المندوه.. وشهداؤنا فى إسرائيل

جنودنا الشهداء الذين لقوا ربهم منذ أكثر من ٥٥ عاما إبان حرب ٦٧ على الجبهة الأردنية ينتظرون التحقيق، وعودة رفاتهم للوطن، وهم أحياء فى ضميرنا.
هذه الواقعة كشفت إسرائيل أمام العالم، وأمام نفسها: كيف كانت تتعامل مع العرب عامة، والفلسطينيين خاصة، ضاربة عرض الحائط بكل مواثيق، وأعراف حقوق الإنسان، ووضعتهم أمام صحافة الغرب، والعالم، فى قفص الاتهام!
فى أثناء متابعتى هذا الحدث، وجدت اللواء أسامة المندوه على محطة تليفزيونية، وما يمثله من قيمة، وقدوة، فهو المقاتل دوما فى عالم المخابرات، والأفكار، والقتال، والدبلوماسية معا، ويعرف معنى المصرية، وقدرة عسكريتها، حيث طرح أبعاد القضية المثارة للجنود المصريين الذين دفنوا فيما يعرف منتزه مينى إسرائيل، وشرح كيف أننا خضنا بعد النكسة حربين متتابعتين دفاعا عن مصر، واستردادا للأرض (الاستنزاف، وأكتوبر ١٩٧٣) اللتين ردتا للعسكرية المصرية كرامتها، وعزتها.
المندوه أوضح أن الدم المصرى لا يسقط بالتقادم، لأنه غالٍ، وأننا نستطيع الحصول على حقنا فى الوقت والمكان المناسبين، وثقتنا فى القيادة السياسية، وقواتنا المسلحة للحصول على هذا الحق بلا حدود، وأكد أن مصر لم تهمل متابعة ملف الأسرى، والمفقودين، سواء عن طريق الصليب الأحمر، أو عبر اجتماعات اللجنة العسكرية بعد حرب أكتوبر، الأمر الذى يضع الحكومة الإسرائيلية أمام مسئوليتها، وضرورة التحقيق الجدى، والشفاف، وموافاتنا بالنتيجة، لأن بيننا معاهدة سلام، الطرفان يحترمانها، وحريصان عليها.
وبخبرته، ومعرفته بالصحفيين الإسرائيليين؛ كشف المندوه أبعاد القضية بوضوح، التى نجمت عن حريق كبير نشب فى هذه الأدغال، وشرح أن هذا الإعلان يجيء فى ذلك التوقيت بهدف توتير الأجواء الداخلية، وأن ما نُشر لم يتبع الضوابط التى تُطبق فى الإعلان عن مثل هذه القضايا الدقيقة، لأنه فى حالات سابقة شُكلت لجان تحقيق رسمية، وجرى إخطار مصر بتفاصيل التحقيقات، وفى النهاية حق أبنائنا سنأخذه مثلما استرددنا سيناء كاملة.