جو (الكبير).. والحرب!

حاول الرئيس الأمريكى جو بايدن أن يجعل من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ «٧٧» استعراضا ملهما لبلاده، والأهم إدارته، فخطط لكى يخطف كل الأذهان، والشعوب، وصب كل الاتهامات، وجام غضبه على روسيا، وحربها مع أوكرانيا، ورغم الأموال الضخمة التى تم رصدها للمناخ، والمتغيرات الأيكولوجية القياسية، فإن خطابه الأساسى، فى ظل جدول أعمال مزدحم موجه نحو الحرب، التى تتسع رقعتها، وتهدد العالم من حوله، صاحبه ضجيج إعلامى غير مسبوق.
لم يغفل بايدن، فى خطابه الاستعراضى، اتساع رقعة الحرب على الأراضى الأوكرانية.. وكذلك بوتين، الذى أعلن فى خطابه استدعاء الاحتياطى، ودخل منعطفا جديدا فى الأزمة الروسية- الأكروانية، وكلا الطرفين المتحاربين على الأرض الأوكرانية تبادلا الاتهامات، بل التلويح باستخدام النووى.
من ناحيتى، اعتبرت خطاب بايدن بحثا عن السلام الذى يرضى الجميع، وبوتين صعد إلى أعلى الشجرة، فى خطاب بدء إعلان الحرب، ولكنه يطلب التدخل من كل الأطراف لإنهاء العمليات، التى تبدو لى أنها دخلت المعترك الأخير، ولم يعد هناك وقت للمزيد من استمرارها من كلا الطرفين، خاصة فيما بدا من الابتزاز النووى، الذى عبر عنه الروس، أو فتح جبهات للاستفتاء، وضم أراضٍ أوكرانية إلى الاتحاد الروسى، ليسهل استخدام كل هذه الأسلحة المتاحة دفاعا عنها.
استطاعت فعاليات الأسبوع الرفيع للجمعية العامة للأمم المتحدة أن تخطف أنظار المتابعين للشأن السياسى، وأعادت جزءا من الوهج للمنظمة العتيدة، وظهر أن الأمم المتحدة ضرورة لابد منها، فلا يمكن للعالم أن يتفاهم على قضايا مصيرية مثل مواجهة التغير المناخى، والسيطرة على الأسلحة النووية، ومعالجة الأوبئة، والأزمات الصحية، دون آلية عمل مشتركة تمثلها منظمة الأمم المتحدة.