سقوط طفلة..!

كنت، ومازلت، أتوقع أن تتابع وسائل الإعلام حادث سقوط طفلة فى مدرسة بالعجوزة، لأن بها فلذات أكبادنا، ومستقبلنا، ولنعاقب من يستحق عقابه أشد من معاقبة قتلة الفتيات أمام الجامعات.
لقد سقطت بنت السنوات السبع من الدور الثالث خوفا، وهلعا، أو إهمالا مخيفا من المدرسين، والنظار، وهنا تساءلت، بينى وبين نفسى، كيف لا يحنو البعض منا على الأطفال، ويتركهم لهذا الإهمال، أو لتصرفات بعض المسئولين بالمدارس البعيدة عن كل قيم التعليم، ولا تمت لصفة التربية بأى معيار؟!
إذا كان الإهمال قد وصل إلى مدارس القاهرة، فكيف حال مدارس القرى، والأحياء، والكفور، والنجوع البعيدة عن الاهتمام، والمتابعة، وبها مدرسون كثيرون غير مؤهلين للعملية التعليمية، لأننا أهملنا كليات التربية، والمعلمين سنوات طويلة ؟!
إن كل من سألنى: لماذا نضع كاميرات فى الفصول؟.. أجبته: لكشف القصور، والاختلالات التى تحدث فى المدارس الكثيرة، والمنتشرة، ومراقبة العملية التعليمية عن قرب، أما الكبار فلكشف أساليب القصور التعليمى، وعدم الوجود، والتحضير للدروس.
أعتقد أنه إذا حدث اهتمام، ومتابعة للمدارس الحكومية، بمشاركة وزارة التربية والتعليم، والمحافظات، والأهالى، مع توفير بعض الإمكانات لهذه المدارس، فإننا فى فترة وجيزة نستطيع أن نغير معادلة مخيفة تسرى فى مصر هى أن المدارس الخاصة أفضل من المدارس الحكومية، فالأسعار الفلكية التى تعرضها الآن المدارس الأجنبية، والخاصة سببها المباشر انهيار التعليم الحكومى، وتزايد الاهتمام بالدروس الخصوصية، والسناتر لتعويض النقص الفادح فى هذه المدارس التى قال عنها الطلبة إنها لا تعلم، وتُضيع وقتهم، فلا يذهبون إليها.
يجب عودة المدارس ذات السمعة القديمة.. المدارس النموذجية، أو المتطورة، ومتابعة كل محافظ، ورئيس حى، ومسئول، ونائب فى البرلمان، ووقتها سيكون لدينا مدارس متفوقة تطبق معايير الحوكمة الكاملة، ويجب أن نبدأ من الآن، فما لا يُدرك كله لا يترك كله، ولتكن لنا خُطة بكل محافظة، نطور مدارسها، ونضعها على خريطة التعليم مثلما نطور الآن أحياءنا، ومدننا القديمة، وننشئ مدنا جديدة، فقيام مدرسة، وجامعة جديدة بمعايير متطورة حديثة إحياء لكل الوطن.