طيارو مصر.. نسور الشرق!

عندما بنت إسرائيل دولتها اهتمت جدا بالقوات الجوية، فكانت لها السيطرة الجوية على كل المنطقة العربية، كما اهتمت جدا بالزراعة، لأنها عنوان الاستيطان، وإقامة الدولة، ولمن لا يعرف، فإن الإسرائيليين، واليهود تجار لا يستوطنون القرى، ولا يزرعون.. هذا تاريخهم قبل قيام إسرائيل التى اهتمت بالبحث العلمى فى مجالى الزراعة، والمياه، وقد حققت أرقاما قياسية، ونجاحات كبيرة فى هذين المجالين.
كذلك، فإن إسرائيل إمكاناتها المائية ضعيفة جدا، لكن البحث العلمى المكثف مكنها من أن تكون مصدرا كبيرا جدا للعديد من المنتجات، مما جعلها تأكل مما تنتج، وتصدر لأوروبا، ولذلك كان الفخر الإسرائيلى بالسلاح الجوى، والزراعة، ومنتجاتها، وقدرتها على الحفاظ على المياه كبيرا. إن إسرائيل، التى ظهرت فى منطقتنا بعد عام ١٩٤٨، عندما خاضت حرب ١٩٦٧ كانت جوية فقط فى البداية، ولم يدخل جندى إسرائيلى من المشاة إلى سيناء، والقنال إلا بعد أن ضربوا كل مطاراتنا، وطائراتنا، فكانت لهم السيادة الجوية كاملة، وتحركوا فى البر، والبحر، بعد ذلك كما يريدون، لكن فى معركة ١٩٧٣ حدث العكس تماما؛ قواتنا الجوية سبقت المعركة، وأتذكر، بعيدا عن أى تعصبات سياسية، أن بطل القوات الجوية هو الطيار، والرئيس، بعد ذلك، محمد حسنى مبارك، منذ لحظة تكليفه من الرئيسين جمال عبدالناصر، وأنور السادات بإعادة بناء القوات الجوية، ثم قيادته بعد ذلك الحرب، وغمارها القاسية، فقد كلفه الأول بالمدرسة الجوية، والثانى بالقيادة، والاستعداد للحرب، وقيادته الطيارين، أو المقاتلين، فكانوا يقولون عنه إنه يعرف، ويسمع سقوط الإبرة فى فصول الطلاب، وطيارى المستقبل، ويعرفهم واحدا واحدا، كما يعرف مأكلهم، ومشربهم، وتعليمهم، وتدريبهم، ولذلك تكونت لدينا أطقم طيارين نستطيع أن نطلق عليهم أنهم نسور الشرق، وعنوان الانتصار فى 1973. تحية لقواتنا الجوية، وشهدائنا، وصناع النصر.. وكل العقول التى جعلت الإسرائيليين يعرفون أننا نجيد الحرب، والطيران، وسيعرفون أننا اليوم، فى الجمهورية الجديدة، التى يؤسسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجيد الزراعة، والصناعة، ونحافظ على المياه، ونقول للعالم كله إن المصريين قادرون على بناء الدولة القوية المعاصرة.