مقالات الأهرام العربى

أردوغان فى قفص الاتهام

أصبحنا جميعا مطالبين بكشف جرائم أردوغان، وتعرية سياساته، بل أصبحنا مطالبين بوضع الحكومة التركية وأردوغان فى قفص الاتهام.
يبدو أن الردود الدبلوماسية المنمقة، أصبحت لا تجدى نفعاً، لهذه السياسة العدوانية الصريحة للتخريب التركى فى المنطقة العربية.
والذى فاق فعليا “إيران”، التى أصبحت مشغولة داخليا بترميم علاقاتها الخارجية، ومواجهة العقوبات الأمريكية، والتهديد الأوروبى.
أما أردوغان والدولة التركية فإنها تعيث فى المنطقة فسادا منقطع النظير، وصارت بؤرة الالتهاب والتحريض ونشر الشائعات، بل احتضان الإرهابيين والجماعات المتطرفة فى كل أنحاء المنطقة العربية.

وقد استمرأت الدولة التركية عدم الرد العربى عليها بالمثل، وعلى سياساتها وتدخلاتها المعيبة فى حق كل العرب، والمخلة بكل استقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأرى عمليا، أن هذه السياسة سوف تستمر، إذا لم يجد أردوغان والأتراك ردا عمليا، يتناسب طرديا مع عدوانهم على الدول العربية.
وقد أعاد أردوغان إلى الوجود الدولة التركية التى تميزت عبر تاريخها بأن لها عداوات ومشاكل تاريخية، مع كل جيرانها من العرب واليونان والأكراد والأرمن.
وقد فشلت السياسات الجديدة التى استحدثها أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية الأسبق، فى تصفير هذه المشكلات، عقب نصف قرن من العزلة، واتجهت لفترة وجيزة نحو تحسين علاقاتها مع العرب، ثم عاد التركى القبيح متمثلا فى شخص أردوغان، ليطفو على السطح، فيحتضن كل الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين، ويجعل من تركيا ملاذا آمنا لهم، لمهاجمة بلادهم، وزعزعة استقرارها، بهدف نشر الفوضى، والاستقواء بتلك التيارات لدفعها للحكم فى بلادها، فتكون لسانا وصوتا وممثلا للسلطان المتمثل فى تركيا أردوغان.

وعندما تفشل تركيا بنفسها تقوم بتجنيدهم كميليشيات لتهريب السلاح والأموال، وتجعل منهم شبكات للإعلام، تنشر الأكاذيب عن مصر، وليبيا والسعودية، بل المغرب العربى، وإفريقيا.
ونرى تصريحات أردوغان على هذه الشبكات متوعدا كل العرب، مستخدما الأموال التركية القطرية، ويحتضن جماعة الإخوان الإرهابية.
ونرى أردوغان فى سيناء يجند ويمول الإرهابيين.
ونرى أردوغان فى ليبيا يزعزع استقرارها، ويدفع المتأسلمين، ليرفضوا أى حلول سياسية.
ونرى أردوغان فى عفرين، يعبث بالعلاقات العربية الكردية، بتجنيد سوريين، يحملون العلم التركى لقتل الأكراد، وإثارة فتنة ونعرات بين العرب والأكراد.
صورة مخيفة تلك الصور للدبابات التركية التى يقودها سوريون مسلحون فى الهجوم على المدن السورية، بقصد السيطرة التركية، وسلخ المدن السورية من هويتها، وتحطيم ما تبقى من سوريا.

تركيا المصابة بالفوبيا أو السيطرة الإسلامية امتدت إليها الفوبيا الكردية لتخيفها، وقد تهدد استقرارها.. ولسان حال الأكراد يقول:”إنا نفعل معهم ما يفعلون بنا”.
ثم فجأة وجدنا تركيا تتحول إلى المدافع عن حقوق الإنسان، وتمتطى صهوة حصان من خشب للدفاع عن قتلة النائب العام المصرى، بعد محاكمتهم محاكمة عادلة، وتم إعدامهم احتراما للقانون، والقضاء، واستقرار الوطن.
ثم رأينا ما فعله أردوغان فى الأزمة الخليجية، عندما تدخل للاستفادة الاقتصادية باحتلال قطر، وإقامة قواعد عسكرية، وقام بشبه تسريح لجيش قطر، حتى يجعل من قطر مخلب قط أو حصان طروادة يهدد بها السعودية والإمارات، وامتد إلى عُمان، لفرص النفوذ التركى هناك بمساعدات مالية قطرية.

كل ذلك وبهذا الوجه القبيح رأيناه يمتطى حصان الصحفى السعودى خاشقجي، لكى يجعل منه قضية تهدد الاستقرار بالسعودية بل كل دول الخليج.
هذا الوجه القبيح لا يمارسه مع إسرائيل أو مع روسيا، فهو ينسق معهما للضغط على المحيط العربى وابتزازه منذ 2011 حتى الآن بلا توقف، وبأنماط وأساليب متنوعة وشديدة الخطورة.

ببساطة.. أردوغان ودولته ليسا بهذه القوة، وإذا رد عليهما العرب والمصريون، بنفس سياساتهما، سيكون ردا قاسيا ومفحما ومؤثرا، وسيصيبهما فى الداخل فى مقتل.
وهذا ما نطالب به حكوماتنا العربية فى المرحلة المقبلة، لتتحرك فى هذا الاتجاه فورا لتأديبه، وتعريته أمام العالم، وأمام شعبه، حتى يعرف أردوغان أن هناك ثمنا يجب أن يدفع لكل جرائمه، وسوف يدفع، إن لم يكن الآن، فسيدفع فى المستقبل.

فأردوغان يهدد تركيا نفسها أكثر من تهديده للعرب، بسياساته العرجاء والقبيحة والعدوانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى