فكروا تَصِحُّوا..!

إدراك أن النجاح يُولِّد نجاحا كان حقيقة ماثلة فى إنشاء التحالف الدولى للطاقة من أجل التنمية الذى حشدت له مصر طاقتها لتجميع أكبر قدر من المؤسسات الدولية من أجل التنمية فى جميع أنحاء العالم، والطاقة الجديدة.
على هامش فعاليات الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان الاستهداف المصرى هو توسيع نطاق التحول العادل إلى الطاقة المستدامة فى جميع أنحاء العالم، والحفاظ على درجة حرارة الأرض أقل من ١.٥ درجة من خلال حشد قادة دوليين، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المهتمة، والمؤسسات غير الربحية، وأن توجه اهتماماتها إلى الاقتصادات الناشئة، وأن تدفع شركات التكنولوجيا، ومؤسسات التمويل إلى الاقتصاد الأخضر، فهذا ما يحقق النمو الشامل، وهنا مصر هى محامى كل إفريقيا، وعلى أرضها يُعقد المؤتمر العالمى للمناخ فى نوفمبر المقبل (شرم الشيخ) لتوفير التمويل العادل، والمستدام معا، لكل الشعوب، خاصة الفقيرة.
كانت صورة مصر رائعة وهى تضع مستهدفا لها ١٥٠مليون وظيفة خلال العقد المقبل لإفريقيا، والمُضارين معها، وتوصيل الطاقة النظيفة إلى مليار شخص، وقد جمعت صندوق بيزوس، ومؤسسات أيكيا، وروكفيلر، وأمازون.. وغيرها، حيث إن التزام مصر بالتحول الأخضر، والطاقة النظيفة سيجعلها مركزا إقليميا لطاقة العالم، ومنطقتها، ولم تكن لتنجح مصر فى ذلك إلا لأنها أصبحت فعلا منتجا كبيرا للطاقة، ومتوقع تصديرها إلى أوروبا، وجيراننا، وقدمت فى منطقة البحر المتوسط نموذجا آخر للتقدم، والتعاون المنظم فى هذا المجال الحيوى للعالم، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وأطلقت المنصة الدولية للمشروعات الخضراء (برنامج نوفى) الذى يربط بين المياه، والغذاء، والطاقة، فمصر تعزز الحشد الدولى لمؤتمر المناخ (كوب- ٢٧) داخل أروقة الأمم المتحدة، وتزيد قدرة الدول النامية على إنتاج الغذاء، ومواجهة الجفاف، خاصة فى القرن الإفريقى الذى يواجه مجاعة راهنة.
وإذا أضفنا إلى ما سبق شبكة الموانى التى تقيمها مصر على البحرين الأبيض، والأحمر، وربطها بشبكات حديثة، وموانٍ نهرية على النيل لخدمة إفريقيا- فهل هذه دولة يعوزها حل أزمة سد النهضة مع جيرانها السودانيين، والإثيوبيين؟.. فكروا تصحوا!