أثر إرهاب «سبتمبر» علينا

11 سبتمبر ٢٠٠١ حدث مأساوى أمريكى عالمى بامتياز، يخصنا تماما كما يخصهم، ورغم كل عمليات التشويش، والضجيج، فإن المتهم، أو المجرم، تنظيم دينى سلفى شرقى من منطقتنا العربية، والإسلامية.
ولأن هؤلاء المجرمين خرجوا من بيننا، ونحن أكثر المضارين منهم، فقد تحملنا الحروب الأمريكية على بلادنا، حيث قتلوا الإرهابيين، ومعهم الأبرياء على السواء، وتهدمت البلاد، وانهارت المدن، وعانى أولادنا، وبناتنا، على قدم المساواة، فى البلاد التى شهدت الحروب، وكلنا عشناها معهم، وعانينا مثلهم تماما، بل كنا نموت معهم ونحن ننظر إلى هذه المصائب، والويلات التى حلت علينا.
الحرب لم تتوقف رغم مرور عقدين، وعام على الانسحاب الأمريكى من كابول (أفغانستان)، التى عادت، بعد عقدين، ملاذا آمنا لـطالبان، شريك تنظيم القاعدة المجرم ثقافيا، وعسكريا، وكأن أمريكا لم تكن هناك، وصرفت، ومولت التريليونات من الدولارات فى أكثر الحروب عبثية، وتكلفة، وأطولها زمنا.
وها هى العراق (قلب المنطقة) تعانى، وتتدهور، بل كل بلاد الشام أسقطت.. هناك الدولة، والصراع الطائفى على أشده.. والمدن تساقطت.. والمهاجرون بالملايين.. والآمال ضائعة.. والبلاد القريبة، والبعيدة، تضع يدها على قلبها قلقا، وهلعا من هذا الفيروس الإرهابى المتحور، الذى هو أخطر على شعوبنا من كل الأوبئة، فهو المدمر الذى يدخل فى تركيبة الإنسان، والمؤسسات فيخربها، وهو من الحماقة، والجهل، ليس له مثيل، أو مدى، أو نهاية.
وها هم اليوم يتحورون، ويتجمعون فى مجتمعاتنا، وحول العالم بمسميات جديدة، ويرتدون الثياب نفسه.. يريدون الإسلام إخوانا، وتجمعات سلفية.. شهدناهم وهم يتسلطون ما بعد ٢٠١١ على معظم بلاد المنطقة.. ليس لهم سلاح إلا الكذب، والتشدق، والتجارة بالأديان، والقيم.. فماذا نحن فاعلون لهم؟!.. هل نسلم لهم مقاليدنا من جديد وهم يتسلطون، ويفرغون قضية فلسطين من مضمونها، ويريدون الآن أن يحكموا المنطقة، ويخيفوا الجميع بحملات الإرهاب، والتكفير التى لا تتوقف؟!
إن ١١ سبتمبر ٢٠٠١ (علامة) فقط من جحيم المتأسلمين لمنطقتنا، والعالم.. وإشارة مخيفة متجددة أذكرها عاما بعد آخر.