رضا حجازى.. نموذجا!

استكمالا لمقال أمس (إصلاح التعليم)، يبدو لى أننا باختيار رضا حجازى وزيرا للتعليم وصلنا إلى مرحلة الاكتمال، أو النضج، ولنقل الفهم، ولم يعد يبهرنا أصحاب الأضواء الكبيرة، والعناوين الفارغة من التطور، وفى النهاية أدركنا أهمية أن نعرف المناخ الذى نعمل فيه دون أن تكون وِجهتنا تبديد الأموال، وإشاعة التطوير، ومع ذلك تظل مدارسنا محلك سر دون اهتمام، ومدرسونا دون تطوير، وتدريب، وتعليم، بل دون متابعة، وكليات التربية لا تقدم خريجا، أو مدرسا يتناسب مع احتياجاتنا الضرورية.
إن الطالب لا يبحث عن الغش إلا إذا كان فى بيئة فاسدة، وغير صحية.. إلا إذا وجد سبيلا للحصول على شهادة لا تنفع، فى سوق العمل الصحى، وبناء المستقبل الجديد.
اختيار الصنايعى- الوزير, إشارة نضج، فهو الذى طور الامتحانات البوكليت، ويحل المشكلات، ولا يتكلم كثيرا.. اخترنا أصحاب القرار الذين يقدرون المسئولية، ويقدمونها على البريق الفارغ، وتلميع الأدوار، وتكوين الشلل،.. اخترنا من ينبذون الغرور.
نحن بلد كبير، والتربية، والتعليم، والمدارس فى مصر دولة داخل الدولة لها قواعد متحجرة، وتحتاج من يهزها، ويدفعها بكفاءة، واقتدار للتغيير، وتحتاج إلى تعاون، وتضافر الجميع حتى نخرج من معركة بناء الإنسان، والطالب منتصرين لمصلحة الوطن. مصر مليئة بخبرات تعليمية قادرة، وكفاءات ضخمة، لكنها تحتاج من نسميهم كاتاليست يتحركون دون خوف، أو تكبر، أو تجبر.. من يتعاونون، ويسمعون.
لن يكون إصلاح التعليم فى مصر برشامة يأخذها الطالب، أو تابلت فقط، أو رؤية قادمة من الخارج دون فهم طبيعة، ومناخ ظروفنا، والإلمام بالمناخ المصرى القائم. من الممكن أن نستورد الكتب، والمناهج الحديثة، والآلات، لكن النظام، والإدارة، والمناخ بيئة محلية تحتاج من يهضمها، ويطورها، ويطوعها للتقدم، والتطور. أعلن أننى مستبشر بـكبير المعلمين الذى تدرج فى السلم الوظيفى مدرسا، وأستاذا، و… ثم وزيرا، لأن سلوكه، وطريقة أدائه السابقة تقول إنه يريد أن ينجح، وينجو بالتعليم فى مصر، ويضعه فى مكانه الصحيح، والطبيعى.. اُدعوا له، فهو يحتاج الدعاء من الجميع.