بل ضربتان جويتان..!

عندما نتحدث عن القوات الجوية المصرية فى يومها العظيم؛ نتذكر عبورها، والضربة الجوية البارعة، والأسطورة التى أفقدت العسكرية الإسرائيلية وعيها تماما، ومكنت قواتنا البرية من العبور، واقتحام قناة السويس، وخط بارليف، أو الانتصار المتكامل يوم العبور.
الذين خلطوا بين النصر وأدوارهم السياسية فقالوا إننا صدعناهم بالضربة القوية الساحقة، والخطيرة- أحب أن أذكرهم، حتى لا ينسوا، أن قواتنا الجوية الباسلة لم تكن لها ضربة جوية واحدة فقط فى يوم العبور، بل ضربتان قويتان ساحقتان أفقدتا العسكرية الإسرائيلية الوعى، وعلمتاها أن مصر ذراعها طويلة، وستظل منتصرة، وقادرة على حماية أرضها، وسمائها، وبحريها على الدوام.
ضربة ٦ أكتوبر علامة بارزة، وضربة ١٤ أكتوبر علامة أكثر بروزا، وقوة أرادت خلالها إسرائيل أن تكرر ضربة ١٩٦٧ لمصر فوجدت قواتنا الجوية لها بالمرصاد، وقادرة على صد الطائرات الأمريكية الحديثة، بل إلحاق الهزيمة بها، وفرض انسحابها بطيارين عظام حطموا مقاييس الطيران، والعسكرية فى معركة المنصورة، وشهد لهم العالم كله، ومؤسساته العسكرية بذلك، حيث كانت للإسرائيليين الغلبة بعدد الطائرات، ونوعيتها، لكن كان الانتصار لمصر بكفاءة، وقدرة مقاتليها الطيارين، وطلعاتهم التى تفوقت على العدة، والعتاد.
أوقن أنه إذا تم التدقيق فى معركة المنصورة فسنجد أنها أكبر من موقعة، لأن إسرائيل أرادت خلالها أن تكرر ضرب مطاراتنا، وقواعدنا كما حدث فى 1967، فوجدت قوات قادرة على هزيمتها، وطردها من الأجواء المصرية، والتى سُميت بعد ذلك «يوم القوات الجوية»، فهى استمرت ٥٠ دقيقة، وتم تصنيفها على أنها أطول معركة جوية فى التاريخ توضح مدى كفاءة، وقدرة الطيارين الذين قام بتدريبهم بطل القوات الجوية الراحل (محمد حسنى مبارك- رحمه الله) طوال الفترة التى سبقت حرب الاستنزاف، وشهد له كل الخبراء العسكريين، فى الداخل والخارج، كيف ارتفع معدل طلعات الطيار المصرى إلى ٦ أو ٧ بل ٩ طلعات، محطمين كل الأرقام القياسية، ومتفوقين على إسرائيل التى تملك طائرات أكثر، وأحدث تكنولوجيا أمريكية من الطائرات الروسية..
وللحديث بقية.