بايدن فى شرم..!

اكتملت كل عناصر القوة، وكُتبت قصة نجاح قمة المناخ فى شرم الشيخ من أوجه عدة: المشاركة العالمية القياسية، وحضور كل المؤثرين، والقادرين على ترجمة السياسات، وتنفيذها، واكتملت بحديث الرئيس الأمريكى جو بايدن إليها، حيث أعطاها زخما له تأثيره على مجمل تطوراتها الراهنة، والمستقبلية. يجب ألا ننكر أن إحياء الدور الأمريكى على المستوى العالمى فى المناخ يُحسب لبايدن بعد إعادة انتخاب الديمقراطيين، وعودتهم إلى البيت الأبيض، ورحيل ترامب وفريقه الذى كان يُعادى، ويقف ضد دعاة المناخ، ووقف الانبعاثات، وتعيين جون كيرى، مبعوثا للرئيس للمناخ كان لتأكيد هذا التغير الإستراتيجى، وهو شخصيا لعب أدوارا متعددة لإنجاح قمم المناخ، وصولا إلى شرم الشيخ (الحدث الكبير).
وصول الرئيس بايدن إلى مصر، فى بداية رحلته الخارجية المهمة بعد الانتخابات النصفية للكونجرس، يعنى تحولات كبيرة فى قرار البيت الأبيض على مستوى سياساته فى الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ويعنى كذلك احتراما متزايدا، وتقديرا لمصر، ورئيسها عبدالفتاح السيسى، ومكانتها الراهنة، والمستقبلية، ويعنى أيضا اعترافا صريحا، وقراءة جديدة لبلادنا.. للمكانة المصرية، والأدوار التى لعبتها فى السنوات الأخيرة، وأنها حليف قوى، خاصة فى المرحلة الراهنة التى تشتعل فيها الحروب، والأزمات الاقتصادية حول العالم، وأن هناك احتياجا لدورها، وفعاليتها، ومكانتها الإقليمية، والعالمية معا، ورحلته الخارجية الراهنة، وبدايتها من مصر – يبحث فيها عن شركاء أقوياء لأدوار عالمية متجددة يلتقى فيها بأهم قادة العالم ، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مصر، ويلتقى الرئيس الصينى شى جين بينج، وقادة إنجلترا، وإيطاليا، وفرنسا، واليابان، وكوريا الجنوبية.إذا نظرتم لمحطات بايدن بعد الانتخابات ستعرفون خطة أمريكا لمواكبة التطورات العالمية القادمة، ومن خلال لقاءاته تستطيعون أن تعرفوا المقاربة الأمريكية، ومن سيلعب أدوارا متجددة، ويساعد على إنهاء حرب أوروبا، وفى الوقت نفسه مواجهة المعضلات العالمية الراهنة.
لقد كشفت قمة شرم الشيخ للمناخ للمصريين مكانتهم، وجددت صحة رؤيتهم لمسار السياسات الإقليمية، والعالمية، فتحية لمصر، ورئيسها، وتهنئة، وتقديرا متزايدا لما حققته على مختلف المسارح، والأصعدة.