مصر.. وإنقاذ العالم!

فى اللحظات الحرجة للتاريخ الإنسانى، ونحن نعيش على الحافة فى كل شىء، خاصة ما بين الاندفاع إلى الحروب وتداعياتها الخطيرة من النقص فى كل شىء، وأزمات وصلت إلى تلوث البحار، وتخريب شبكات إمدادات الغاز (نورد ستريم نموذجا).. ونحن نرى كوكبنا الأزرق (الأرض) يحترق أمامنا، ولا نكتفى بالمهاجرين من الصراعات.. يضاف إليها من عصف بأوصالهم ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتَغَيُر مناخها، وما تخلفه من أعاصير، وفيضانات، وجفاف..وكوارث إنسانية لا حدود لها، ولا تتوقف- يترقب العالم رئاسة مصر قمة المناخ (كوب- ٢٧، شرم الشيخ- نوفمبر ٢٠٢٢)، وهى علامة فارقة تحلق بعيدا بعالمنا إلى الإنقاذ، والأمل معا.
كنت محظوظا أن أشارك فى إصدار من إصدارات «الأهرام» (المؤسسة الصحفية المصرية العريقة) وثق هذه اللحظة بالدقة التاريخية للإنسانية كلها، وهو «الأهرام العربى» فى عدده الجديد، الذى حمل للمصريين، والعالم أجندة هذا الحدث العالمى النادر بأسلوب علمى اتسمت به هذه المجلة منذ صدورها، الأمر الذى يحتم علىّ أن أحيى «الأهرام»، ورئيس مجلس إدارتها الكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة، ورئيس تحرير «الأهرام العربى» الكاتب الصحفى جمال الكشكى، وكُتاب، ومحررى هذا العدد التاريخى.
إن مصر عندما تحلق هى الرافعة لكل شىء فى منطقتها، وقارتها، والعالم أجمع، وقد استطاعت مصر برئيسها، وحكومتها، وخبرائها، ودبلوماسييها أن يبعثوا برسالة هذا المؤتمر إلى العالم كله، فالجميع أصبح مدركا خطورة الموقف، وضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف تدهور الأوضاع، والتكيف مع ما وقع بالفعل من ضرر، والوقوف خلف القضية، التى تديرها مصر الآن (المناخ) بمسئولية فائقة عند النظر فى مسئوليات كل طرف، فإذا علمنا أن الدول المتقدمة هى التى أفضت بنا إلى الوضع القائم، إذ بنت ثرواتها، وحققت رخاءها على حساب صحة كوكب الأرض، فى حين لم تسهم الدول النامية بأى قدر، حيث لم تبدأ بعد فى النمو، فإن الانبعاثات الضارة هى من صناعة الكبار، لذا، عليهم الآن أن يسهموا فى تمويل الصغار، والضعفاء، وإنقاذ الكوكب.