جامعات أهلية وتكنولوجية

سوف يكون أمام أبنائنا خريجى الثانوية العامة، الواقفين أمام مكاتب التنسيق اختيارات متعددة، فالمجال أمامهم متسع، ويجب أن ينظروا إلى التنوع الضخم الحادث فى التعليم العالى، والفنى؛ من توافر المعاهد الفنية، والجامعات الأهلية، والتكنولوجية، والتخصصات الجديدة التى تقدمها هذه الجامعات، والمعاهد. سوف يكتشف الخريج أن أمامه فى السوق هذا العام الجامعات الأهلية الجديدة، وما تقدمه من تعليم متميز يتناسب مع التطورات التى تحدث فى أسواق العمل، واحتياجات الطالب المتزايدة لسوق العمل المتغيرة، بل تسبق الجامعات العريقة، والقديمة، لأن مستواها، وتخصصاتها متفردة.
ألقِ نظرة، وابحث عما تحتاجه، ولا تتجه فى اختياراتك لمعهدك، أو جامعتك إلى الاختيارات التقليدية، لأن غالبيتها لم يعد لها سوق فى المستقبل، وستجد التفرد فى الجامعات الأهلية، فمن يُشّغل الآلات الطبية الحديثة، والأشعّات الدقيقة أصبح لا يقل عن الطبيب، والعاملون فى الحاسبات، وأجهزة الكمبيوتر، والمشغلون فى البرامج يتقدمون الصفوف فى سوق العمل، وقد أنشأت الحكومة «صناديق»، ووفرت تمويلا للطلاب الذين سوف يلتحقون بهذه الجامعات، لأن أسواقنا الجديدة فى حاجة إليهم، وخلال سنوات قليلة سوف يصبح خريجو الجامعات الأهلية أصحاب الأعمال، لأنهم المهرة القادرون على التحكم فى الأسواق، بل إنهم سيكونون المرشحين للعمل فى الأسواق العربية، والأجنبية.
ثِقوا أن الأسواق العربية، والأجنبية سوف تظل تبحث عن العمالة المصرية المدربة، لأن مصر سوق شابة قوية، وتملك تقديم التخصصات الدقيقة، لكن الخريج يجب أن يكون مسلحا بالعلم، ونوعية التخصصات التى تقدمها الجامعات الأهلية الجديدة توفر هذه المهارات، كما أنها تُسلح خريجيها باللغات التى تحتاجها هذه الأسواق. كل الدراسات تقول إن ٥٠% من الأعمال، والوظائف الراهنة لن يكون لها مكان فى سوق العمل مع التطورات العلمية، والتكنولوجية المتلاحقة . تذكروا أن الطرابيش كانت كل الناس ترتديها وفجأة سقطت، أيضا الكاميرات الحديثة أسقطت مهنة التصوير، وأغلقت استوديوهات ، وصحف، ومجلات تُغلق أمام تطور عالم النت، والفضاء، والموبايلات غيّرت أسواق العمل، وفتحت آفاقا جديدة للتعليم، وتطور الإنسان فى العموم.