مقالات

الكاتب فى حوار مع جريدة النهار الكويتية

سرايا: لقب «رجال مبارك» شرفٌ وليس تهمة

صاحب باع كبير في محراب صاحبة الجلالة.. تتلمذ على يد أساطين المهنة فكان له الجلوس على قمة الهرم الصحافي، وتولى رئاسة تحرير واحدة من أعرق وأهم الصحف، ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى العالم العربي كافة .. أسامة سرايا، ليس مجرد صحافي أو رئيس تحرير، بل هو أحد «صنايعية» هذه المهنة الذين أثروا فيها، وكانوا أحد نوادرها ونواضرها.. كان شاهداً على الكثير من الأحداث التي مرت بها مصر، عاصر الرئيس الراحل حسني مبارك وعائلته، وكان أحد المقربين منه بحكم منصبه برئاسة أعرق وأهم صحيفة مصرية وأكثرها تأثيراً.. لديه الكثير من الأسرار عن هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، فضلا عن امتلاكه رؤية تحليلية عميقة وسديدة للكثير من الأحداث والقضايا المصرية والعربية والعالمية.
«النهار» استضافت سرايا في مكتبها بالقاهرة في حوار امتد لأكثر من ثلاث ساعات، وتنشره على حلقتين، تحدث خلاله عن الكثير من الموضوعات، في أربعة محاور مختلفة شملت العلاقات الكويتية والخليجية، والأوضاع الداخلية والحكومية المصرية، بجانب المشهد السياسي والحزبي، وعهد الرئيس الراحل حسني مبارك. يواصل الكاتب الصحافي أسامة سرايا حديثه لـ«النهار»، ويتحدث في الحلقة الثانية والأخيرة عن المشهد السياسي والحزبي والبرلمان ومجلس الشيوخ وشكل البرلمان المقبل والعلاقات المصرية الأميركية في عهد الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن، مؤكدا أن النظام السياسي في مصر حاليا في مرحلة التكوين، مشيرا الى أن المشهد السياسي سيكتمل عقب انتهاء الحرب على الفكر التكفيري وبدء وصول مصر الى معدلات نمو اقتصادية كبيرة.
وقال سرايا، انه حينما تتعرض الأوطان للمخاطر وتدخل الدولة في حروب فمن الطبيعي أن تتوارى السياسة ويتقدم الأمن الى المرتبة الأولى، مؤكدا أن مصر حاليا في تلك المرحلة.
وكشف عن أن المصريين لا يفضلون الانتخابات ولا يميلون للمشاركة بها والذهاب لصناديق الاقتراع ولا يشاركون الا حينما يشعرون بالخطر فقط، وهو سبب نزولهم بالملايين في ثورة «30 يونيو» حينما شعروا أن الوطن يختطف من قبل جماعة الاخوان الارهابية، موضحا أن نسبة مشاركة المصريين في الانتخابات لا تتعدى 30 في المئة بحد أقصى وهى نسبة ضعيفة وتحتاج الى أن ترتفع خلال الفترة المقبلة حتى يكون هناك وعي سياسي حقيقي بأهمية المشاركة في الاستحقاقات والانتخابات التي تتم.
وأضاف أنه لا يوجد ما يسمى بالنخب السياسية لأنها تتلاشى مع مرور الوقت، موضحا أن مجلس الشيوخ الحالي هو بمثابة مجلس استشاري للدولة المصرية ولا يمثل أي ضرر، منتقدا غياب الرقابة البرلمانية على الحكومة المصرية.
وقال ان مصر لا تحتاج لأصوات معارضة في الوقت الحالي لأن الرئيس السيسي هو أكبر معارض لنظامه، من يقصر أو يخطئ من المسؤولين يعاقب فورا ومن يثبت فساده يعاقب بشراسة أيضا.
وأشار رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق الى أنه لاتوجد أي مخاوف من عودة الاخوان مرة أخرى للمشهد في مصر مع وجود الادارة الأميركية الجديدة، موضحا أن مصر أعلنتها صراحة بأنها لن تقبل التدخل في شؤونها الداخلية ولن يجرؤ بايدن أو أي رئيس دولة في العالم أن يملي شروطه في هذا الملف لأن الجميع يعلم أن جماعة الاخوان انتهت سياسيا، متوقعا أن تكون العلاقات المصرية الأميركية في عهد جو بايدن أقوى من عهد دونالد ترامب لأن بايدن يعلم مدى قوة مصر وأنها دولة محورية في المنطقة.
أوضح سرايا، أن الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك، لم يكن فاسدا وكان رجلا شريفا ووطنيا، وقال ان مبارك هو من بنى مصر الحديثة وأن المشروعات الحالية التي تنفذها الدولة المصرية هي استكمال لما بدأه الرئيس الراحل، لافتا الى أن أكثر الإشاعات التي ألصقت بمبارك هو ملف التوريث، مشددا على أن هذا الملف كان مجرد وهم روجته جماعة الاخوان المسلمين والمعارضين في أواخر حكمه… والى التفاصيل:
ترتيب البيت السياسي
كيف ترى المشهد السياسي المصري؟
النظام السياسي المصري في مرحلة التكوين، وسيكتمل المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب على «الاخوان» والجماعات التكفيرية وبدء تحقيق النمو الاقتصادي الكبير، ومصر تحتاج الى اعادة ترتيب البيت السياسي مرة أخرى بعد أن أفسده حكم الاخوان، حيث أضعفوا المناخ السياسي والحزبي وكل المؤسسات والقطاعات، والخروج من تلك الأزمة سيأخذ وقتاً حتى نصل لمشهد سياسي متزن وواع، والأهم حاليا من وجود مناخ سياسي قوي هو أن الدولة مستقرة أمنيا، لأنه لا حديث عن سياسة في ظل وجود جماعة تحمل السلاح وتزهق الأرواح، وعندما تدخل البلاد في حروب، وتتعرض الأوطان للانهيارات، السياسة تتوارى ويصعد الأمن في المقام الأول، ومصر حاليا في تلك المرحلة، مرحلة الحرب ضد الارهاب والمخاطر التي تحيطها من اتجااهات عدة.
ومصر حاليا تحاول تنفيذ قوام سياسي مؤسسي عميق وثابت، ولن يسمح بالتدخل الخارجي مرة أخرى أو تكرار سيناريو فوضى 25 يناير، والمحاولات التي تتم من الخارج هدفها هو أن يتكرر مشهد الفوضى وهدم مؤسسات الدولة مرة أخرى في مصر لكن هذا لم يحدث.
وهل تفتقد مصر حاليا للنخب السياسية؟
مصر لا تعتمد على نخب سياسية، بل تعتمد على ما يسمى برجل الشارع، فلا يوجد ما يسمى بالنخب السياسية، والنخب تندثر مع مرور الوقت.
ما رأيك بما شهدته مصر من انتخابات مجلسي الشيوخ والبرلمان في ظل الظروف الحالية؟
ما شهدته مصر من انتخابات نزيهة، هو انجاز كبير ويحسب للدولة في ظل أوضاع كورونا والحرب المستمرة على الارهاب في سيناء وفي ظل التحديات الخارجية.
«ما بيحبوش الانتخابات»
هل توافق على أن طبيعة الشعب المصري لا تميل الى المشاركة في الاستحقاقات الدستورية؟
حتى أكون صريحا، المصريون «ما بيحبوش الانتخابات»، ولا يشاركون الا حينما يشعرون بالخطر، وما شهدته مصر في ثورة 30 يونيو خير دليل على ذلك، فحينما شعر الشعب بأن مصر تم خطفها من قبل جماعة الاخوان وأن الدولة أصبحت في خطر نزل بالملايين الى الشوارع للمطالبة برحيل محمد مرسي واستدعى القوات المسلحة لانقاذ البلاد، وفيما يخص المشاركة في الانتخابات فمنذ نظام الرئيس الراحل مبارك وحتى الآن ونسبة المشاركة لا تتجاوز 30 بالمائة، فالهوية والشخصية المصرية بشكل عام بالفعل تحتاج الى وعي أكثر في مسألة المشاركة في صناديق الاقتراع، وحجم الكتلة الشعبية التي تذهب لصناديق الاقتراع لا تتجاوز بحد أقصى 30 بالمائة وهى نسبة ضعيفة، يجب أن يكون هناك وعي أكبر من قبل المصريين بأهمية المشاركة في الانتخابات، لأن الاخوان اختطفوا الحكم في 2011 بسبب ضعف مشاركة واقبال المواطنين على الاقتراع.
البعض وصف مجلس الشيوخ بأنه بلا صلاحيات وأنه استنساخ لمجلس الشورى في عهد مبارك.. ما ردكم؟
مجلس الشيوخ المصري الحالي هو مجلس خبراء، وبمثابة مجلس استشاري للدولة المصرية، ولابد أن يكون هناك برلمان واحد وليس أكثر من برلمان، ولا يوجد أوجه شبه بين مجلس الشورى في عهد مبارك وبين مجلس الشيوخ الحالي، فمجلس الشورى خلال نظام مبارك كان هو المالك للصحف القومية وكان رئيسه هو رئيس لجنة شؤون الأحزاب وأمين عام الحزب الوطني الديموقراطي وقتها، والآن الوضع مختلف تماما فلا توجد علاقة لمجلس الشيوخ بالصحف القومية.
الرقابة
ما تقييمك لأداء مجلس النواب المصري؟
الأداء من وجهة نظري كان غير مرض ولم يكن واضح المعالم، ولكنه نجح في مساعدة الدولة المصرية في المرحلة الانتقالية، وكان لابد أن يكون هناك رقابة برلمانية على الأداء الحكومي المصري، فكان أداء البرلمان المصري في التشريع مقبولاً نوعا ما ولكن على مستوى الرقابة الحكومية كان غائبا تماما، والرقابة المفروضة من الرئيس السيسي على الحكومة أعمق وأقوى بمراحل من رقابة البرلمان.
وكيف تتوقع أداء البرلمان المصري المقبل؟
في تقديري الأداء سيكون أفضل من البرلمان الحالي، وأعتقد أن تركيبته ستكون أقوى من التركيبة الحالية، والظروف أيضا ستكون أفضل من الظروف الحالية والسابقة التي أثرت على أداء المجلس الحالي، وأطالب البرلمان المقبل بأن يفعل جميع أدواته الرقابية على الحكومة، لأن هذا جزء أصيل من عمل البرلمان هو الرقابة مع التشريع بالطبع.
التعددية الحزبية
ما تقييمك للأحزاب، وهل أنت من المؤيدين لاندماجها في كيانات قوية أو وجود حزبين فقط في مصر؟
قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة وفوز جو بايدن، كنت من المؤيدين لفكرة وجود حزبين أو ثلاثة من خلال اندماج الأحزاب، ولكن بعدما رأيت حالة الانقسام الكبيرة التي حدثت في الشارع السياسي الأميركي بين الحزبين الحاكمين، أصبحت لا أرحب بهذا الأمر وأفضل وجود أحزاب كثيرة، وبسبب وجود حزبين فقط في أميركا حدث انقساما كبيرا في المجال السياسي بين أنصار ترامب وبايدن، ولو حدث هذا الانقسام في بلد أخرى غير أميركا لكانت انهارت، فالدولة انقسمت لقسمين، وهو ما جعل ترامب يرفض تسليم السلطة لبايدن لأنه رأى أن نصف الشعب الأميركي معه ومؤيد له تماما وحدثت الخلافات والتجاوزات من قبل الأنصار هنا وهنا وهو ما جعل الشعب الأميركي يرفض تلك التجاوزات وينزل لرفضه انهيار الدولة، ولو جرت تلك الانتخابات في أي دولة بخلاف أميركا كانت ستنهار، ولكن أميركا دولة مؤسسات وتجاوزت أزمة الانتخابات، ونسبة مشاركة الأميركيين في تلك الانتخابات تجاوزت 66 بالمائة وهو رقم كبير ومذهل ويعبر عن مدى وعي الأميركان.
والمجتمع الأميركي أثبت قوته في مواجهة حالة الانقسام من قبل مؤيدي الحزبين الحاكمين، ولو حدث هذا الأمر في مصر ونحن لدينا حزبين سياسيين فقط، سننهار، والآن أنا من المؤيدين للنظام البرلماني القائم على التعددية الحزبية، بوجود أكثر من حزب سياسي فهو أمر جيد، وأدعو لحدوث ائتلافات حتى يكون هناك 10 أو 11 حزباً سياسيا في مصر، فالأحزاب تحتاج الى أن تندمج في ائتلافات قوية وليس في حزبين فقط، والسلطة في مصر الآن أصبحت عبئا على صاحبها فلم يعد يأتي من خلفها عائد مثل الحال في الماضي، لأن محاربة الفساد تشمل كل القطاعات بما فيها النظام السياسي، وهو ما جعل هناك حالة من العزوف من قبل البعض للمشاركة في السلطة، والأمر يطبق على الأحزاب أيضا.
ومتى نرى مرشحاً حزبياً قوياً قادراً على رئاسة مصر؟
كما قلت ما زلنا في مرحلة التكوين لنظام سياسي، وحينما ننتهي من هذا الأمر ويكون لدينا هذا النظام القوي وهذا سيأخذ وقتاً كبيراً، سنجد حزباً سياسياً قوياً له شعبية حقيقية على أرض الواقع قادر على تقديم مرشح ينجح في رئاسة مصر، والظروف الحالية بالفعل تحتاج الى شخصية ذي خلفية عسكرية قادرة على مواجهة كل تلك التحديات التي تواجهها مصر على المستويين الداخلي والخارجي، كما أن الدولة المصرية في حالة حرب ضد الارهاب في سيناء وكل ربوع مصر وليس في سيناء وحدها بالاضافة الى حرب أخرى ضد الفساد، فأنسب من يقدر على رئاسة مصر في تلك الظروف هو الرئيس السيسي.
والحديث الآن عن شكل النظام السياسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة أو التي تليها في مصر، هو أمر سابق لأوانه، لأن كل دول العالم تعاني الآن في مسألة النظام الانتخابي بما فيها أميركا الدولة الأكبر والأقوى بالعالم، وهو ما شهدته في انتخاباتها الأخيرة بين ترامب وبايدن.
لماذا المعارضة؟ وأين الأصوات المعارضة حالياً في مصر؟
سأرد على هذا السؤال بسؤال آخر، ولماذا نحتاج معارضة؟ وما الذي ستقدمه لمصر في الوقت الراهن؟، فالحقيقة أن الرئيس السيسي هو أقوى وأكبر معارض حاليا للنظام وللحكومة، ومن يخطئ يعاقبه الرئيس السيسي على الفور، والحرب على الفساد التي يقودها الرئيس السيسي بجميع أركان الدولة هي أقوى معارضة من رئيس لنظام، والرقابة الشديدة المفروضة من الرئيس السيسي جعلت البعض يعزف عن المشاركة في السلطة أو أن يصبح وزيرا أو مسؤولا حكوميا، لأنه يعلم تماما أن الخطأ يعني العقاب وأنه لن يتم السماح بأي تقصير وأن المنصب في مصر بعد أن كان مصدر دخل ورفاهية أصبح مصدر عبء وعمل شاق بسبب الرقابة الشديدة ومكافحة الفساد والمتابعة الدقيقة واليومية لعمل كل المسؤولين الحكوميين.
هل انتهت جماعة الاخوان المسلمين سياسيا؟
الرئيس السيسي قادر على أن ينهي التنظيم في مصر سياسيا، لأنه رئيس قوي ووطني ويخوض حربا شرسة ضدهم لاقتلاعهم من جذورهم لأنهم أساس الارهاب في المنطقة، ولكن مسألة الفكر ستأخذ وقت كبيرا لأن الاخوان كفكر متواجدون في مصر وفي كل الدول العربية، والقضاء علي الفكر الاخواني يحتاج معركة فكرية وثقافية من الجميع في مصر والعرب، وفكرة أن الاسلام دين ودولة، هو مفهوم خطأ وللأسف مازال متواجد لدى قطاع كبير من بسطاء المجتمع، فالاسلام دين فقط وليس دولة، والقضية التي زرعها الاخوان على مدار 90 عاما من المؤكد أن القضاء عليها سيأخذ وقتاً لن يقل عن 30 أو 40 عاما، وأرى أن هناك وعياً في مصر وفي العالم العربي لوقف الفكر الاخواني والقضاء عليه.
كيف ترى دعوات التصالح مع جماعة الاخوان؟
لا تصالح أو حتى حوار مع جماعة حملت السلاح وروعت وقتلت الآلاف من المصريين ومدانة بأحكام قضائية في عمليات تخريب، ومصر دولة قوية لديها قوانين وأحكام قضاء، والاخوان أنفسهم لم يعلنوا أنهم تحاوروا أو أنهم سيدخلون مرة أخرى للتعايش أو احترام القوانين مرة أخرى.
بايدن والاخوان
ألا تخشى أن يكون وجود الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن مدخلا لعودة الاخوان مرة أخرى؟
لن يجرؤ جو بايدن أو أي رئيس لدولة أخرى أن يتحدث مع رئيس مصر الآن في مسألة عودة الاخوان مرة أخرى، فمصر أعلنتها صراحة أنها لن تقبل أبدا ولن تسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبايدن يعلم أن الرد المصري في تلك النقطة بشكل خاص سيكون قوي للغاية، ولن يطرح هذا الملف على الاطلاق، والرئيس السيسي في كل خطاباته يتحدث ويؤكد على الجرم الذي ارتكبه الاخوان ضد المصريين وأن التنظيمات الارهابية التي تواجهها مصر تهدد العالم أجمع وليس مصر فقط، وأنه يحارب الاخوان نيابة عن العالم أجمع، وكل دول العالم تتفهم تلك النقطة.
وكيف ترى شكل العلاقات المصرية الأميركية مع ادارة جو بايدن؟
أتوقع أن تكون العلاقات المصرية الأميركية في عهد الرئيسين السيسي وبايدن، أقوى من الادارة الأميركية في عهد ترامب، فالدولة المصرية تربطها علاقات قوية للغاية مع الحزبين الحاكمين في أميركا الديموقراطي والجمهوري، وبايدن شخص ذكي ولن يعادي دولة قوية ومحورية في المنطقة مثل مصر، مقابل أن يرضي جماعة انتهت سياسيا في مصر وفي أغلب دول المنطقة، والعلاقات بين مصر والحزب الديموقراطي وثيقة وقوية، والنظام الأميركي وأي دولة في العالم لا تستطيع أن تفعل أي أمر في الشرق الأوسط بدون موافقة مصر.
والادارة الأميركية التي حققت السلام بين مصر واسرائيل في اتفاقية كامب ديفيد، كانت من الحزب الديموقراطي، والحديث عن أن الحزب الديموقراطي مؤيد لجماعة الاخوان وأنه الذي يدعمهم حاليا ويستشهد بدعم أوباما ولقاءاته معهم هو مخطئ، فادارة أوباما كانت ضعيفة، وأوباما كان شخصاً عنصرياً وشخصيته ضعيفة، ومذكراته التي نشرها تؤكد ذلك فلم يكن له قرار في البيت الأبيض، وكان المحيطون به هم من يتخذوا القرار الأميركي.
المنظومة الأقوى
هل أنت راضٍ عن أداء التعليم والصحة في مصر؟
نعم راضٍ تماما، وخطة التطوير التي تتم في القطاعين بشكل خاص شاملة، والتعليم المصري في مرحلة تطوير وتغيير، وفيما يخص القطاع الطبي فمنظومة التأمين الصحي الشاملة التي نفذتها مصر ستغطي كل المحافظات وكلفت الدولة المليارات، الى جانب أن مصر تتميز في المنطقة بالتعليم الطبي والمستشفيات الجامعية من وجهة نظري هي الأفضل في المنطقة، والتغطية التي ستتم لتلك المستشفيات من خلال منظومة التأمين الصحي الشامل ستساعد على تقديم خدمة طبية مميزة للجميع.
وأعتقد أن مصر ستقدم منظومة طبية ستكون الأقوى في العالم العربي، خلال وقت وجيزة خاصة مع افتتاح عدد كبير من الجامعات الأهلية والحكومية الكبرى التي ستشمل تعليماً طبياً مميزاً وافتتاح مدن طبية شاملة بالمحافظات وخاصة المدن الجديدة.
عهد مبارك
واكبتم فترة مهمة في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.. هل ترى أن الحكم الذي صدر أخيراً من محكمة العدل الأوروبية بالغاء تجميد 300 مليون يورو لصالح عائلته يبرأ ساحته من تهم الفساد المالي؟
أولا الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، لم نكن له أموال تخصه في الخارج، والأموال حسب معلوماتي الشخصية تخص نجليه جمال وعلاء، ثانيا وهو الأهم، بحكم قربي من الرئيس الراحل خلال رئاستي لتحرير مؤسسة «الأهرام»، فمبارك كان رجلا شريفا ووطنيا ولم يكن فاسدا على الاطلاق، بدليل أن الدولة المصرية والنظام الحالي كرم هذا الرجل يوم وفاته بعمل جنازة عسكرية مهيبة.
يبقى السؤال الأهم الذي تعلق بمبارك وحكمه..هل كان نظام مبارك فاسدا أم لا؟
قولا واحدا نظام مبارك لم يكن فاسدا، وهي حقيقة وليس خيالاً أو مجاملة لهذا النظام، والفساد موجود في كل الأنظمة فالتقصير والاهمال هو فساد، لكن كوننا نتحدث عن وجود فساد ممنهج لنظام مبارك فهذا تجني وخطيئة.
وربما كان الفساد هو الاستعانة بحكومة تكنوقراط وهو ما جعل البعض يستفيد من تلك التحركات ولكن بدون فساد ممنهج أو مقصود، فالنمو الاقتصادي الذي تحقق عام 2010 لم يتحقق حتى وقتنا هذا وكانت مصر دولة سياحية كبيرة ويدخلها سنويا مليارات الدولارات، وما ساعد على أن تجاوز مصر أزمة أحداث 25 يناير حتى وقتنا هذا ولا تتعرض أركان الدولة للانهيار سياسيا واقتصاديا هو الدولة القوية التي تركها مبارك، فالرئيس الراحل ونظامه نفذوا مشروعات تنموية ضخمة وشبكة طرق ومرافق شملت أغلب بقاع مصر.
قائد مصر الحديثة
ولكن الرئيس السيسي له تصريح شهير بأن مصر تركت 40 عاما لتصبح أشلاء دولة في اشارة منه الى نظام مبارك.. كيف ترى ذلك؟
أختلف تماما مع الرئيس السيسي، في تلك النقطة بالتحديد، فجميع مشروعات البنية التحتية الحالية هي استكمال لما بدأه مبارك، والتنمية الحقيقية لمصر بدأت في عهد مبارك ونظامه، ومصر منذ عام 2002 وحتى عام 2010، وهى تحقق معدلات نمو مرتفعة، ونظام مبارك له مشروعات عملاقة في كل المجالات وخاصة القطاع الاقتصادي، والعاصمة الادارية الجديدة الذي نفذها الرئيس السيسي، كانت مطروحة في عهد مبارك وكانت ستنفذ بالفعل أواخر حكمه وكان هناك توجه لهذا الأمر.
والرئيس الأسبق، هو قائد مصر الحديثة وهو من أسس لهذا المفهوم، وكل ما يفعله الرئيس السيسي حاليا من مشروعات قومية والنهوض بمصر هو استكمال لمصر الحديثة التي أسسها «مبارك».
الاتهامات التي وجهت للحزب الوطني الديموقراطي كثيرة بأنه سبب افساد الحياة السياسية وأنه الحزب الحاكم الذي دمر كل الأحزاب الأخرى..ما ردك على تلك الاتهامات؟
الحزب الوطني الديموقراطي، لم يكن حزبا سياسيا بالمعنى المعروف، فكان بمثابة جهة تساعد الحكومة والوزراء في عهد مبارك، ولم يحدث أن تم اجبار أي وزير على الانضمام لهذا الحزب، فكان الجميع يسعى الى الانضمام اليه لأنه كان بمثابة الذراع السياسية للدولة، والحزب الوطني لم يفسد النظام السياسي، لأنه حتى الآن لا نستطيع القول ان مصر لديها نظام أو مشهد سياسي قوي، فنحن ما زلنا في مرحلة التكوين والبناء لنظام سياسي.
النظام لم يسقط
اذا كان نظام مبارك قوي لماذا سقط في غضون أيام خلال ثورة يناير؟
نظام مبارك لم يسقط كما يروج البعض، لأن النظام هنا هو الدولة، ومصر عادت دولة قوية ونظام أقوى بعد ثورة يناير ونجحت في القضاء على جماعة الاخوان التي تسببت في اشعال الدولة خلال ثورة يناير وهي سبب الفوضى علما بأنها تلقت دعما وتمويلا من الخارج حتى تصل للحكم وتحدث تلك الفوضى.
فالنظام لم يسقط وما حدث هو عودة النظام ولكن بأشخاص مختلفين، فالوزير هو موظف حكومي ولن يخلد في منصبه، والرئيس الراحل كان لابد أن يرحل واختار التنحي فكان عمره 85 عاما، وجماعة الاخوان كانت أهلت الشارع المصري بوهم يدعى «التوريث» رغم أنه خيال ولم يكن موجود نهائيا على أرض الواقع أي توجهات أو تحركات لتوريث الحكم لجمال مبارك، وكان مخطط قبل عام 2000 من قبل جماعة الاخوان احداث الثورات للوصول للحكم، حينما ارتموا في أحضان الأميركان والغرب.
فشل الإخوان
ولماذا فشل الاخوان في حكم مصر بعد تنحي مبارك؟
حينما وصلت الجماعة الى حكم مصر بسبب الفوضى، لم تستطع التكيف مع الشعب المصري أو حتى توفيق الأوضاع مع القوى السياسية فخلقت العداء والصدام المباشر والسريع مع جميع التيارات، فتعاملت بغرور واستعلاء كبير مع الجميع حكومة وشعبا، وهو ما كان سببا في سقوطها السريع، فلا يمكن أن يحكم مصر جماعة مغرورة.
ومشكلة «الاخوان» أنهم آمنوا بأنهم صعدوا الى السلطة والحكم بثورة، وفي الحقيقة أنه في ظل الفوضى والثورات لا تتحقق أهداف المجتمعات، وحتى الآن لا أعلم لماذا فعل الاخوان المسلمين كل تلك الأخطاء الكارثية والجرائم والعنف والقتل رغم أنهم يعلمون تماما أنهم لن ينجحوا في حكم مصر، فتم استخدامهم من قوى خارجية، وأدخلوهم في المسار الخاطئ الأكبر منهم، وهو حكم مصر.
وحتى بعد ثورة 30 يونيو وخروج الملايين من المواطنين ضدهم، تعاملت الدولة المصرية معهم بمنتهى الوعي والاحترام ولم يكن هناك أي نوع عدائي أو عدواني ضدهم، وأولى جلسات الحوار التي انطلقت بعد ثورة 30 يونيو للخروج من النفق المظلم، تم دعوة سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب في عهد الاخوان، ورفض الجلوس على مائدة الحوار، وكان خطأ فادحا من الاخوان المسلمين، كما أن خطأهم الأكبر هو أنهم حينما خرج عليهم الشعب المصري في ثورة ضد سياستهم لم يدركوا أنهم لابد أن يتغيروا ويتحاوروا مع الجميع، فرفضوا حتى أن يجلسوا على مائدة حوار، اضافة الى أنهم كانوا مدركين تماما أنهم غير مؤهلين لحكم دولة مثل مصر.
حقيقة التوريث
يبقى السؤال الأهم الذي ارتبط بـمبارك.. ملف توريث الحكم لجمال كان حقيقة أم وهما؟
وهم وليس له أساس من الصحة على الاطلاق، ومبارك لم يصدر منه تصريح واحد أو حتى يتحدث من المقربين منه عن توريث الحكم، وجماعة الاخوان هي من روجت لتلك الأكذوبة حتى تؤهل الشارع المصري لأن يثور ضد مبارك ونظامه بأكمله وحتى تكون سببا في الفوضى التي شهدتها مصر خلال أحداث يناير.
والتعديلات الدستورية، التي أدخلها مبارك في المادة 76 كان هدفها هو نقل الانتخابات لاختيار رئيس الجمهورية لتكون من البرلمان الى الشارع المصري وليس التوريث كما ادعى البعض، وحينما أقنعه البعض بأن الشارع المصري غير قادر على اختيار رئيس، حاول ادخال تعديلات بما يسمح بهذا الأمر، وهو ما جعل البعض يتحدث عن أن تلك المادة تم تفصيلها لمصلحة جمال مبارك.
وسيناريو سورية، لم يكن ليتكرر أبدا مع جمال مبارك، في مصر الرئيس يحكم من خلال مؤسسات الدولة والجيش والشرطة، ولم يكن حسني مبارك، يستطيع أن يورث الحكم لابنه جمال فمؤسسات الدولة كانت سترفض هذا الأمر.
ومبارك في أحد اجتماعاته مع الوزراء، قال لهم ان من سيخلفه في الحكم سيكون ضابط جيش، ولم يتحدث أبدا عن أن ابنه الأصغر جمال سيكون هو خليفته في حكم مصر.
اذن لماذا استعان الرئيس الراحل بنجله جمال في العملية السياسية بالرغم من أن مصر دولة مؤسسات؟
خلال رئاستي تحرير الأهرام ومشاركتي في أحد المؤتمرات الدولية، سألني هذا السؤال الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وكان ردي عليه وقتها بأنه مجرد سكرتير للرئيس مبارك وليس أكثر، ولا يتم تأهيله لأي دور مثلما روج البعض بالافتراء، وأغلب رؤساء دول العالم يستعينون بذويهم وكان شيراك نفسه يستعين بابنه في قصر الاليزيه.
ومبارك لم يرتكب جرما أو خطأ في الاستعانة بنجله جمال ليكون معاونا وسكرتيرا له، ومن وجهة نظري أن جمال أخطأ حينما دخل السياسة وتصدى لمساعدة والده، ودفع جمال مبارك الثمن باهظا لهذا الخطأ من خلال القضايا التي رفعت ضده وسجنه هو وشقيقه علاء مبارك.
أحد الاتهامات التي وجهت لمبارك أواخر حكمه..هو أن زوجته السيدة سوزان ثابت كانت هي التي تدير مصر.. ما حقيقة هذا الأمر؟
لم يحدث على الاطلاق، وتلك السيدة تعرضت لظلم شديد بأنها كانت تدير وتتخذ قرارات، وجميعها اشاعات من وحي الخيال، وشخصية مبارك كانت قوية للغاية وكان صعب المراس، ولم يكن أبدا ليسمح على الاطلاق بأن تتولى زوجته مقاليد الحكم أو تتخذ قرارات، حتى مع كبر سنه، ومن يحكم مصر 30 عاما من المؤكد أنه رجل وطني وقوي للغاية، فمبارك كان ذكيا جدا والحديث عن توريث الحكم لنجله أو تركه مقاليد الحكم لزوجته غباء وجهل سياسي.
السهل الممتنع
هل كان مبارك هو رجل أميركا في المنطقة؟
أقول لمعارضي مبارك ومن وصفوه بأنه رجل أميركا في المنطقة، ماذا أخذت أميركا من مصر في عهد مبارك!، واذا كان هو رجلها في المنطقة فلماذا لم تنشئ قاعدة عسكرية لها في مصر!، وهل تطورت حركة السلام بين مصر واسرائيل في عهد مبارك! فاستمرت العلاقات متجمدة بين مصر واسرائيل رغبة من مبارك لحل القضية الفلسطينية، وعلاقة مصر بأميركا في عهد مبارك كانت قوية للغاية بالفعل، وهذا يحسب لمبارك ونظامه في اقامة علاقات قوية مع أقوى دولة بالعالم، وهذا يعني أنه رجل سياسي كبير، وفي الغزو الأميركي للعراق رفض مبارك هذا الأمر وأعلنها صراحة وهو ما أغضب الأميركان منه وبشدة وقتها.
فالرئيس مبارك كان يقود مصر السياسة الخارجية المصرية بمبدأ «السهل الممتنع» الذي حمى المصالح المصرية وأيضا المصالح العربية، وحافظ على علاقات مصر بكل دول العالم وليس أميركا فقط، ولم يتدخل أبدا في الشأن الداخلي لأي دولة، ومبارك سمح بأكبر نسبة نمو للطبقة المتوسطة حتى أصبح أكثر من 55 بالمائة من الشعب المصري في عهده ارتاحوا اقتصاديا وتحسنت أوضاعهم المالية، والآن تراجعت تلك النسبة لـ 30 بالمائة من الشعب المصري.
رجال مبارك
رجال مبارك أو رموز النظام مصطلح ارتبط ببعض الأسماء وتحديدا أحمد عز وزكريا عزمي.. هل بالفعل كان هؤلاء هم أقوى رموز نظام مبارك؟
أقوى 3 رجال في عهد مبارك بالترتيب عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، وأحمد شفيق وزير الطيران، والمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع، وهم من كانوا مشاركين في حكم مصر بعد ثورة يناير وهو ما يؤكد قوتهم في عهد مبارك.
وزكريا عزمي مدير مكتب مبارك، لم يكن سوى مجرد سكرتير فقط يقوم بترتيب المواعيد فقط، ولم يكن له أي دور أكبر من ذلك، ومن يتحدث عن أنه كان من رموز النظام أو من المؤثرين هو أو صفوت الشريف أو أحمد عز مخطئ تماما.
وكل من عمل خلال عهد مبارك من الوزراء والمسؤولين سواء كانوا كبارا أو صغارا كان يتمنى أن يطلق عليهم «رجال مبارك» فكان وقتها بمثابة شرف كبير لهم وليس تهمة.
وكيف تقيم ملف الحريات في عهد مبارك؟
مبارك سمح بقدر كبير من الحريات في عهده، وهو ما انعكس على أداء الصحافة والاعلام، حيث سمح نظامه بصدور قنوات فضائية كانت تتربح من خلال «شتيمة وسب» مبارك، وبالرغم من ذلك لم تتعرض للغلق أو للمنع، فكانت هناك وسائل اعلامية مصرية سواء قنوات أو صحف تخصص برامجها وصفحاتها للهجوم يوميا على مبارك ونظامه، نتيجة حالة الحريات التي كانت تعيشها مصر خلال تلك الفترة.
ومبارك سمح لجماعة الاخوان للتواجد في السودان وللتواجد في قطاع غزة ممثلين في حركة حماس، وبالرغم من ذلك لم يتدخل في الشأن الداخلي للسودان أو في غزة بل كان يساعد حماس في مسألة حل القضية الفلسطينية، رغم أنه كان قادرا على القضاء عليها، ولم ينتقد «مبارك» السودانيين بعد محاولة اغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وأفريقيا بالكامل كانت تعرف قيمة هذا الرجل، بدليل أنه عقب تنحيه مباشرة تم بناء سد النهضة الأثيوبي، الذي أصبح مشكلة تواجه مصر حتى الآن.
سد النهضة ضد الطبيعة.. وسينهار ما تقييمكم لسير المفاوضات حول سد النهضة؟ متفائل جداً بالمفاوضات والقضية ستحل سواء طال الوقت أو قصر، وأي سد على النيل الأزرق لن يعيش وسينهار من ذاته، لأنه ضد الطبيعة، وتشغيل هذا السد سيؤدي الى حدوث انشقاقات وزلازل داخل إثيوبيا والجغرافيا في تلك المسألة تقف مع مصر، والسد لن يستمر. ومصر لن تلجأ لحلول عسكرية في هذا الأمر، فهي دولة محترمة في علاقاتها مع الجميع حتى في الأزمات تتبني التفاوض السلمي، وهي لم تمانع على الاطلاق انشاء هذا السد، ولكن رفضت الاضرار بحصتها المائية، وهو حق مشروع للدولة المصرية وعلى أثيوبيا أن تتفهم هذا الطلب. وخلال عهد مبارك، حذر أي دولة على حوض النيل من بناء أي منشأ أو سد يهدد حصة مصر المائية أو يضر أمننا المائي لأنها مسألة حياة أو موت ولم ينشأ هذا السد الا بعد تنحي مبارك، واستغل الإثيوبيون فرصة فوضضى يناير، وقاموا بإنشائه بدعم دول تريد أن تحدث فوضى بالمنطقة. الحروب انتهت من العالم! هل ستلجأ مصر لمصر للحرب في الأزمة الليبية؟ لا، لن تحارب مصر في تلك الأزمة، والحروب انتهت من العالم، والأزمة الليبية ستنتهي حينما تعود تركيا لحدودها، والأزمة ستحل ولكن ستأخذ وقتا، وحينما يقرر المجتمع الدولي أن تعود تركيا وايران الى حدودهما ستحل الأزمات التي تعاني منها دول المنطقة. ومصر عليها ألا تحارب في تلك الأزمة أو في أزمات أخرى، لأن الحرب أصبحت مكلفة وباهظة للغاية وخسائرها كبيرة، ومصر لن تأخذ شيئاً من ليبيا، وما الذي أخذته مصر من ليبيا خلال عهد الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي؟، ولذلك فمن مصلحة مصر عدم خوض الحروب. وحدة عربية ضد «الإخوان» كيف تقيم دور الجامعة العربية؟ الأزمات التي شهدتها المنطقة أخيراً، جعلت النظم السياسية في أغلب دول المنطقة، تقوم باعادة ترتيب الأوضاع الداخلية، وأصبح هناك وحدة عربية في قضية مهمة وهى محاربة جماعة الاخوان، وهو أمر ايجابي للغاية، انعكس على أداء الجامعة العربية فأصبح هناك وعي كبير، والعالم العربي بأجمعه يرفض التدخل في شؤونه الداخلية ويرفض تمدد أي دولة على حساب دول المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى