محسن حسنين..!

تلقفت هدية أخى محسن حسنين كتاب أسرار ٥٠ سنة صحافة بفرحة، وسعادة.. كمن يحتضن وليده، لأن محسن ليس زميلا فقط، بل ابن دفعتى (٧٥ صحافة).. عشنا معا (طلابا، وصحفيين).
بدأ محسن حسنين محررا بدأب، وإخلاص حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر، درة المجلات المصرية التى أنشأها كبير من كبار صحافة مصر، وكُتابها (أنيس منصور) بعد حرب أكتوبر ٧٣، وكانت تعبيرا عن النصر المصرى المؤزر، الذى حافظ على كيان الوطن، واستمراريته.
كان أبرز كتابها مع مؤسسها رئيس مصر- بطل النصر، والسلام (أنور السادات- رحمه الله)، وكتب فيها أروع الذكريات عن الحرب، والسلام.
قدم زميلنا الموهوب عُصارة فكره، وأعماله الصحفية فى كتاب رصد أعماله، وهى مهمة، ومؤثرة فى مسار مجلته، وتاريخها، وخبطاته الصحفية التى لها وزنها، واحترامها.
هو محرر، وكاتب اقتصادى من طراز رفيع أتقن كتابة، وصياغة قضاياه، وله أسلوب شيق التقطه من شارع الصحافة، والاقتصاد، والسياسة، ورأى معظم قضاياه، ومازال يعايشه حتى الآن منذ ٥٠ عاما.
ذكرنى محسن بأول موضوع صحفى له فى مجلة أكتوبر، ولم ينس المؤتمر الاقتصادى الذى افتتحه له الرئيس مبارك فى بداية حكمه فى الثمانينيات، وأنه حصل على أوراقه منى، وكان فاتحة التحاقه للعمل بـأكتوبر.
كل موضوعات محسن حسنين رشيقة، وكتابه (٥٠ سنة صحافة) يستحق القراءة، والاهتمام، ولكنى خائف عليك يا محسن أنت وزملاؤك من أن تعطوا ما كتبتم، وسطرتم فى عمر المهنة من كتابات أكثر مما يحتمل.. وأن تطالبو بتغيير ما يصعب تغييره، وأن تكون موضوعاتكم هى نهاية المشكلات، وهذا لن يحدث، لأن الحياة لا تبدأ ولا تنتهى بنا.. نحن حلقة من حلقات الحياة المستمرة، والمتجددة، وكل شىء يتغير حولنا، لأن خامة الحياة واحدة، ونحن مادتها، والتغيير يحدث حولنا، وقد لا ندركه، لأننا نعايشه.
مبروك الكتاب، ومزيدا من التألق، والكتابات، فمازال قلمك رشيقا، وفكرك ناضجا، وتملك ناصية التعبير، ومهنتنا (الصحافة) تتجدد بشبابها، وشيوخها، وأجيال الوسط.. تمسك أن تكون من شبابها، وأنت قادر أيها العجوز!