رسالة بوتين..!

لم يكن بعيدا عن الرئيس الروسى (بوتين) وهو يحتفل مع زعماء ٤ مقاطعات أوكرانية فى الكرملين، وفى قلب موسكو، قَدِمُوا إليه بنتائج الاستفتاءات التى أُجريت على عجل، وفى ظل حالة حرب عاتية، تدخل شهرها الثامن، بسلخ جزء مهم من خريطة أوكرانيا، ما يقرب من ١٥% من مساحتها، وهو الاقتطاع الثانى بعد الأول الذى تم فى ٢٠١٤ (شبه جزيرة القرم)- حالة ما يحدث حوله فى العالم من قلق متزايد من استمرارية هذه الحرب، فقد سمع فى اجتماع مع حلفائه الآسيويين بقمة شنغهاى فى سمرقند من حليفين توترهما من استمراريتها (الهند والصين)، وبدأ يتابع ما يحدث فى أوروبا، وإن كان لا يرضيه تردد، وارتباك الأوروبيين، وهو الذى انتظر منهم أن يسارعوا لكى يساعدوه فى إنهاء هذه الحرب قبل الدخول فى موسم الشتاء القاسى عليهم، ويرى كذلك أقرب شركائه التجاريين، خاصة (الألمان)، لم يستطيعوا فى ملاحقتهم الأسواق المنتجة للطاقة أن يؤمنوا احتياجاتهم منها، وقد بدا عليه الارتياح لحالة التقشف، وارتفاع أسعار الطاقة التى شملت أمريكا، وأوروبا، ولم ينزعج بوتين كثيرا من التخريب الذى طرأ على نورد ستريم ١ و٢ (4 تسريبات)، وإذا كانت هناك شكوك أن وراءها دولا، وأجهزة كبيرة، فإنه حتى الآن لم يستبعد الكثيرون أيضا أن تكون وراءها روسيا لكى تُسّرع من وتيرة إزعاج أوروبا، وزيادة مخاوفها من نقص الطاقة، حيث وهنت أخيرا من هذا التسريب، كما أن بوتين يدرك أيضا أن أمريكا هى الأخرى تتململ من استمرارية الحرب، وأن التيارات المعارضة لاستمرارية مساعدة أوكرانيا سوف تتزايد مع الانتخابات المرتقبة.
رسالة ضم الأراضى الأوكرانية ليست ثورة جديدة من بوتين، لكنه يقدم أجندة للمناقشة بين الغرب وروسيا.. بأن تنتهى الحرب الدائرة بالشكل الذى يتصوره (بوتين)، ولهذا فإن الاحتفال بضم الأراضى لم يعنِ التصعيد، أو ركوب موجة الأسلحة النووية كما يعتقد، أو يتكلم البعض..
إنه حل للأطراف المتعاركة (الأوكرانيين أولا، ثم الأوروبيين، والأمريكيين).. فهل هناك من يلتقط الرسالة؟!