منير عامر.. عاشق الكلمة!

أسامة سرايا
رحل أحد عشاق مهنة الصحافة، الصحفى المرموق، صاحب الأسلوب؛ الأستاذ منير عامر، أو إذا شئنا التحديد المحب، والعاشق للكلمة الجميلة، والجملة ذات الطلاوة الخاصة، والمميزة جدا، التى تكسوها المعانى الكاملة الغنية.
مازلت أتذكر كلمات الأستاذ إبراهيم نافع، أحد “جواهرجية” مهنة الصحافة، عنه، وكان “يشم”، ويستشعر الصحفيين، والكتاب، ويجيد “لقطهم”، والاستفادة منهم، وتوظيفهم فى “الأهرام”، كأنه يعزف صباح كل يوم “سيمفونية” أهرامية خالصة، وهو “مايسترو” يقودها، ويعرف خصائص فريقه الصحفى، وكتابه، حيث يصف الأستاذ منير عامر “نحن كسبناه فى الأهرام.. هو من أصحاب اللآلئ فى عالم الكتابة الصحفية.. ذو مذاق، ونكهة خاصة يلتقطها القارئ (أحرص عليها فى الأهرام)، يكتب قصصا اجتماعية، وفنية جميلة، وعندما يصل بها فى السياسة، أو الفكر، فإنها تتحول تحت يده إلى قصة بارعة، لا تشعر بجديتها، وتكاملها إلا وأنت تتذوقها، وتهضمها فكريا”.
كان منوال وحده، أتذكره بالعرفان عندما توليت مهمة رئاسة التحرير، كان يحرص كل جمعة أن يكون أول من يتصل، ويفند معى مقالاتى، وكأنه يحاول أن يساعدنى لأن أصل إلى مرحلة الكمال فى تناول قصتى الصحفية.
ستظل مهنة الصحافة، والكتابة مدينة للأستاذ منير عامر بإبداع قل نظيره، فهو أول من أدرك أهمية تحويل الصورة إلى كلمة حتى تعيش إلى الأبد، خاصة إذا كانت كلمة خالدة مثل كلمات، وأحاديث الشيخ متولى الشعراوى، وتجربته حية فى تحويل “من فيض الرحمن فى تربية الإنسان” إلى كتابات من الأكثر توزيعا، ونشرا، وظل يحول ما يذيعه الشيخ الشعراوى إلى كتابات، ومقالات فى الصحف، والمجلات المصرية المختلفة.
رحم الله الأستاذ منير عامر، وجزاه الله عنا كل خير، ونراه يعيش بيننا فى ابنه الإعلامى شريف، الذى شرب، وتغذى من شخصية والده الجميلة، (شريف) الذى هو نتاج هذه الأستاذية، فوالده صاحب ٤ كتب فى تربية الأطفال، وترجم مئات الكتب عن تربية الأبناء.