنها شاقة وصعبة، ومجتمعاتنا العربية قادرة عليها.

وقد تعلمنا دروسا قوية وبليغة، حتى نصل إلى هذه النقطة بالغة الدقة والحساسية لحماية مستقبل الوطن وأبنائه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى