خطاب السيسى فى قمة جدة..!

ليس فى وسع أى مراقب سياسى، أو حتى مواطن عربى عادى، إلا الترحيب، والارتياح للبيان الختامى لقمة جدة الأمريكية مع مجلس التعاون الخليجى، ومصر، والعراق، والأردن، واعتباره من الوثائق المهمة للعلاقات العربية- الأمريكية ( 16 يوليو ٢٠٢٢ )، ولنجاح الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتطلعنا إلى تنفيذه من كل الجهات التى صاغته، وبعثت فيه الحياة، حيث إنه بمجرد أن يأتى الرئيس الأمريكى، وكبار إدارته إلى أرضنا العربية ليسمعوا منها مباشرة مشكلات منطقتنا، وهمومها، بعد عقدين من الاضطرابات، والحروب المحمومة- فإن هذا يعنى الكثير للإقليم، والعالم.
إننا إذا أضفنا للبيان الختامى كلمات القادة، والزعماء المشاركين؛ فإنهم قد أسمعوا الإدارة الأمريكية كل ما كنا نود، ونريده أن يُقال، خاصة خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أسس لعلاقات مصرية، وعربية جديدة مع الأمريكيين، ووضع خريطة طريق تضمن استمراريتها، ونموها، كما وضع خمسة بنود سوف تظل حاكمة لهذه العلاقات مستقبليا.
لكننا كمصريين نتوقف أمام البند رقم ١٧ فى البيان الختامى للقمة الذى أفرد للأمن المائى المصرى، والذى اعتبرها أهم قمة إقليمية فى العالم (الخليج وأمريكا) تُولِى أهمية قصوى للسد الإثيوبى، وحقوق مصر المائية، ونص على ضرورة الاتفاق بشأن ملء، وتشغيل السد فى أجل زمنى معقول (نص عليه البيان الرئاسى لمجلس الأمن الصادر فى ١٥ سبتمبر ٢٠٢١ )، ووفقا للقانون الدولى. كما كانت القمة المصرية – الأمريكية الثنائية المباشرة بين بايدن والسيسى تأسيسية لمرحلة جديدة فى علاقات البلدين، وتسهم، إلى حد كبير، فى تلافى أخطاء الماضى، وآثاره السلبية، والتدخل فى شئون الدول.. وتأثيرها على الاستقرار لدولنا كافة.
هى قمة مختلفة، جعلت بايدن يقول فى نهايتها هذه القمة نهاية للحروب الكبرى فى منطقتنا، يقولها ونحن نشعر بأن الدبلوماسية العربية، والمصرية، خاصة (الرئاسية)، قادرة على تصحيح أى أخطاء تُرتكب من جانب بعض الإدارات الأمريكية فى حق مصر، وتصويبها، لأنها دوما دقيقة فى شرح المعلومات التى تحكم القرار المصرى، وأهدافه، التى تكون دوما فى مصلحة شعبها، والمنطقة، والعالم كله نحو السلام لا منطق القوة، وأن العالم يتسع للجميع، بل إن مصر دائما هى التى تدفع المجتمعات كافة صوب التعاون فى مواجهة الإرهاب، والتطرف.