حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‏النيل.. وإثيوبيا.. وقواعد اللعبة!

أسامة سرايا

‏لا أريد أن أقول إن هناك صراعا على “النيل”، لكن قد يكون هناك قلق متزايد لدى المصريين عليه، وهذا حقهم، كما بدأ الإثيوبيون يشعرون بالخوف من سدهم المزعوم “النهضة”، والوضع القائم.

مؤخرا، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى اكتمال الملء الثالث للسد بشكل أحادى، ودون اتفاق بين دولته (المنبع)، ودولتى المصب (مصر والسودان)، وهنا أريد أن أُحيىِّ المصريين، فهناك درجة كبيرة من النضج، والوعى لديهم، إن لم أقل الثقة الكاملة فى القيادة السياسية، وكانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام طلبة “الكلية الحربية” أن “مياه النيل فى رقبته، ولن تمس”

موضع ثقة الشعب، ولها مفعول السحر لدينا جميعا، لأننا نثق فى قدرته، وفاعليته، ولم تكن تلك المرة الأولى، فهناك ثقة، بل حوار داخلى مستمر بين الشعب وقائده، وأنه يعمل بقوة، وثقة، ودقة، ومعرفة ‏لحل هذه الأزمة المعقدة، والوجودية للمصريين.

نحن لنا النيل، ونعرف ذلك، ولا يليق بنا تماما، كما قال الرئيس، أن نهتز، ونعرف أن إدارة هذه القضية صعبة، ومركبة، ودقيقة، وذات أبعاد مختلفة محلية، وإقليمية، وعالمية، وهنا نتوقف أمام الخطاب الذى أرسله سامح شكرى، وزير الخارجية، إلى رئيس مجلس الأمن ‏عند بدء الملء الثالث، والذى حدد فيه الأضرار، والانتهاكات الإثيوبية، وقد اعترف آبى أحمد بأن السد قد ينجم عنه ضرر، أو انتهاك تجاه دولتى المصب، وهذا الاعتراف يشكل اتهاما، فى حد ذاته، للإثيوبيين لن يمر مر الكرام، ولذلك طالب بالتفاوض، ونحن نعرف أن العالم كله معنا، وأشقاءنا العرب لن يتخلوا عنا، والأفارقة جميعا أصبحوا يدركون خطورة ما تفعله إثيوبيا على نفسها، وعلى المنطقة بأكملها.

أعتقد أن حوض النيل سوف يكون “نقطة تحول” مع بدء تشغيل السد الإثيوبى، وأؤكد أن آبى أحمد لا يستطيع تغيير قواعد اللعبة السابقة، أو الراهنة، كما أنه لن تكون هناك حرب على المياه، ولكن هناك قواعد جديدة للتخزين، ودمج البحث العلمى، والاعتراف بأهميته؛ ‏لإنقاذ الوضع الراهن الدقيق، والصعب، والمرهق لكل الأطراف، والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى