عادل إمام..!

مازلت أتذكر أحد الاحتفالات العامة التى جاء مقعدى فيها إلى جوار نجم مصر، والكوميديا (الأول) عادل إمام.. لم أكن أعرفه شخصيا، لكن ليس هناك أحد (عربى، أو مصرى) لا يعرف عادل إمام.. وتكلمنا، وسألنى: لماذا لا تحضر مسارحنا؟.. فقلت: كيف؟.. فليس هناك عمل لك لا أراه.. إننى من محبى الضحك، وأنت ملك الضحك، والسعادة فى عالمنا، كما أننى أراك مصريا 100%.. كل منا عندما ينظر إلى روحك من خلال فنك يرى فيك جزءا من نفسه، أو زاوية منها تلاحقه، وقد يكون هذا سحر وسر عبقريتك الفنية.
لم أشعر وأنا أتحاور معه بأننى أمام فنان وكوميديان، كما نتصور، بل تصورته سفيرا، أو عالما، أو سياسيا كبيرا.. شخصية الفنان عادل إمام معتدة، ومعتزة بذاتها، وتعرف قيمتها جيدا، وأبعادها متعددة الجوانب، ولذلك استفزتنى كثيرا السوشيال ميديا، أو الإعلاميون الذين لاحقوا الفنان الكبير بشائعات المرض، والتسابق عليها، والتى وصلت لحد مطالبته بالاعتزال، والتقول عليه، وعلى أسرته نفسها فى حقوقها.
لم يستطيعوا أن يعرفوا حقوقهم.. أن يميزوا بين العمل الفنى والخيط الرفيع بينه وبين حياة صاحبه، وحقوق الإنسان بصفة خاصة، فنحن أمام فنان كبير، تاريخه يكفيه، وأكثر.. احتفلوا به، واشكروه على ما قدمه لنا من أعمال وفنون اقتربت من ٢٠٠ عمل، كلها صاحبة بصمة، فهو مصدر البهجة لعقود، وأجيال متعددة، ونحن أمام ظاهرة فنية وصلت، وتفوقت إلى حد «الأسطورة»، وتاريخ كبير فى السينما، والمسرح، والتليفزيون.
عادل إمام، أو الأستاذ، قيمة فنية كبيرة، وعلامة، ولكن ليس معنى ذلك أن تسلبه حقه الإنسانى أن يعيش حياته بحرية كما يريد، فإن أخذ إجازة لا تطارده، أو توقف عن العمل ليعيد دراسة المناخ ويختار ما يناسبه فلا تفرض عليه رأيك، أو تصورك، فإن كان فنه ملكك، فهو ليس ملكك، وله حق الحياة، وليس من حقوقكم يا أهل الإعلام، والميديا، والسوشيال ميديا أن تصادروا حق الإنسان، وحريته، حتى لو كان نجمكم المفضل.. وقفوا عند حدودكم.