كيف نحب الفلاح؟

استكمالا لمقال أمس.. أؤكد أن الفلاحين المصريين هم أفضل المنتجين فى العالم، لكن الزراعة لن تزدهر، أو تنمو، إلا إذا أصبحت صناعة تجعل الفلاح قادرا على إطعام المصريين، ووقتها لن نحتاج إلى استيراد طعامنا من الخارج، كما أن الفلاح يجب أن يحصل على مستلزمات الإنتاج كلها، بما فيها المياه، بمساعدة الحكومة، يدا بيد، والفلاح الحقيقى يعمل لحسابه، وحساب أسرته، لكنه يطعمنا جميعا، فهو يذهب لمزرعته من أجلنا، لذا وجب علينا أن نفكر له، ونكون معه فى زيادة الإنتاج بوفرة، وأن تكون أعيننا على تحسين دخله، ورفع مستواه الاقتصادى حتى يكفيه وأسرته.
يجب أن يكسب المنتجون حتى ينعم المستهلكون، كما يجب ألا نأخذ من القرية لحساب المدينة، وعلينا مساعدة القرية فى أن تكون منتجة، بل غزيرة الإنتاج، ونحن نملك الإمكانات، ومصر تستحق، والمصريون أولى بمواردهم بدلا من الاستيراد، خاصة إذا كانوا قادرين على الإنتاج، وأولهم الفلاحون المصريون رمز الإنتاج، وجودته هى علامة مصر المميزة.
زراعة المحاصيل التقليدية فى مصر سوف تؤدى إلى ازدهارها، والنظام المتبع حاليا فى تسعير القمح، والذرة، والشعير نظام يعطى الفلاح والدولة حقهما، ويا حبذا لو تم ذلك مع الفول قبل زراعته حتى يشعر الفلاح بالاطمئنان إلى أخذ حقه، كما أن الخدمات التى تقدمها الدولة للقرية المصرية فى مشروع «حياة كريمة» عمل حقيقى لا دعائى للنهوض بالفلاح والقرية معا، أما الأراضى الصحراوية فإنها تحتاج إلى دعم الحكومة بالبذور، والأسمدة، والبحث العلمى المستمر للاستفادة منها، وأن تكون أعيننا على الأسعار حتى يحقق المنتج مكسبا كافيا لاستمرار الإنتاج، وأن نحسب تكلفة ما ينتجه المزارع مع توفير بقية الاحتياجات له، وتوفير عوامل التخزين من فرز.. وخلافه، وأن تكون المزارع الصغيرة مكودة، ولديها القدرة على إيصال منتجاتها للأسواق فى الداخل، والخارج من خلال التصدير.. فالاهتمام بهذه الحلقات يجعل مصر تقفز إلى مصاف المنتجين الكبار.. وبلدنا يستحق.