شكرا.. دكتور معيط!

لم ينزل علىَّ بردا، وسلاما، منذ سنوات، مؤتمرُ صحفىُ بمعلومات وافية، مثل المؤتمر الصحفى الأخير الذى عقده الدكتور محمد معيط، وزير المالية، والذى تناول فيه الوضع الاقتصادى، ومعدلات النمو، وتسديد الديون لوطنى الحبيب (مصر)، والحمد لله مصر بخير، وقادرة على تحمل مسئولياتها، واقتصادها ينمو، ويواجه أى مديونيات، أو عقبات، أو أزمات عالمية تترك تأثيرها على الدول كافة.
كشف الدكتور معيط فى المؤتمر حقيقة الوضع المالى، والاقتصادى لمصر، كما أعطانا بعض المعلومات حول مسار مباحثات مصر مع صندوق النقد الدولى، والتى تأخر اتفاقها، وكان واضحا أنها لا تحتاج إلى أموال بقدر البحث عن صحة المسار، والبناء عليه.
وبالرغم من أن هذه المعلومات تأخرت بعض الوقت، أو أنها جاءت متأخرة جدا، بعد أن تركنا فترة ليست بالقصيرة للمتآمرين، والمتنمرين، أو المشعوذين من أصحاب التخيلات المريضة من كل حدب وصوب، والذين وصل حجم مقالاتهم فى الصحف العالمية، والمواقع الخليجية إلى معدلات غير معقولة.. كلها مُنصبة على مصر، ويقولون فيها كل شىء معيب، وناقص، ويقدم فيها الجهلة نصائح «خايبة»، وجاهلة معا، وقراءات مبتسرة، وغير دقيقة عن أوضاعنا الداخلية، وما ينتظرنا من ويلات عظيمة- فإن مؤتمر الدكتور محمد معيط ( الكافى، والوافى) دفعنى لأن أقول لهؤلاء الشرذمة التى تتقول على مصر أشياء مهمة: إن مصر ليست من البلاد التى تتوتر عندما تهاجمها المشكلات، والصعوبات، فهى تصبر عليها، وتتعامل معها بكل روية، ولعل ما حدث بعد ٦٧ يكون مقياسا، أو معيارا، أو درسا مفيدا، ومناسبا لكم لكى تتعظوا، فوفروا نصائحكم، وأقولها لكل الدول الإقليمية (عربية، أو أجنبية): مصر ليست من الدول التى تقبل وصاية خارجية، أو تدخلا من كبير، أو صغير، فى شئونها.. ولا تجعلوا معيار ما حدث بعد ٢٠١١ مقياسا لكم، لأن مصر كانت فى وضع مختلف، تتحسب فيه لأى تصرف، لأنها دولة قديمة، وكبيرة، وكان المتآمرون متغلغلين بها، فكان من الضرورى تركهم للشعب ليحاسبهم محاسبة تاريخية، ونجاها الله.