غرق الإسكندرية.. وفوضى ماسك!

وقفت مذهولا أمام «تقرير» بثته إحدى المحطات التليفزيونية الخليجية المهمة حول غرق الإسكندرية، والدلتا المصرية كلها خلال 3 عقود، والتى نصف علاقتنا بها الآن أنها تغيرت، أو فى طريق التصحيح.
«التقرير» يأتى متزامنا مع مؤتمر شرم الشيخ للمناخ، ويُنسب إلى الأمم المتحدة، وخبراء بها (مثل هذه التقارير لم يصدر عنها، وليس به أسماء يمكن الرجوع إليها)، ويحاول أن ينتحل صفة علمية، وهو دعائى فج، وعندما تدقق فيه تجده من التقارير الكاذبة التى تضمر الشر، وهدفها الإثارة، والذعر.
لم تجد المحطة المذكورة فى كل تقارير مؤتمر المناخ ما يثير فضولها عن البيئة، والمتغيرات التى أدت إلى نجاح المؤتمر إلا إشارة وردت فى خطاب بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، فى جلاسجو، العام الماضى، لتحفيز جمهور مؤتمره، (إشارة غرق مدن كبيرة فى العالم، من ضمنها، كمثال، الإسكندرية)، وقد أعادت المحطة التليفزيونية بأسلوب (غير مهنى على الإطلاق) الإشارة فى “تقرير” لها منذ يومين بطريقة تخويف الناس من الساحل الأجمل فى العالم، وإثارة الذعر حوله بإغراق الإسكندرية، وكأنما هذه أخبار جديدة قادمة لتوها من قمة المناخ بشرم الشيخ.
خبراء الأكاذيب، أو الشائعات- لم يبعدوا كثيرا عن الفوضى التى أُطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» ضد الشركات الكبرى، وأثرت على اقتصاداتها، بنشر أخباركاذبة حولها فى البورصة، بل جعلت البعض على شفا «الإفلاس»، نتيجة ما أصابها بسبب «تويتر»، الذى اشتراه «إيلون ماسك»، وسمح بإعطاء الإشارة الزرقاء نظير ثمن بخس (٨ دولارات)، فتقدم الكثيرون الذين انتحلوا صفات، وحصلوا على الشارة، وأطلقوا حملات من الأخبار الكاذبة التى أثرت على الأوضاع الاقتصادية لهذه الشركات.
أردت أن أحذر شركاتنا، وبلادنا من أنه مازالت هناك حرب شائعات دائرة فى هذه المنطقة، وكلها اقتصادية، وتبحث عن النفوذ، والمكانة، وبعضها يبحث عن الفوضى، وإثارة الذعر، فى المجتمعات، ولا ننسى أن الحروب منذ مطلع هذا القرن الحادى والعشرين كلها وراءها فوضى تليفزيونية، وتقارير إخبارية واردة فى «السوشيال ميديا» تحض على التظاهر، وإثارة الفوضى.