حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

حول مقتل «الظواهرى»

فى أول ضربة أمريكية ناجحة للإرهاب، فى ذكرى مرور عام على الانسحاب الأمريكى من أفغانستان ـ والذى كان مخزيا، إلى حد كبير، للقوة العظمى وهى تنسحب، وتعيد تسليم كابل إلى طالبان، التى جاءت لتخليصها منها، وإقامة حكم ديمقراطى، بعد عقدين على احتلالها- صحونا على مقتل أيمن الظواهرى، رئيس تنظيم القاعدة، الذى تسلم مهامه منذ عام ٢٠١١، بعد مقتل زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن فى باكستان، والتخلص من جثمانه فى بحر العرب، وهى عملية شبيهة بالعملية الحالية (يوليو ٢٠٢٢ ) فى كابل مع الظواهرى.

عمليتان نوعيتان للأجهزة الأمنية الأمريكية قتلت فيهما بن لادن، والظواهرى، اللذين شكلا، منذ ٢٠٠٢، بعد أحداث نيويورك وواشنطن، نموذجين للإرهاب الدولى، وبذلك يتشابه الرئيسان بايدن وأوباما فى الإطباق على الظاهرتين (بن لادن، والظواهرى).

وإذا كان القاعدة، ومن بعده داعش، شكلا عصب الإرهاب العالمى، بعد أحداث سبتمبر الأمريكية، فإننا فى المنطقة العربية كانت معاناتنا، وألمنا من هذا الإرهاب أقدم، وأكبر، وأشد.

أتذكر أن أيمن الظواهرى عرفناه أول مرة فى محاكمة قتلة السادات فى أكتوبر ١٩٨١، فقد كان تنظيم «الجهاد» هو الذى قتل الرئيس أنور السادات فى منصة العرض العسكرى، وحُكم عليه ٣ سنوات خرج بعدها إلى أفغانستان.. خرج أعضاء هذا التنظيم الإرهابيون لكى يخططوا للعودة إلى مصر، وتصوروا أنه بالتخلص من السادات، بطل الحرب والسلام، قد عادوا ، ومنذ ذلك التاريخ ومعاركنا مع الإرهاب متجددة، ومستمرة.

هذا التنظيم عاد، وكرر جريمته فى مصر فى سنة ١٩٩٣، حيث قتل أعضاؤه خلالها ١٢٠٠ مصرى، وحاولوا قتل الرئيس مبارك، وحكمت المحكمة العسكرية على الظواهرى بالإعدام غيابيا، وكان تنظيم القاعدة، والظواهرى تحديدا، وراء ظهور الإخوان فى مصر بعد 2011، وقتلهم المريع أبناء جيشنا فى سيناء لإقامة إمارة أفغانية يحكمها الظواهرية بالتعاون مع الجماعة.. فهل يُسدل الستار على الإرهاب برحيل أسامة وأيمن.. لا أتصور، لأن الإرهاب يحتاج إلى سياسات عديدة للتخلص منه، أقلها تأثيرا العمليات التليفزيونية الأمريكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى