على أبواب مؤتمر المناخ

قلبى مع الإدارة المكلفة من حكومتنا بالإعداد لقمة المناخ المقبلة فى مدينة شرم الشيخ عاصمة السلام فى العالم (كوب ــ 27)، فقد اقترب التاريخ، حيث يتم هذا المؤتمر والعالم ليس فى أفضل أحواله، والصراعات الناجمة عن حالة الحرب الباردة، والساخنة فى الوقت نفسه، حرب روسيا وأوكرانيا، سببت أزمات بين معظم، بل كل، زعماء العالم، الذين نتوقع حضورهم هذه القمة الوجودية للبشرية كلها، خاصة فى قلب أوروبا.
التطورات التى صاحبت أحداث تايوان أفرزت حالة من التعبئة بين أمريكا والصين (أهم اقتصادين عالميين)، وبين الغرب عموما والروس، وأزمات المناخ لا يمكن معالجتها إلا بتكاتف العالم، واتحاد قواه الكبرى لمواجهة هذه الحالة الدقيقة.
ولعل من حُسن طالع البشرية كلها أن يُعقد مؤتمر المناخ فى مصر، فهى دولة تحاول أن تكون همزة الوصل للتقريب بين كل التيارات المتصارعة.. وأن تكون شرم الشيخ موئل المؤتمر المقبل فتلك رسالة لكل القارة الإفريقية، ولعلنا ننشد أن يرسل مؤتمر المناخ رسالة للعالم عن الأزمات الحادة، وأهمها عدد سكان العالم، فمن المتوقع أن يزداد عدد السكان بمقدار بليونى نسمة من ٧٫٧ بليون شخص إلى ٩٫٧ فى عام ٢٠٥٠.
ومن المتوقع أن يأتى نصف النمو السكانى فى العالم من 9 بلدان فقط، هى الهند، ونيجيريا، وباكستان، والكونغو، وإثيوبيا، وتنزانيا، وإندونيسيا، ومصر، والولايات المتحدة ــ بالترتيب التنازلى للزيادة، ومن المحتمل أن يتضاعف عدد سكان إفريقيا (جنوب الصحراء)، بينما يتقلص عدد سكان أوروبا، وهناك أزمات أخرى تلاحقنا، وترتفع وتيرتها ارتفاعا حادا، لعل أهمها أزمة المهاجرين الذين فروا من ديارهم، ومن الممكن أن تزداد بسبب تغير المناخ، والتدهور البيئى، وتتجه الغالبية من تدفقات اللاجئين إلى البلدان الواقعة فى الجنوب.
المسئوليات الملقاة على حكومتنا لتقدم مؤتمرا نموذجيا للتعاون العالمى فى هذه القضية الحيوية، أو الوجودية، للبشرية كبيرة، لكن مصر (السيسى- الجمهورية الجديدة) تجاربها الناجحة فى هذا المجال.. وغيره عديدة، الأمر الذى يفتح الباب واسعا أمام الدبلوماسية المصرية المتعددة الأطراف لمواصلة دورها فى عالمها.