نحن والعالم

فى واشنطن دشنت مصر «السيسى» الثلاثاء 9 إبريل 2019 مكانة جديدة.. فى الذكرى الأربعين لمرور أهم حدث فى القرن العشرين، هو السلام الإقليمى الذى بدأته مصر السادات، بزيارة القدس ثم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التى أصبحت بمرور السنين المرجعية الأولى، أو الأساسية لأى اتفاقيات أخرى للسلام، مرت أو ستمر بالشرق الأوسط، سواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى أوسلو، وما بعدها فى مختلف عواصم العالم، أو بين الإسرائيليين والأردنيين فى وادى عربة.
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن يذهب إلى عاصمة القرار العالمى الأمريكى واشنطن.. وفى يده اليمنى مفتاح إفريقيا، وفى يده اليسرى مفتاح عربى بدأ برحلة فى غرب إفريقيا، زار غينيا، ثم السنغال وكوت ديفوار..
مصر الآن رئيس الاتحاد الإفريقى، بل هى العاصمة الناطقة باسم الإفريقيين، وقبل أيام كان الأفارقة والعرب الشباب، رموز المستقبل فى أسوان فى منتدى شباب العالم. وبعدها كانت مصر فى قمة العرب فى تونس تلقى للعرب بروشتة الخروج من أزمات وكوارث حقبة ما بعد 2011، ومحاولة التيارات المتطرفة التى تدعى الإسلام أو المتأسلمين السيطرة على القرار العربى، والتحكم بمساعدات خارجية إقليمية من تركيا وإيران، وبأموال قطرية لتهديد أكثر من عاصمة عربية فى وقت واحد.
ليبيا الآن تشهد محاولات جادة لرأب الصدع، وعودة الدولة لتلم شتات هروب الليبيين من بلادهم.
.. الجيش الليبى تحرك الآن، وهو على أبواب طرابلس العاصمة، والتيارات المتطرفة المتحكمة فى مطار العاصمة، وبعض الضواحى تشهد حالة من الارتباك والضياع، ربما لأول مرة بعد سقوط الدولة هناك، والأموال القطرية والتركية والأسلحة المهربة أصبحت فى مرمى الجيش الليبى.
ويجب أن تحصل مصر من المجتمع الدولى فى واشنطن لليبيين على كامل حقوقهم بالتسليح للجيش، وبسرعة الحل السياسى، وبإعطاء الليبيين حقوق الانتخاب، بعيدا عن السيطرة الإرهابية والجماعات المتطرفة هناك، والمتجذرة فى الأرض، ولن يهزمها إلا الجيش الليبى العظيم الذى يحتاج إلى مساعدة كل العرب وفى مقدمتهم مصر، التى لم تتأخر يوماً عن نصرة الليبيين.
هكذا الموقف فى سوريا، وحدة السوريين وحدة الأرض، وحدة الطوائف، هى أول الطريق لحماية سوريا واسترجاع الجولان..
هم يخططون، لكن مصر اللؤلؤة الفريدة فى عالمها تتحرك بلا خوف ولا تردد لحماية وحدة الأراضى السورية والسوريين، فالأرض مهمة، كما أن السوريين المهجرين فى أنحاء المعمورة مهمون. 13 مليون سورى فى كل العواصم.
وهكذا الموقف فى اليمن، لا يمكن أن نترك اليمنيين يتمزقون والدولة تنهار، والشعب فى حرب ليست لها نهاية، والتدخل الإيرانى عن طريق الطوائف الدينية، وفى مقدمتها الحوثيون، ليس لها رادع.
مصر هناك فى واشنطن تقول كلمة العرب، وشعوبهم ومنطقتنا تريد وقف التدخل الخارجى الذى يؤثر على الصراع اليمنى.
ها هى مصر قبل أن تذهب إلى واشنطن، كانت قد هيأت كل الظروف وكل عناصر القوة، حتى تكون كلمتها مسموعة على جميع الأصعدة.
التقى رئيسها الرئيس العراقى والملك الأردنى، لتدشين تحالف جديد يتحرك على الأرض، لوقف التصدعات فى المشرق العربى، ولحماية المصالح العربية فى الشام والعراق والأردن.
مصر عينها على حل مشكلة الشرق الأوسط الرئيسية، وهى المشكلة الفلسطينية، وحل الدولتين لا بديل عنه، وعودة القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والجولان العربى جزء من الأراضى السورية والأراضى المحتلة.. الصورة يجب أن تكون واضحة فى واشنطن، وهى تتحرك نحو ما يعرف بصفقة القرن، التى لا يمكن أن تكون حلا إلا عندما يرضى الفلسطينيون وتحفظ حقوقهم..
مصر فى واشنطن، هى صوت العرب، وهى صوت إفريقيا، بل هى صوت الشعوب المظلومة التى إذا لم ننقذها جميعا ستكون عبئا ضخما على النظام الدولى ككل، وستهدد السلام والاستقرار العالميين، لا يمكن لمصر أن تقف مترددة ومنطقتها العربية لم تشهد مثل هذه الاضطرابات والفوضى عبر التاريخ القديم والمعاصر.
لقد قيض الله لمنطقتنا قائدا، يملك الرؤية الكاملة، ويسعى لوقف التدهور، والاتجاه السريع لإنقاذ المنطقة العربية من أسوأ وضع تشهده عبر كل تاريخها القديم والمعاصر.