مقالات الأهرام العربى

رسالة أبوظبى

حدثت فى الخليج العربي.. فى فبراير 2019.. فى مدينة أبوظبى، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

إنها زيارة للتاريخ، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان فى قلب جزيرة العرب، معلنا أنه وكنيسته الكبرى فى عالم المسيحية، يتعانق مع أكبر دين ينتشر فى عالمنا المعاصر وهو الإسلام.
التف حكماء المسلمين فى الإمارات والخليج العربى، ومعهم شيخ الجامع الأزهر، مرحبين بالبابا، فى سابع زيارة له إلى العالم الإسلامى، وثالث زيارة له إلى العالم العربى، معترفا ومصادقا ومتحابا مع بناء إسلامى، يرفض العنف والتطرف، ويطالب بالتعايش السلمى مع كل الأديان، رافضا للحروب والتطرف، ساعيا إلى الأخوة الإنسانية مع كل العالم.
من قلب مدينة الشيخ زايد، يعلن أبناؤه رسالة أبوظبى الجديدة، أو رسالة عالمنا الإسلامى والعربى المحب للتعايش والبحث عن السلام، والذى يرفض أفكار المتطرفين، ويرى فى الدواعش وأنصارهم أكثر الناس عداء وعداوة للمسلمين أولا قبل غيرهم من الديانات الأخرى.

فى وسط انتشار أنصار الحروب والمتطرفين فى عالمنا اليوم، تأتى رسالة أبوظبى معبرة وقوية لكل العالم من حولنا، بأن المسلمين أنصار للتعايش والتحاب بين الأديان والمساواة، بل هم أنصار الحرية الدينية وحرية المعتقد.

رسالة أبوظبى تكتسب زخما وعمقا ورؤية، لأنها تأتى فى الزمان والمكان المناسبين، من قلب الخليج العربى الذى يعانى التطرف بكل أشكاله، ومن الضغوط الإيرانية، والرؤى التركية التى جندت الجماعات المتطرفة والسلفية، التى استخدمت جارة فى قلب المنطقة، هى قطر، لاستخدامها فى محاربة العرب والمسلمين، وإشاعة التطرف والمخاوف الدينية، والتهديد بنشر الدول الدينية فى منطقتنا والعدوان على العالم العربى فى حروب مستمرة لزعزعة الثقة والاستقرار ودفعه إلى الفوضى والحروب.

رسالة أبوظبى هى تعبير من أرض حكيم العرب زايد، ومن خلال مجلس حكماء المسلمين ستكون رؤية صادقة لعالمنا الذى يمر بمرحلة حساسة ولن يقبل بالمسلمين الدواعش، كما أنه لن يقبل الدعاوى الإيرانية بنشر الدول الدينية فى مختلف دول المنطقة،أو برأى الأتراك الذين يسعون الآن لنشر التطرف والدعاوى المنحرفة للإخوان الإرهابيين، ومبشرهم سيد قطب فى كل دول المنطقة العربية، متصورين أن الزمن يعود إلى الوراء، وأنهم الخلافة الراشدة الجديدة، وفتح الأبواب للتطرف والفوضى فى العالم العربى، بقيادة إيران وأداتهم الإخوان والمتأسلمون.

كانت ثلاثة أيام تاريخية عظيمة (4 – 7 فبراير 2019)، كشفت عن قدرة العرب، عند امتلاك الرؤية الصادقة، على تغيير العالم، ونشر رسالتهم عبر لقاء إسلامى مسيحي.
وعلى مستوى أقطاب الفكر فى عالمنا وهم يتحدثون عن روح المحبة الكاملة فى رسالة الأديان السماوية، وتترجم فى وصايا، عكسها بيان أبو ظبى، وفى توصيات عبر عنها ملتقى الحوار العالمى بين الأديان، حوار الأخوة الإنسانية، وكيف استطاعوا أن يقدموا مائدة من الفكر والرؤية البصيرة، لأن الأديان لها رسالة واحدة هى التعايش والسلام والمحبة بين البشر، كيف نستطيع أن نعمل بتلك الرسالة السامية والجليلة والإنسانية ونصل بها إلى كل الناس فى كل البلاد، لكى تتوقف الحروب والمنازعات والمشاحنات التى يضعها أعداء الحياة وصناع التطرف فى عالمنا؟

حوارات أبوظبى بين أقطاب المسلمين والمسيحيين، أعطت لمنطقتنا: الشرق الأوسط والمشرق العربى قبسا من النور، وروحا من التفاؤل، بأننا قادرون على هزيمة التطرف والإرهاب وكراهية الأديان الكامنة لدى عدد من أبنائنا، والقادم من خارج حدودنا، والمنتشر فى عالمنا، لكن عندما يملك قادة السياسة والفكر ورجال الدين المستنيرون قدرة التوحد، وحشد الناس، ودفعهم نحو الخير والمحبة والتعاون، بديلاً عن الحروب، والكراهية، وصناعة الفتنة سنصل إلى بر الأمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى