2019 .. تاريخ إفريقى جديد

مصر عادت إلى إفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية بروح جديدة ومتجددة، ليس فى حوض النيل، مبعث الحياة لمصر فقط، لكن فى (شمال) (ووسط) (وغرب) (وشرق) (وجنوب) القارة العتيدة.
كانت هناك لمسة سحرية من القيادة فى مصر فى كل هذه المسارات، توجت بانتخابها رئيسا لإفريقيا، وبانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الموقع الخطير والمهم، الذى تزامن مع عصر جديد تدخله قارتنا العزيزة إلى المسرح العالمى، اقتصاديا وسياسيا، فهى القارة العروس التى يتنافس على مهرها العالم (شرقا وغربا) (الأمريكيون والصينيون والروس الأوروبيون والهنود)، يبحثون عن شراكة وتعاون مع إفريقيا، القارة التى كانوا يطلقون عليها العجوز، فأصبحت هى القارة الشابة المتجددة، صاحبة الثروات الطبيعية والأراضى الشاسعة والمياه، وهى أرض الأنهار، تهطل عليها المياه طوال العام، حتى أطلقوا عليها بنك المياه العذبة لكل العالم لكى يشرب ويزرع، إفريقيا هى سلة الغذاء الطبيعى والصحى لكل العالم (شرقا وغربا).
تحققت نبوءة أن تصعد مصر ورئيسها للرئاسة كرد فعل من إفريقيا عما حدث فى 2013، واعتراف بمكانة مصر الإفريقية فى قلوب أبنائها ومكانتها الإقليمية والعالمية، وهى الفرصة الذهبية التى أعتقد أن كل المؤسسات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والثقافية والإعلامية فى بلادنا قد استعدت لها، لأن هذا العام 2019، عام الرئاسة المصرية لإفريقيا، يجب أن يتحول إلى عام مميز يسجل فى التاريخ الإفريقى، وتاريخ تلك المنظمة العتيدة التى ظهرت للوجود عام 1963، عندما شارك الآباء المؤسسون فى هذه المنظمة.
وكان عدد الدول الإفريقية المستقلة 32 دولة فقط، كانت مصر فى طليعتها، وهى الدولة التى كان لها نصيب الأسد فى تحرير إفريقيا بزعامة ناصر، فى ذلك الوقت الصعب والدقيق ثم ترأسها الرئيس عبد الناصر فى العام التالى للتأسيس،1964، ثم غابت مصر عن الرئاسة عندما دخلت فى دوامة الحروب والهزيمة بعد 67، ثم عادت للرئاسة عامى 1989و1993، ثم غابت فى السنوات التى تلت ذلك عندما وصل عدد دول إفريقيا إلى 55 دولة، وكانت آخر دولتين قد استردتا العضوية، هما المغرب فى 2017، ثم دولة جنوب السودان التى انضمت فى عام 2011.
رئاسة مصر 2019 خطوة ضخمة لمصر وإفريقيا، يجب أن نعلى من شأنها ونقدمها فى كل سياساتنا عما عداها، فنحن فى حاجة للعودة إلى حضن نهر النيل، لأن هذا النهر يحتاج منا عملا كبيرا، وأن نرد اعتباره ونجعله نموذجا للتعاون وليس للصراع، فحضن هذا النهر لا يكفى أهله فقط بل هو الاحتياطى الإستراتيجى للمياه لكل العالم، ويجب أن نعمل على إعادة المياه المهدرة على طول النهر إلى مجراها، لكى تستفيد منها كل الشعوب، خصوصا أهل النهر لأن 95 % من مياه النهر تذهب إلى البحار والمستنقعات.
يجب أن تلعب مصر دورا حيويا مع أشقائها الأفارقة لعودة ليبيا، أغنى بلد بترولى فى إفريقيا، وليبيا غالية على مصر وعلى إفريقيا، فقد كانت صاحبة مبادرة الانتقال من المنظمة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقى عام 2002، ثم حدث انتقال فعلى بالشكل الجديد عام 2002، وإفريقيا فى حاجة إلى ليبيا، كما أن ليبيا فى حاجة إلى أن تعود إلى أهلها وشعبها المشرد فى أنحاء الأرض،بعد تدخل الناتو فى الشأن الليبى وإسقاط حكومته وتبديد البلاد وتشريد أهلها.
إفريقيا أهم سوق تجارية واعدة فى العالم، بها 1.2 مليار نسمة واتفاقية التجارة الحرة أصبحت جاهزة للتنفيذ بعد توقيع 49 دولة عليها، وأمامنا تجربة (الكوميسا) 21 دولة فتحت التجارة الحرة اعتبارا من1999، وقد حققت نجاحا.
مصر أمامها خطوة جبارة فى إفريقيا، كيف تفتح أبواب التعاون الإفريقى _ الإفريقى عن طريق بناء شبكة طرق برية وبحرية لربط القارة، كما أمامها قضية الربط الكهربائي، وأن تصبح إفريقيا مصدرة للكهرباء الرخيصة المنتجة من مصاب المياه والأنهار لكل العالم.
رئاسة مصر لإفريقيا 2019 ستكون علامة فارقة فى تاريخ القارة القديمة المتجددة، التى تعود إلى شبابها وروحها الشابة فى عهد الرئيس المصرى الذى لا يعرف المستحيل عبد الفتاح السيسي.
ترقبوا صورة وتطورا لا مثيل لها فى قارة إفريقيا العظيمة.